الفيزياء والفلك > فيزياء

لغةُ الفيزياء العاميّة

استمع على ساوندكلاود 🎧

غالبًا ما تبدو لنا الفيزياء غريبةً وغير قابلةٍ للتصديق، فهي تحوي الكثير من المفاهيم الغريبة والشّروط الخاصة، ولذلك تَفشل اللّغة أحيانًا في التّعبير عن النّظريات والقوانين الرياضيّة الفيزيائيّة. ولزيادة الأمور تعقيدًا قام علماء الفيزياء باقتراح إستعمالاتٍ جديدةٍ لبعض الكلمات الإنكليزيّة المَعروفة.

أحياناً يشعُر النّاس الذين يعيشون خارج عالم الفيزياء أنهم يتعرّفون على لغةٍ جديدة، كأنّهم مجموعة من الأميركيين الّذينَ يتجوّلون في شوارع إنجلترا؛ وبسبب الفرق بين اللغتين العاميتين يجدون أنفسهم في بحرٍ جديدٍ من الكلمات والمعاني المألوفة لديهم لكنّها غريبةٌ في الوقت نفسه.

لكن لا داعي للقلق، فمجلة "Symmetry" ستُعطينا في هذا المقال قائمة من الكلمات التي سيكون لها معنى خاص عندما نستعملها في مجال الفيزياء.

1- "Quench":

وتعني بالإنكليزيّة (الإراوء) لكن في عالم الفيزياء لا علاقة لها بشُرب عصير الفواكه أو إطفاء الظّمأ، بل تُعبِّر عن فقدان النّواقل الفائِقة لخاصيّة الناقليّة الكهربائيّة الفائقة (تمرير الكهرباء بدون مُقاومة). عند حصولِ الـ (Quench) يَقومُ التّيار الكهربائي بتسخين السّلك الفائق الناقليّة وسائل التّبريد المخصّص لإبقاء السّلك باردًا. فيتحول سائل التبريد إلى غاز ويَخرُج من فُتحات التّهويّة. يعتمِدُ العُلماء على عمليّة "Quench" كثيرًا، خصوصًا في المغانط الّتي تَتَحكم بِمسارِ حُزمِ الجُسيمات في مُسرّعات الجُسيمات.

2- "Cannibalism" ( اكل لحوم البشر )، "strangulation" (الشّنق)، "suffocation" (الإختناق):

تَملِك هذه الكلمات البشعة معانٍ ألطف في لغة الفيزياء الفلكيّة. فهي تَصِف مَجموعةً من التغيّيرات في أشكالِ المَجرّات ومُعدّلات ولادَةِ النّجوم في البيئات المزدحمة بالمجرّات مثل عناقيد المجرّات.

يُستَخدم المصطلح "Galactic cannibalism" للتعبير عن إندماج مجرّةٍ كبيرةٍ مع مجرّةٍ صغيرة مجاورةٍ لها بفعل الجاذبيّة، الأمر الّذي ينتُج مجرّةً أكبر.

3- "Chicane":

إن لم تكن من المضطلعين بسِباقات السّيارات وشروط السّباقات، فعلى الأغلب لم تسمَع بهذه الكلمة. في عالم سِباق السيارات، تعني "Chicane" إضافة مُنعَطَفٍ أو اثنين على طريق السّباق من أجلِ إجبار المُتسابقين على إبطاء سرعة سياراتهم. وهي لا تَختلِف كثيراً عن "Chicane" المَوجودة في فيزياء المُسرّعات. فهي مجموعة من أربعةِ مغانِط تقوم برصِّ الجُسيمات حتى تبقى متماسكة ضمن الحزمة. هذا الرّص يَجعَل الجُسيمات في مُقدمة الحُزمة (التي تمتلك طاقة حركيّة أكبر) أكثر قُربًا من الجُسيمات في الذّيل (مُؤخرة الحُزمة).

4- "Cooler":

تعني (المُبرد)، أما في الحياة اليومية فتشير هذه الكلمة إلى حافِظة الطعام المتنقلة المُستخدمة في النزهات. لكن لن يكون لمُبرد الحُزم فائدة كبيرة في نُزهاتنا العاديّة، إذ يُستخدم مبرِّد الحُزم في جعل مُسرّعات الجُسيمات أكثر فاعليّة عن طريق جَعل كلِّ الجُسيمات تتحرّك بإتجاهٍ واحد. تميلُ الجُسيمات في هذه الحُزم إلى التشتّت بسبب حركتها العشوائيّة (الناتجة عن حرارتها)، ولهذا يساعد تبريد الحزمة في دفع الجُسيمات المُشاغبة بالإتجاهِ الصّحيح مجدّدًا.

5- "House":

وتعني (البيت). ولكنها تعني في فيزياء الجسيمات الأماكن التي تُوضَع فيها المغانط داخل مُسرّعات الجسيمات. كما تُستخدَم هذه الكلمة للدلالة على مجموعة المغانط كَكُل. على سبيل المثال، يَمتلِك مُسرّع الجُسيمات Fermilab’s Tevatron ستّة أقسام وكل قسمٍ منها يَمتلِك أربع بيوتٍ (Houses) من المغانِط.

6- "Barn":

و تعني (الإسطَبل أو الحَظيرة)، ولكن فيزيائيًّا هي وحدة قياس مُستعمَلة في الفيزياء النّوويّة وفيزياء الجُسيمات. وهي تُعبّر عن مساحة منطقة التّصادم التي يمثلها جُسيمٌ ما. صُنّف المعنى العلمي لهذه الكلمة على أنّه (سرّي) في أربعينات القرن الماضي. وذلك بسبب الطّبيعة السّريّة للأبحاث النّوويّة في تلك المرحلة. أما اليوم فيمكن بسهولة معرفة أن واحد بارن يساوي 24*10.

^(-24) سم2. لو وجد جسيم بهذا القياس في العالم ما دون الذّري فستُعتَبر كبيرةً جدًا، وضَرب مثل هذه الجُسيم بجُسيمٍ أُخر يُعتَبَر سهلًا مثل سهولة ضَربِ الجانب العريض من الحظيرة. ومن هنا جاءت التسميّة.

مثلاً يُقال في الإنكليزيّة "You can't hit the broad side of a barn" للدلالة على التّصويب الفاشل. أي أنّك سيء بالتصويب لدرجة أنك لا تستطيع حتى إصابة الجانب العريض من الحَظيرة.

7- "Cavity":

وتعني (التّجويف) ولكن لها معنىً آخر في فيزياء الجُسيمات. التّجويف هو أحد الأجهزة الشّائعة في مُسرّعات الجسيمات، وهو عبارةٌ عن حُجرةٍ معدنيّةٍ تقوم بإعطاء شكلٍ معيّنٍ لحقلِ المُسرّع الكهربائي كي يقوم بدفعِ الجُسيمات وتسريعها إلى سُرعاتٍ قريبة من سُرعة الضّوء. يتغير اتّجاه الحقل المغناطيسي بتردد سريع (تردد الأشعة الراديويّة) فيدفع الجُسيمات في طريقه. تساهم أجهزة التّجويف أيضاً بإبقاء الجُسيمات مُتماسِكةً في حُزمٍ ضيّقةٍ مما يزيد من شدّة الحُزمة.

8- "Doping":

وتعني المنشطات المستخدمة في الرياضة، لكن يمكنها أن تشير إلى شيءٍ أكبرَ بكثيرٍ. فهي تعني في الفيزياء إدخال مجموعة من المواد الإضافية (غالبًا الشوائب) إلى المعدن من أجل تغيير ناقليّته. المواد الفائقة الناقليّة المنشطة (التي تحتوي شوائبًا) يمكن أن تكون ذات كفاءةٍ أكبرَ بكثيرٍ من المواد الفائقة الناقليّة النقيّة. تكون بعض التجاويف "Cavity" مصنوعةً من معدن "النيوبيوم" المنشط بذراتٍ من الأرغون والنيتروجين، تستخدم هذه الطريقة في صناعة المغانط فائقة الناقليّة أيضًا.

9- "Injection":

وتعني (الحَقن) ولكن في الفيزياء لا يُقصد بها حقن الأدويّة في الجسم عن طريق إبرة في الذّراع، بل تعني نقل حُزم الجُسيمات من مُسرّعٍ إلى آخر. يمكن حقن حُزمة جُسيماتٍ من مُسرّع مُستقيمٍ فيٍ مُسرّع دائري، أو حقنها من مُسرّع دائري صغيرٍ في مُسرّعٍ أكبرَ.

10- "Decay":

تعني التَفسُّخ أو التفكك، وغالبًا ما تُستخدَم للإشارة إلى التّعفن مثلًا، لكن في الفيزياء فإنَ تفكك الجُسيمات هو عِبارة عن عمليّة يتحوّل فيها جُسيمٌ ما إلى جُسيمٍ آخر. مُعظم الجُسيمات في النّموذج المعياري للذرّة غيرُ مُستقرةٍ، أي أنّها تتفكك بشكل شبه فوريٍ بعد وِلادتها. عندما يتفكك جُسيمٌ ما فإن طاقته تتحول إلى جُسيماتٍ أصغر ورُبّما تتفكك هذه الجُسيمات بدورها أيضًا.

المصدر: هنا