الفنون البصرية > زيارة إلى متحف الفن

زيارة إلى المتحف الوطني في لندن، لوحة السفينة المقاتلة تيميرير

استمع على ساوندكلاود 🎧

بطلة ترافلغار Trafalgar:

تعد هذه الرحلة الأخيرة "للمقاتلة تيميرير" السفينة الحربية المحتفى بها والتي قاتلت ببسالة في أسطول اللورد نيلسون في حرب ترافلغار “Trafalgar” عام 1805. وبعد 33 سنة بعد أن أصبحت تالفةً وغير صالحةٍ للاستخدام، تم سحبها عبر نهر تيمس "Thames" ليتم تحطيمها في حوض للسفن في روثيريث "Rotherhithe".

تشيد لوحة ترنير Turner راسم اللوحة بالماضي البطولي لسفينة "تيميرير". تمثل هذه الضجة في ألوان الغروب الرائعة عظمة تيميرير التي من خلالها تبدو كرمزٍ لنهاية تلك الحقبة، إذ تغرب شمس تيميرير معلنةً نهاية تلك السفينة ذات السارية الطويلة الراقية. تبدو تيميرير جاثمةً بهيئة شبح، ذابلةً خلف مركبٍ صغيرٍ صلبٍ يسحبها نحو مصيرها الأخير.

الترخيص الفني:

تصوًر اللوحة حدثاً حصل في الواقع، ولكن الغاية ليست لنقل سجلٍ دقيقٍ عن آخر رحلة لتيميرير. أراد ترنر لمشاهدي لوحته أن يفكروا كيف خدمت تيميرير بلدها في الماضي بينما أدارت بريطانيا ظهرها لها الآن.

أضاف ترنر هذه السطور عندما عرض لوحته عام 1839:

"الراية التي تحدّت الحرب و النسيم

لم تعد تملكها الآن"

وبالفعل، توقفت تيميرير عن رفع راية الاتحاد، ورفرفت مكانها رايةٌ بيضاء على سارية المركب الذي يسحبها، والذي يوضح أن السفينة كانت بأيدٍ تجارية. لكن هذا جعل تيميرير تبدو وكأنها تسير تحت راية استسلام، وهي إساءة ٌ أخرى لذكراها.

نهاية خدمة تيميراير:

في الواقع، بدت تيميرير مختلفة جداً بعد انتهاء أيام قتالها، وخلال 13 سنة الأخيرة تم إرساء السفينة في شييرنيس لتعمل كسفينة إمداد. وقد تمّ بيعها بمزاد علنيّ لقيمة خشبها، وتمّ إزالة أي شيء يمكن للبحرية أن تعيد تدويره بما في ذلك ثلاثة من أطول صواري السفينة.

بالرغم من ذلك قرر ترنر أن يرسم السفينة بصواريها و معدّاتها في أماكنهم. و قد اختار اللون الأبيض والذهبي للوحته بدلاً من الأصفر الداكن والأسود اللذان كانا ألوان السفينة الحقيقيان. لقد صوّرها متعمداً بطريقةٍ مثاليةٍ كسفينةٍ شراعيةٍ نبيلةٍ برّاقة.

وعلى العكس صوّر الفنان القارب كمركبٍ مظلمٍ ينفث الدخان المتقّد، إلا أن الحقيقة التي عرفها ترنر كانت مختلفة.

قام القاربان اللذان يعملان على البخار بسحب تيميرير على امتداد 55 ميل في نهر تيمس المتعرّج بين شييرنيس وروثيريث. يقوم أحد القوارب بسحب سفينة تيميرير بينما الآخر في الخلف يعمل كمكبح.

تيميرير في المعركة:

تتألف سفينة تيميرير من ثلاث طبقاتٍ وثمانية وتسعون مدفعاً من بين دفعة السفن التي صنعت عام 1798 خلال حرب الثورة الفرنسية. ويعود اسم هذه السفينة إلى كلمة فرنسية تعني الشجاعة أو عدم الخوف.

في الواحد والعشرين من أكتوبر عام 1805، وتحت قيادة الكابتن الياب هارفي، في حادثة ترافلغار، كانت فرصة تيميرير لتحظى باسمها. عندما تعرضت سفينة الأدميرال نيلسون لنيرانٍ ثقيلةٍ من الفرنسيين، قامت تيميرير بالدفاع عنها. وبعد سلسلةٍ من المناورات الجريئة، لم تنقذ تيميرير سفينة نيلسون فحسب بل قبضت على سفينتين فرنسيتين أيضاً. مات نيلسون لكن فاز البريطانيون في المعركة. تمت الإشادة بالدور الذي لعبته تيميرير في ذلك الوقت ووصف بأنه دورٌ نبيلٌ ومميز.

التأثيرات المميزة في اللوحة:

يبدو في منطقة المياه تحت المركب أن ترنر قام برسم علاماتٍ تخطيطيةٍ سريعةٍ كلمساتٍ أخيرةٍ للوحته، وهو نوعٌ بصريٌ مختزلٌ فعّالٌ خصوصاً عندما ننظر إليها عن بعد. هنا، تُظهر الخطوط المتمايلة المرسومة على عجلٍ انعكاساتٍ منكسرةٍ على سطح النهر المتعرج. تعرف الأماكن الكثيفة المكسوة في اللوحة بما يسمى امباستو "Impasto" وهي طريقةٌ تمنح أغلب الرسومات الزيتية صفاتٍ تشكيلية. استخدم ترنر مدية الألوان ليحقق هذا التأثير، لكن تشير اللمسات المدورة إلى استخدامه لريشة مشبعة بالألوان.

المصادر:

هنا

هنا