الموسيقا > القوالب الموسيقية

القوالب الموسيقية الغربية: قالب المينويت.

استمع على ساوندكلاود 🎧

جاءت كلمة مينويت "Minuet" من الكلمة الفرنسية "صغير Menu" أو الخطوة الصغيرة؛ وذلك توافقًا مع نوع الرقص على هذه الموسيقا الذي يتميَّز بخطواته الصغيرة والأنيقة؛ إذ تُطلَق هذه الكلمة على نوعٍ مُعيَّنٍ من الرقص، ثم امتدت إلى نوع الموسيقا المُرتبط بهذا الرقص. فقد كان الكثير من الأوروبيين الأرستقراطيين تقريبًا بين 1650-1750 يرقصون هذه الرقصة في الحفلات الراقصة، وهي مُستمدَّة من بعض الرقصات الفرنسية الشعبية.

لقد امتد تعبيرُ الـمينويت إلى الموسيقا لاحقًا ليَصف نوعًا من الموسيقا المُعتدلة السرعة ذات نبض زمني ثُلاثي 3\4 أو 3\8، وتحتوي على ثلاثة أقسام ABA: القسم الأول هو (مينويت)، والقسم الثاني هو (تريو) والذي أخذ اسمه أساسًا من عدد الآلات التي كانت تعزف هذا المقطع من المينويت، واستمرَّ على الرغم من أنَّ عدد الآلات في التأليف قد ازداد، ثم يعود قسم المينويت في الخاتمة، وفي كلِّ قسم يتكرَّرُ اللحن مرَّة فيكونُ شكلُهَا كالآتي AA-BB-AA، وأحيانًا يُغيِّر المُؤلِّف الإعادة قليلًا فيصبح الشكل AA’-BA’.

ليصبح الشكل الكامل الكلاسيكي كالآتي:

أدخل جان بابتيست لولي 1687 Jean-Baptiste Lully من القرن السابع عشر المينويتَ إلى أعمال الأوبرا، ثم أُدخلَت إلى الـ Suites؛ (وهي عبارة عن مجموعة من المقطوعات الراقصة مكتوبة على السلَّم المُوسيقيّ نفسه) على نحو مُتكرِّر وخصوصًا في مجموعات باخ وهاندل؛ إذ كانت تحتوي على الكثير من المينويت.

وأصبحت المينويت في القرن الثامن عشر تُوضع عادةً في الحركة الثالثة للمقطوعات ذات الأربع حركات (وحلَّت محلَّها السكرتزو في الكثير من أعمال بيتهوفن)، ثم إنها شكَّلت جزءًا من الأعمال ذات القوالب الكبيرة مثل السوناتا والكوارتيت والسمفونيا sinfonia، sonata ،quartetto.

يمكن أن نرى في الشكل الآتي مثالًا عن إيقاع مينويت:

كان نمطُ تأليف المينويت دائمًا مُرتبطًا بالتأنِّي والأناقة؛ إذ كتبَ فيليب دورمر سترانهوب الأيرل الرَّابع لتشيسترفيلد 4th Earl of Chesterfield (الأيرل: هو لقبٌ إنجليزيٌّ) لابنه عام 1845 نَصيحةً يقول فيها: "يجبُ أن تفعل كلَّ شيء في حياتك على إيقاع المينويت؛ تكلَّم وفكِّر وتحرَّك على إيقاع المينويت، كوسطٍ بين برودة الإيقاع السريع وعجلة الإيقاع السريع".

من أشهر المينويت التي عُرِفَت هي مينويت لِـ(باخ) على سلَّم الصُّول ماجور من كتاب آنا مجدلينا عام 1725؛ إذ ضمَّ الكتابُ مقطوعاتٍ من عدَّة مؤلفينَ وليس من باخ فقط، ولكن حتى الآن لم يُعرَف المؤلِّفون كلهم تمامًا؛ فقد كانت آنا مجدلينا زوجةَ باخ الثانية.

استُخدم اللحن من هذا المنويت في الكثير من الأغاني وأغاني الأطفال على مرِّ الوقت؛ وذلك لأن اللحن بسيطٌ ومُحبَّبٌ ويُمكن التلاعبُ به بسهولة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

McKee، E (2012 ). Decorum of the Minuet، Delirium of the Waltz: A Study of Dance-music Relations in 3/4 Time. Indiana: Indiana University Press