الكيمياء والصيدلة > صيدلة

رابطٌ مثيرٌ للاهتمام بين الفيتامين D وحبوب منع الحمل

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُعَدُّ الفيتامينُ D من الفِيتاميناتِ المهمّةِ والضروريةِ للإِنسان، حيث أنَّ الدورَ الرَّئيس له هو المحافظةُ على المستوياتِ الصحيحةِ للكالسيوم والفوسفورِ فِي الدم، كما يساعد فيتامين D الجسمَ على امتصاص عنصرِ الكالسيوم الذي يعتبَر المكوِّنَ الرئيسَ للعظام. ويتمّ إنتاجُ تسعين بالمئة 90% من هذا الفيتامينِ في البشرة من خلال تفاعلٍ كيميائيٍّ بعد التعرضِ لأشعة الشمس.

خلال فترةِ الحملِ تنتج النساءُ مستوياتٍ متزايدةً من الشكلِ النشِطِ للفيتامين D بهدف دعمِ نموِّ الهيكلِ العظميِّ للجنين. ونتيجةً لهذا، فإنَّ النساءَ الحواملَ يكُنَّ أكثرَ عُرضةً لتزايُد خطرِ نقصِ الفيتامين D، وتزايدِ خطرِ الإِصابةِ بمشاكلِ العظام.

من جهةٍ أخرى، وجد الباحثون أنَّ النساءَ اللواتي يتناولنَ حبوبَ منعِ الحملِ المرتكزةَ على هُرمونِ الإستروجين تكون لديهنَّ مستوياتٌ أعلى من الفيتامين D. وبالمِثلِ، فإِنَّ النساءَ اللواتي يتوقفنَ عن تناول وسائلِ منعِ الحملِ هذه يواجهنَ انخفاضاً كبيراً في مستويات فيتامين D. فلماذا يحدث ذلكَ؟ دعونا نتعرفْ على الأسباب والنتائجِ فيما يلي..

قام الباحثون في هذه الدراسةِ بإجراءِ تحليلٍ متقاطعٍ للبيانات المأخوذةِ من دراسةٍ تُعرف باسمِ ‘دراسة البيئةِ ونمطِ المَعيشةِ والأورامِ الليفية‘Study of Environment، Lifestyle، and Fibroids (SELF)، وهي دراسةٌ مخصصةٌ لتقصّي الصحةِ الإنجابيَّة.

وجرى استخدامُ بياناتِ ألفٍ وسبعِمئةِ 1700 امرأةٍ من الأمريكيين الأفارقةِ، واللواتي تُراوِح أعمارُهنّ بين الثالثةِ والعشرين 23 والرابعةِ والثلاثين 34. وأجابت المشاركاتُ عن أسئلةٍ تخصّ استخدامهنّ لوسائل منعِ الحملِ، إضافةً إلى معلوماتٍ عن مقدارِ الوقتِ الذي يقضينَهُ خارجاً، وما إذا كُنّ يتناولْنَ مكمّلات مكمِّلاتٍ لفيتامين D، وأيُّ تلك المكملات؟

وبالمحصّلة قامت 1662 امرأةً بإعطاء عيّناتٍ من الدمِ ليَجريَ فحصُ مُستوياتِ الشكلِ الأكثرِ انتشاراً من الفيتامين D والذي يُدعى باسم (25-هيدروكسي الفيتامين D).

وبحسَبِ الدكتورة Harmon المشرفةِ علىَ الدراسةِ، فإنَّ نتيجةَ هذا البحثِ أشارَت إلى أنَّ النساءَ اللواتي استخدمْنَ وسائلَ منعِ الحملِ المحتويةِ على هرمونِ الإستروجين كنّ يمتلكنَ مستوياتٍ أعلى من الفيتامين D مقارنةً بغيرهن من النساء.

كما أشارت الدكتورة Harmon إلى أنّ الباحثين لم يجدوا أيَّ اختلافاتٍ سلوكيّةٍ من شأنِها أنْ تساهمَ في تفسير الزيادةِ الملحوظة (مثل زيادةِ الوقتِ الذي تقضيه النساء في الهواءِ الطلقِ مثلاً). إلى جانب ذلك، لم تتأثرْ موثوقيّةُ النتائجِ ومعنويَّتُها بعد أخذِ العواملِ الخارجيةِ بعين الاعتبار، كالتعرضِ الموسمِيِّ للضوء.

وبنتيجةِ التحليلِ الإحصائيِّ لعيناتِ الدراسةِ تَبيَّن ارتباطُ استخدامِ حبوبِ أو لُصاقاتِ أو حلقاتِ منعِ الحملِ المحتويةِ على الإستروجين مع ارتفاعِ مستوياتِ (25-هيدروكسي الفيتامين D) بنسبة 20%، كما لوحظَ في الوقتِ ذاتِه أنّ مستوياتِ الفيتامين D كانت أعلى لدى المستخدِماتِ الحالياتِ لوسائل منعِ الحملِ السابقةِ، في حين كانت متوسطةً لدى المستخدِماتِ السابقات.

وتشير هذه النتائجُ إلى أنّ المرأةَ تصبح معرّضةً لنقص فيتامين D بمجرد بَدءِ محاولةِ الحملِ والتوقفِ عن تناول حبوبِ منعِ الحمل. وتنصحُ الدكتورة Harmon النساءَ اللواتي يخططْنَ للتوقفِ عن استخدامِ وسائلِ منعِ الحملِ باتخاذ خُطواتٍ تضمن بقاءَ مستوياتِ الفيتامين D ضمن الحدودِ المناسبةِ في بدايةِ الحملِ وأثناءَه أيضاً.

ولدى سؤالِها عن سبب تأثيرِ وسائلِ منعِ الحملِ الحاويةِ على هرمونِ الإستروجينْ على مستوياتِ الفيتامين D، وضّحت الدكتورةُ بأن السببَ غيرُ واضحٍ بعد، ولكنَّ الدراساتِ السابقةَ تشير إلى ترافق تناولِ وسائلِ منعِ الحملِ المحتويةِ على الإستروجين مع حدوثِ تغيّرٍ في مستوياتِ النواتجِ الوسطيةِ لتمثيلِ الفيتامين D (أي النواتجِ التي تسبق تحوّلَه إلى الشكل النَّشِط)، وهذا يشير إلى احتمالِ حدوثِ تغيراتٍ في عملية التمثيلِ الغذائيِّ للشكلِ النَّشطِ لهذا الفيتامين، ولكنّها أكّدت على ضرورةِ إجراءِ المزيدِ من الأبحاثِ بخصوص هذا الموضوع. كما أشارت إلى أنّ النتائجَ نفسَها قد لوحظتْ في دراساتٍ أخرى شملت نساءً أكبرَ أو أصغرَ سناً من غيرِ العِرْقِ الأفريقيّ، وهذا يعني أنَّ النتائجَ ليسَت متعلقةً بالعِرقِ البَشريِّ أو العمرِ، مما يسمح بتعميم نتائجِها بشكلٍ أكثرِ سهولة.

المصدر:

هنا