الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الحميةُ والرياضة تمنعانِ تراكم بروتيناتِ الدماغ وتطوّرِ الآلزهايمر

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعرّفنا في مقالٍ سابقٍ على الأطعمةِ والمغذّياتِ الضرورية لمريضِ ألزهايمر، والتي من شأنِها أن تدعمَ صحّةَ الدماغ وتَقِيَهُ من تطوّرِ الإصابةِ قدرَ المُستطاع هنا .. ومنَ المعروفِ أنَّ الإصابةَ بألزهايمر ترتبطُ بتراكمِ لويحاتٍ نشوانيةٍ من بروتينِ Beta-amyloid (بيتّا أميلوئيد) السّام في الفراغاتِ المتواجدة بينَ الخلايا العصبيّة في الدماغ، إضافةً إلى التشابكِ الكبيرِ بينَ خيوطِ البروتين "تاو Tau" داخلَ الخلايا العصبيّة، ويُعتبرُ وجودُ هذينِ البروتينَين من السِمات المُميِّزةِ لهذا المرض.

ونظراً لأنَّ مُعظمَ الأدويةِ المتوافرةِ حاليّاً لمرضى ألزهايمر لم تتمكّن من إيجادِ حلٍّ لتراكمِ هذهِ البروتيناتِ في الدماغ، فقد اتّجهت الأنظارُ نحوَ الحميةِ الغذائيّةِ وأساليبِ الحياةِ الصحيّة والتي قد تكونُ سبيلاً للوقايةِ من هذا المرض وتمنعُ تطوّرَه بشكلٍ كبير.

وقد عمِلَ فريقٌ من الباحثين في معهدِ "Semel" لعلومِ الأعصابِ والسلوكِ البشري "Semel Institute for Neuroscience and Human Behavior" التابعِ لجامعةِ كاليفورنيا UCLA على تقصّي دورِ الحميةِ الغذائيةِ الجيّدة وممارسةِ الرياضة في التقليلِ من تراكمِ البروتيناتِ المرتبطِ بتطوّرِ مرضِ ألزهايمر.

شملت الدراسةُ 44 شخصاً تتراوحُ أعمارُهم بينَ الـ 40 و85 عاماً، ولديهم تغيّرٌ طفيفٌ في ذاكرتِهم دونَ أن يعانوا من علاماتِ الخرف. قيْسَت مستوياتِ لويحاتِ البيتا أميلويد وتشابكاتِ البروتين "تاو" باستخدامِ التصويرِ المقطعي بالإصدارِ البوزيتروني PET، كما تمَّ تسجيلُ مؤشّرِ كُتلةِ الجسم BMI، ومستوى النشاطِ البدني، والنظامِ الغذائي ونمطِ الحياةِ المُتّبع لكلٍّ من الأشخاصِ المشاركينَ في هذهِ الدراسة.

لوحِظَ بالتصوير أنَّ مستوياتِ اللويحاتِ والتشابكاتِ كانت منخفضةً لدى الأشخاصِ الذينَ يمتلكونَ مؤشّرَ كتلةِ جسمٍ منخفض BMI، ويتمتّعونَ بنشاطٍ بدنيٍّ جيّد، ويتّبعونَ الحميةَ المتوسّطيّة، والتي ثبتَ مُسبقاً أنّها قادرةٌ على خفضِ خطرِ الإصابةِ بمرضِ ألزهايمر بنسبةِ 54% هنا حيثُ تُحقّقُ هذهِ الحمية مجموعةً من الشروطِ المرتبطةِ بنمطِ الحياةِ الصحيّ ومنها كثرةُ تناولِ الخضراواتِ والفاكهة وانخفاضِ محتواها من الدهونِ المُشبعة والسكريّات.

وبحسبِ الدكتور David Merril، المؤلّفُ الرئيسيّ للدراسة، فقد كانت المفاجأةُ كبيرةً عندما تمكّنَ الفريقُ من الكشفِ عن تأثيرِ نمطِ الحياةِ على بدايةِ مشاكلَ جديّة في الذاكرة وعلى مستوياتٍ جزيئيّةٍ دقيقة، إذ أنّ الدراسةَ الجديدة هي الأُولى من نوعِها في تسليطِ الضوءِ على نمطِ الحياةِ كعاملٍ مؤثّرٍ على البروتيناتِ غيرِ الطبيعيّة لدى أشخاصٍ لا يعانونَ من الخَرف، بل من مجرّدِ مشاكل طفيفة في الذاكرة. فضلاً عن إثباتٍ سابقٍ للعلاقةِ بين نمطِ الحياةِ الصحّي وتراجعِ ضمورِ الدماغ لدى مرضى ألزهايمر.

وتنطبقُ نتائجُ هذهِ الدراسةِ مع العديدِ من النتائجِ السابقة التي توصّلَ إليها الباحثونَ والتي أوردنا عدداً منها في مقالاتِنا السابقة:

حميةٌ غذائيّةٌ جديدةٌ تخفّضُ من خطرِ الإصابةِ بألزهايمر هنا

تناولُ الخضارُ الورقيّة قد يحمي الدماغَ من الشيخوخة هنا

هل يمكنُ أن يؤدّيَ تناولُ الحلويّاتِ إلى الإصابةِ بألزهايمر؟ هنا

هل يُصبحُ الرمّانُ مصدراً لأدويةٍ جديدةٍ لألزهايمر؟ هنا

الاستهلاكُ المعتدل للقهوةِ يَقي من ألزهايمر! هنا

كما يمكنكم التعرّفُ على هذا المرض وآليّةِ حدوثِهِ من خلالِ مقالٍ سابقٍ لفريقِ الطب:

داءُ ألزهايمر.. أسبابُه والمزيد هنا

المصدَر: هنا