الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

قصة تعافي الأرض من الانقراض الجماعي؛ ترويها صخور عُمان القديمة

استمع على ساوندكلاود 🎧

تمكّنَ العلماءُ مؤخراً من كشفِ بعضِ الغموضِ حولَ السببِ الذي جعل كوكبنا يستغرقُ ملايينَ السنين ليتعافى من أعظم انقراضٍ جماعي شهدَه على مرّ العصور. فقد أُجريتْ دراسةٌ جديدةٌ بتعاون أربع جامعات هي ليدز وغراتز وبريمين وجامعةِ فيينا. لتنشر نتائج هذا التعاون في تموز 2016.

قدمتِ الدراسةُ رؤىً جديدةً حول الكيفية التي أصبحتْ فيها المحيطاتُ متعطشةً للأوكسجين في أعقاب حدوث الانقراض منذ حوالي 252 مليونِ سنةٍ مضت، مما جعلَ الحياةَ تستغرقُ 5 ملايين عامٍ بعد الانقراض لتبدأ بالتعافي مجدداً. وساعدتْ نتائجُ الدراسة العلماءَ على الوصول إلى فهمٍ أفضلَ للكيفية التي يمكن أنْ تُسببَ فيها التغيراتُ البيئيةُ عواقبَ كارثيةً على أشكالِ الحياة على كوكب الأرض. ففي فترة الانقراض البيرموترياسي، اختفتْ أكثرُ من 90% من أشكال الحياة البحرية وحوالي ثلثي الحيوانات التي كانت تعيش على اليابسة.

إذا فقد تأخــّــر تعافي الأرض لنقصِ الأوكسجين في المياه، بالإضافة لاحتواء المياهُ أيضاً على مستوياتٍ مرتفعةٍ من المركبات الضّارةِ المعروفة بالكبريتيدات. ومع ذلك فإنّ ظروفَ نقص الأوكسجين كانت أكثرَ تعقيداً في ذلك الوقت ممّا نتخيّل، كما أنّ المستوياتِ المرتفعةَ من الكبريتيد السّام لمْ تكنْ موجودةً في كلّ محيطات العالم.

استخدمَ فريقٌ بحثيّ من جامعةِ Edinburgh تقنياتٍ كيميائيةً دقيقة، من أجل تحليل صخورٍ مكتشفةٍ في دولة عُمان كانت قد تشكلتْ في محيطٍ قديمٍ في وقتٍ قريبٍ من الفترة التي حدث فيها الانقراض وفيما يلي بعضٌ من تفاصيل الدراسة.

أُخِذَت العينات من ستةِ مواقعِ امتدتْ من المناطق الضّحلة إلى المناطق العميقةِ من المحيط. وقد أظهرتِ التحاليلُ أنّه في الوقت الذي كانت فيه المياهُ فقيرةً بالأوكسجين، كانت تلك المياهُ غنيةً بالحديد ولم تحوِ على الكبريتيد السّام. وعلى ذلك؛ أظهرتِ النّتائجُ أنّ المياهَ الغنيةَ بالحديد والفقيرةَ بالأوكسجين كانتْ سبباً رئيسياً لتأخُّرِ تعافي الحياة البحرية من تَبِعات الانقراض الجماعي. أظهرتِ الدراسةُ أيضاً أنّ مستوياتِ الأوكسجين لمْ تكنْ ثابتة، بل تفاوتت من عمقٍ لآخرَ في المحيط. ففي الوقتِ الذي كانت فيه مستوياتُ الأوكسجين منخفضةً في بعض الأعماق –الأمر الذي أعاقَ تعافيَ الحياة البحرية–، احتوتْ المياهُ الأكثرُ ضحالةً على الأوكسجين لفتراتٍ قصيرةٍ ممّا ساهمَ ولو بشكلٍ مؤقت في دعم أشكالٍ متنوعةٍ من الحياة.

مازالَ السببُ الدقيقُ الذي جعل فترةَ التعافي تطولُ غيرَ واضح، لكنّ ازديادَ الجريان السطحي من الصخورِ المتآكلةِ على اليابسة والذي نتج عن ارتفاع درجات الحرارة على الكوكب كان على الأرجح السببَ وراءَ نقصِ الأوكسجين في المحيطات.

لعبَ نقص الأوكسجين في المحيطات دوراً رئيسياً في الانقراض وفي عمليات التعافي التي تبِعَتْه. قدّمت النتائجَ التي تمّ التوصل إليها والتي تتعلقُ بكيمياء المحيط في تلك الفترة المُغرِقَةِ في القِدَم؛ صورةً أوضحَ للعمليات المعقدة التي جعلت الحياةَ على سطح كوكب الأرض تستغرقُ فترةً زمنيةً طويلة لتتعافى منَ الانقراض.

أخيراً، لا تفوتوا قراءة مقالنا السابق لتتعرفوا على الأساليب التي اتبعتها بعض الكائنات في مواجهة تداعيات حدوث الانقراض

هنا

المصدر:

هنا

الدراسة الكاملة

هنا