الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

قوّةُ المكسّرات في تقليلِ الالتهابات

استمع على ساوندكلاود 🎧

تدعمُ العديدُ من الدراساتِ الدورَ الوقائيَّ للمكسّراتِ تِجاهَ الاضطراباتِ القلبيّةِ كأمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويّة، والاضطراباتِ الاستقلابيّة كداءِ السّكري من النوعِ الثاني، حيثُ يمكنُ للمكسّراتِ أن تلعبَ دوراً في تقليلِ الالتهاباتِ التي ترتبطُ ارتباطاً وثيقاً بمجموعةٍ كبيرةٍ من الأمراضِ المُزمنة، بل وتُعتبرُ عاملاً أساسيّاً من عواملِ تطوّرِها، وذلكَ وفقاً لدراسةٍ حديثةٍ قامَ بها باحثونَ في مستشفى Brigham and Women's Hospital ونُشِرت نتائجُها في المجلّةِ الأمريكيّةِ للتغذيةِ السريرية American Journal of Clinical Nutrition.

وفي دراساتٍ سابقة، لاحظت الدكتورة Bao (وهي الكاتبةُ الرئيسيّةُ في الدراسةِ الجديدة) مع زملائِها أنّ هنالكَ ارتباطاً بين استهلاكِ المكسّراتِ وانخفاضِ خطرِ الإصابةِ بالأمراضِ المزمنةِ والموت، علماً أنَّ عدداً قليلاً من دراساتِ الأتراب قد درسَ العلاقةَ الفعليّةَ بينَ تناولِ المكسّرات والالتهاب، وهو ما دفعَها لتقومَ بدراسةِ بعضِ المؤشّراتِ الخاصّةِ بالالتهاباتِ في الجسم، هادفةً إلى تحرّي هذه العلاقة وكشفِ الستارِ عن سببِ التأثيرِ الإيجابيّ للمكسّراتِ على تلكَ الأمراضِ المُزمنة.

شملت الدراسةُ 5000 شخصٍ تمَّ الحصولُ على بياناتِهم من دراستَينِ شهيرتَين طويلتيّ الأمد، هما دراسةُ صِحّةِ الممرّضات Nurses’ Health Study (NHS) والتي تضمُّ حوالي 120 ألفَ ممرّضة، ودراسةُ متابعةِ العاملينَ في المجالِ الصُّحّي Health Professional Follow-Up Study والتي تضمُّ حوالي 50 ألفَ رجل.

استُخدِمت استبياناتٌ غذائيّةٌ لتقييمِ نوعيّةِ الحميةِ الغذائيّةِ التي يتّبعها المشاركون، كما تمَّ سحبُ عيّناتٍ من الدمِ لفحصِ مستوياتِ بعضِ البروتيناتِ الدلاليّةِ التي تلعبُ دوراً كموشّراتٍ حيويّةٍ للالتهاباتِ في الجِسم، ومنها بروتينُ C التفاعلي C-reactive protein (CRP)، والانترلوكين 6 Interleukin (IL6) وغيرُهُما.

وبعد أخذِ عددٍ من العواملِ المختلفة، كالعمرِ والتاريخِ الطبّي ونمطِ الحياةِ بعينِ الاعتبار، تبيّنَ أنَّ معدّلَ المؤشّرين CPR وIL6 قد انخفضَ لدى الأشخاصِ الذينَ يتناولونَ 5 حصصٍ من المكسّراتِ أو أكثرَ أسبوعيّاً، وذلكَ مقارنةً مع أولئكَ الذينَ لم يتناولوا المكسّراتِ مطلقاً أو تناولوها بكميّاتٍ ضئيلة.

كما لوحظَ انخفاضُ مستوياتِ المؤشِّرَين السابقَين لدى الأشخاصِ الّذينَ استبدَلوا ثلاثَ حِصصٍ من اللّحمِ الأحمرِ واللّحوم المُصنّعة والبيضِ والحبوبِ المكررةِ أسبوعيّاً بالمكسّرات أيضاً.

يُذكرُ أنّ الفولَ السودانِيَّ والجوز يُعتبرانِ من أشهرِ المكسّراتِ التي تتميّزُ بفوائدَ عديدةٍ ناتجةٍ عمّا يحويانَهُ من المغنيزيوم، والألياف، والحمضِ الأميني L-أرجينين، والموادِ المُضادّةِ للأكسدة، والأحماضِ الدهنيّةِ غير المُشبعة من نوعِ أوميغا-3 مثل ألفا لينولينيك أسيد ALA، علماً أنّ العلماءَ لم يتمكّنوا بعد من معرفةِ ما إذا كان التأثيرُ المفيدُ لهذهِ المكسّرات ضدّ الالتهابات عائداً إلى نوعٍ واحدٍ من المركّباتِ المذكورةِ أو إلى وجودِها مع بعضِها البعض.

إنّ هذهِ الدراسةُ تدعمُ الفوائدَ الصحّيّةَ الشاملةَ للمكسّراتِ وتؤكّدُ على ضرورةِ تضمينِها في النظامِ الغذائيِّ شريطةَ أن تكونَ غيرَ محمّصةٍ أو مملّحةٍ، كما يُمكن أن تساهمَ نتائجُ هذا البحثُ في تفسيرِ دورِ المكسّراتِ تجاهَ الاضطراباتِ القلبيّةِ والاستقلابيّةِ والتي ترتبطُ ارتباطاً وثيقاً بحدوثِ الالتهابات.

المصدَر: هنا

الدراسة المرجعيّة:

Z. Yu, V. S. Malik, N. Keum, F. B. Hu, E. L. Giovannucci, M. J. Stampfer, W. C. Willett, C. S. Fuchs, Y. Bao. Associations between nut consumption and inflammatory biomarkers.American Journal of Clinical Nutrition, 2016; DOI:10.3945/ajcn.116.134205