الكيمياء والصيدلة > كيمياء

اختبار سريع ورخيص للكشف عن المركبات الفينولية في مياه الشرب

باحثون فنلنديون يطوّرون طريقة اختبار سريعة للكشف عن المركّبات الفينولية في مياه الشرب.

تُعرف المركّبات الفينولية كيميائياً باحتوائها على زمرة الهيدروكسيل -OH المرتبطة بحلقة عطرية، وأبسط مثال عليها هو مركّب الفينول أو حمض الكربوليك C6H5OH. من خلال مقال اليوم سنتعرّف على مخاطر هذه المركبات بالرغم من أهمية استعمالها في الصناعات الأساسية اليومية، وما هي الفكرة الحديثة لكشف مثل هذه المركبات.

تعتبر مياه الشرب النظيفة من المصادر الآخذة في الاضمحلال في الدول النامية وفي العديد من الدول الصناعية أيضاً. وقد طوّر مركز البحث التّقني في فنلندا VTT وجامعة هلسنكي، بالتعاون مع شركائهم الصناعيّين طريقةً جديدة بسيطة وغير مكلفة تكشف عن المركبات الفينولية في مياه الشرب في الموقع المراد اختباره، أو ما يسمّى On site - test. تشمل مصادر المركبات الفينولية الموجودة في مياه الشرب: مياه الصرف الصحي في المصانع وبقايا الأدوية وأنابيب نقل المياه. تعتبر بعض هذه المركبات سامّة، والبعض الآخر قد يسبّب السرطان.

وتعتمد الطريقة المطوّرة من مركز VTT على إجراء تفاعل كيميائي بسيط، يتمثّل بقطعة (عود أو عصا) اختبار صغيرة وغير مكلفة، ستحدّد فيما إذا كانت عينة الماء حاوية على مركبات فينولية ضارّة أم لا. ففي حال وجود المركبات فإنّ لون قطعة الاختبار هذه سوف يتغير خلال دقائق، وبحسب المركز المطوِّر فإنّ شريحة الاختبار سوف تُطرح في السوق خلال عامين أو ثلاثة.

يعتبر وجود مستويات عالية من المركبات الفينولية في المياه مشكلة حقيقية في البلدان الصناعية، وبالتالي لا بدّ من توفّر قطعة الاختبار هذه؛ ليس فقط في القطاعات الصناعية والزراعية، بل أيضاً لدى مفتّشي الصحة ومرافق المياه وحتى لدى المستهلكين عموماً.

في الدول النامية يزداد الطلب على أجهزة اختبار بسيطة وغير مكلفة لمعرفة جودة المياه، والسبب هو تناقص واضمحلال مصادر المياه، إلى جانب غلاء أسعارها وعدم كفاية شبكات الصرف الصحي، وكذلك بُعد المسافة بين مكان تجميع العيّنات ومواقع مختبرات التحليل المتخصّصة.

إنّ وجود المركبات الفينولية في فضلات المياه الصناعية يجعلها الأكثر ضرراً من بين أنواع الفضلات الأخرى، بسبب تركيزها العالي، وعلى اعتبارها غير قابلة للتحلّل وسامّة وغير آمنة بيئياً. فعلى سبيل المثال، مركّبات الكلورفينول مسرطنة، وهي تؤثّر على وظائف الكبد والكلية. يمكن لاختبار VTT أن يقيس مستوى وجود المركّبات الفينولية عند قيمة 0.1 ملغ/ ليتر كحدّ أدنى (cut-off value وهي أقل قيمة يمكن قياسها بجهاز أو طريقة اختبار ما، ولا يمكن للاختبار الكشف عن القيم الأقل منها في العينة فيعطي نتيجة سلبية حينذاك، وكأنّ المادة المعنيّة غير موجودة) ولا يزال تطوير دقّة الاختبار قائماً.

وبالمرور على إستخدمات المركبات الفينولية في حياتنا، فإنّها تعتبر من المواد الأولية في الصناعات الكيميائية لتصنيع البوليميرات والمواد المتفجّرة والأصبغة والأدوية. كما يمكن أن توجد الفينولات في مخلّفات صناعة الزيوت والبترول ومعالجة الأخشاب واللدائن (البلاستيك) والمطّاط والأقمشة وصناعة الجلود.

المصدر:

هنا

حقوق الصورة ل:

هنا