الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

وزنك سيدتي أثناء العلاج من سرطان الثدي

استمع على ساوندكلاود 🎧

تمتلكُ زيادةُ الوزنِ العديدَ من المخاطر على الصحّة، فبالإضافةِ إلى دورِها السلبيّ في أمراضِ ضغطِ الدم، والقلب، والسكريّ، والإصابة بأنواعٍ عديدةٍ من السرطانات، فقد أُظهرت بعضُ الدراساتِ أنّ الوزنَ الزائدَ يزيدُ من احتمالِ عودةِ سرطانِ الثدي من جديدِ بعد التعافي.

يؤدّي خضوعُ النساءِ للعلاجِ الكيميائيّ إلى انقطاعٍ مبكرٍ للطمث Premature menopause، الأمرُ الذي يُسبّب بطئاً في عمليةِ الاستقلابِ وبالتالي زيادةً في الوزن. كما يُهيّئُ انقطاعُ الطمثِ إلى تخزينِ المزيدِ من الدّهونِ وفقدانِ حجمِ العضلات، إذ يُلاحظَ أنّ متوسط الوزن الذي تكتسبُهُ النساء اللواتي يخضَعنَ للعلاج الكيميائيّ يتراوح بين 5 و14 باونداً (أي حوالي 2.5-6.5 كغ)، في حين يكسبُ بعضُهنَّ حوالي 25 باونداً (أي 11 كغ).

من جهةٍ أخرى، يُعدّ استخدامُ الستيروئيدات القشريّة Corticosteroids (وهي هرموناتٌ تُنتَجُ في قشرةِ الغدةِ الكظريّة) سبباً آخرَ لزيادةِ الوزنِ، فعلى الرّغمِ من دورِها الإيجابيّ في منعِ الغثيانِ أو الانتفاخِ، والمساعدةِ على وقفِ ردودِ فعلِ الجسمِ تجاهَ العلاجِ الكيميائي، إلّا أنها تزيدُ من الأنسجةِ الدهنية في منطقةِ البطنِ والرقبةِ والوجه، وتُفقد من كتلةِ العضلات وخاصّةً في الأطراف (أي الذراعَينِ والساقين). كما يُلاحظُ أنّها تزيدُ الشهيةَ على الطعام بعد عدّةِ أسابيعٍ من استخدامِها بشكلٍ متواصلِ.

أمّا العلاجُ الهرمونيّ بالستيروئيداتِ Steroids فيؤدّي بدورِه إلى انخفاضِ مستويات هرمونَي الإستروجين والبروجيسترون، والذي يعتبرُ سبباً رئيسياً لزيادةِ تخزينِ الدّهون، وخفضِ الكتلةِ العضليّة، وتغييرِ طريقةِ تحويل الطعامِ إلى طاقةٍ من قِبل الجسم.

كما لا يخفى تأثيرُ انخفاضِ النشاطِ البدنيّ الناجمِ عن الإجهادِ والتّعبِ والغثيان والألم اللاحقِ لعلاجِ السرطان في زيادةِ وزن الجسم وارتفاعِ كتلةِ الدهون فيه، وهو أمرٌ أثبتتْهُ العديدُ من الأبحاث والدراسات.

ويُلاحظُ حدوثُ فقدانٍ في الوزن لدى بعضِ المريضاتِ، مصحوباً بفقدٍ لبعضِ العناصرِ الغذائيةِ التي من شأنِها أن تُساعدَ الجسمَ على الشفاء، وتكون هذه الحالةُ ناتجةً عن ضعفِ الشهية، أو الغثيان، واللذان يعتبرانِ من الأعراضِ الجانبيّةِ الشائعةِ للعلاج الكيميائيّ.

إنّ الإصابةَ بسرطانِ الثدي تعتبرُ مؤشّراً ينبّهُ إلى حلولِ الوقتِ الذي يجبُ أن تولي نفسَك فيه قسطاً من الراحةِ والاهتمام أكثرَ من أي وقتٍ مضى، فالتغذيةُ الجيّدةُ وممارسةُ الرياضة يمكن أن تُساعدكِ على استعادةِ صحتك. فماذا عليكِ أن تأكلي كي تعتني بصحّتك وجسمك؟!

- البروتين : في حالِ إجراء مداخلةٍ جراحيّة، فإنّ الجسمَ يحتاجُ إلى كمياتِ أكبرَ من البروتين، وذلكَ كي يستخدمَها الجسمُ في إصلاحِ الخلايا ومكافحةِ العدوى والتئامِ الجروح. أضيفي مسحوقَ البروتين أو الحليبَ المجففَ إلى وجبات الطعام، والجئي إلى إضافةِ الجبنِ المبشورِ للخضارِ والبطاطا والسّلطات. كما يمكنُك تناولُ وجباتٍ خفيفةٍ عالية المحتوى من البروتين مثل اللوز والفول السوداني والجبن.

- المواد الكيميائية النباتية Phytochemicals: وهي موادٌ غذائيةٌ توجدُ في النباتاتِ، وقد تمتّ دراسةُ فوائدِها المضادةِ للسرطان بشكل مكثّف. ويعتبرُ فولُ الصويا من أهمِّ الأمثلةِ على الأطعمةِ الغنيّةِ بالإستروجينات النباتية التي تُشبهُ الإستروجين الذي يُنتجُه الجسم بشكلٍ كبير. تحقّقي من طبيبِك عمّا إذا كان بإمكانِك تناولُ الصويا يومياً، فقد وُجدَ مسبقاً أنّها قد تتداخلُ مع العلاجِ الهرمونيّ في بعضِ الحالات، ومن شأن الطبيبِ تحديدُ إمكانيةِ تناولِها من عدمِه، ويُمكنكِ التعرّف على هذا الموضوع بشكلٍ أكبر في مقالِنا السابق هنا.

- مضاداتُ الأكسدة Antioxidants: توجدُ في العديدِ من الخضرواتِ والفواكهِ والمكسّرات، ويعتبرُ القرنبيطُ، والكبدُ، والجزرُ، والعِنبُ، والمانجا من الخياراتِ الجيّدةِ التي تحمي خلايا الجسم من التلف. ويعتبرُ الليكوبين Lycopene أحد المركباتِ الأساسية ذات الفعاليةِ المضادّةِ للأكسدة والتي تُساعدُ في مكافحةِ سرطان الثدي، وهو المركّبُ المسؤولُ عن اللونِ الأحمر للطماطمِ واللون الورديّ للجريبِ فروت. وإلى جانِبِه مركّبُ البيتا كاروتين Beta-carotene وهو المركّبُ المسؤولُ عن اللونِ البرتقاليّ، وجميعُها تُقلّلُ من احتماليةِ عودةِ سرطان الثدي مرةً أخرى.

- فيتامين D: ضروريٌ لامتصاصِ الكالسيوم وعملِ الجهازِ المناعي وتحسينِ معدّلات التعافي والشفاء من سرطان الثدي، وبحسبِ الباحثين كليّةِ الطب بجامعة كاليفورنيا University of California فإنّ انخفاضَ مستوياتِ فيتامين D عن الحدّ الطبيعيّ يرتبطُ بخطرِ الإصابة بسرطانِ الثدي عند النساء قبل سنّ انقطاع الطمث. ويُوصى يومياً بالحصولِ على 600 وحدةٍ دولية للبالغين، وترتفعُ هذه الكميةُ إلى 800 وحدةٍ دوليةٍ لدى الأشخاص الذين تتجاوزُ أعمارُهم الـ 70 عاماً. وللمزيدِ حولَ فيتامين D، يمكنكُم قراءةُ مقالَينا السابِقَين هنا و هنا.

وفي الختام نقدم لكِ بعض النصائح الغذائية:

• تناولي الأطعمة مرتفعةَ البروتين وقليلةَ الدسمِ، مثل الدجاجِ المشويّ والسمكِ المشوي، وذلكَ بدلاً عن اللحمِ والنقانقِ وغيرها من الأطعمةِ الغنيةِ بالدّهون، وتجنبي اللحومَ المصنعةَ كاللحم المقدد واللحوم المدخنة. ويمكنكِ الاطلاع على مقالنا السابق حولَ علاثة اللحم الأحمر بسرطانِ الثدي هنا.

• احرَصي على تناولِ خمسِ حصصٍ من الخضارِ والفواكه يومياً.

• تناولي الخبزَ المصنوعَ من الحبوبِ الكاملةِ والأرزّ البني بدلاً عن الخبزِ الأبيض والأرزِ الأبيض.

• ابتعدي عن التدخين، فهو يُقلّلُ من فعاليةِ علاجات سرطانِ الثدي، وخاصّةً العلاج الذي يعتمدُ على أدويةٍ تُعرفُ بمثبّطاتِ الهرمونات Aromatase inhibitors، إذ يتضاعفُ خطرُ عودةِ سرطانِ الثدي لدى المدخنين بمقدارِ ثلاثةَ أضعافَ مقارنةً بغيرِ المدخنين.

• تقليلُ كميةَ الكحولِ بحيثُ لا تتجاوز مشروباً واحداً يومياً للنساء.

• يُنصحُ بالتحدّثِ مع الطبيبِ المعالجِ واختصاصيّ التغذيةِ حول أي تغيّرٍ محتملٍ في النظامِ الغذائي وخصوصاً بعد العملِ الجراحي أو عند تلقي العلاجِ الكيميائيّ، وذلكَ تجنّباً لأيّ نقصٍ في العناصر الغذائية اللازمةِ للشفاء. كما تنطبقُ جميعُ النصائحِ المذكورةِ على الرجال الذين يُحتملُ أيضاً أن يصابو بالسرطانِ في نسيجِ الثدي.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا