الكيمياء والصيدلة > صيدلة

ارتباط التعرّض للمبيدات بخطر الإصابة بالانْتِباذ البطاني الرحِمي

أحياناً بتقرا بحث عن إيجاد طريقة جديدة لتخليص البيئة من ملوّثات معيّنة باستخدام الطحالب أو الجراثيم أو غيرها من الطرق يلي بتضمن تنقية البيئة بدرجة كبيرة من مواد كيميائية ضارّة وصعبة التحلّل... يمكن تسأل حالك وإنت عم تقرا إنو طالما هالمادة الكيميائية ما عاد استخدموها حالياً، والمفروض إنو ما حدا من الجيل الجديد يتأثّر بمخلّفات مادة قديمة مُنعت من الاستخدام من زماااان، ليش لحتى نعمل طرق للتخلص من كل آثارها؟... يعني ال DDT معقول يسبّب مشاكل بعد كل هالسنين؟؟

الانتباذ البِطاني الرّحِمي endometriosis ، هو حالة شائعة تصيب قرابة 10% من النساء في سنّ الإنجاب. وقد كشف بحث جديد عن وجود ارتباط بين مبيدَين للآفات ينتميان إلى مركّبات الكلور العضوي organochlorine جرى استخدامهما سابقاً بشكل واسع في الولايات المتحدة -ولكنّهما محظوران في الوقت الحالي- وبين زيادة اختطار هذه الحالة المزمنة لدى النساء اللواتي تعرضن لهما.

قام الباحثون في مركز Fred Hutchinson لأبحاث السرطان في سياتل بنشر نتائج دراستهم، وجاء في الدراسة أنّه على الرغم من كون الانتباذ البطاني الرحمي حالة غير سرطانية، إلّا أنّها تتميّز بنمو الأنسجة المبطّنة للرحم خارج التجويف الرحمي، والتصاقها بمناطق وأعضاء أخرى في الجسم، كالمبيضين وقناتَي فالوب (البوقين) وبطانة الحوض (السطح الداخلي له).

تشمل الأعراض عادةً: طمث مؤلم وآلام حوضيّة وعقم.

يقول أحد مؤلّفي الدراسة: "تكون أعراض الانتباذ البطاني الرحمي، لدى العديد من النساء، مزمنة و متعبة (تسبّب وهن في القوى)، وتؤثّر سلباً على نمط الحياة سواء من الناحية الصحّية أو الإنتاجية أو العلاقات الشخصيّة."

ونظراً للدور المحوري الذي يلعبه هرمون الاستروجين في هذا المرض، فقد اهتمّ الباحثون بدراسة المواد الكيميائية الموجودة في البيئة والتي يشابه تأثيرها على الجسم تأثير الاستروجين، مثل مبيدات الكلور العضوي، و ملاحظة دورها في خطر الإصابة بالمرض.

يعتبر مبيد الدي دي تي Dichlorodiphenyltrichloroethane (DDT) من أشهر مبيدات الكلور العضوي، وقد استخدم بكثافة في المناطق الزراعية. وعلى الرغم من أنّ هذه الأنواع من المبيدات لم تعد قيد الاستخدام في الولايات المتحدة منذ عدّة سنوات، غير أنّ آثارها ما زالت حاضرة في البيئة.

استعان الباحثون بدايةً ببيانات مأخوذة من دراسة سابقة "دراسة اختطار الانتباذ البطاني الرحمي لدى النساء"، للفئة العمرية بين 18 و 49 سنة.

أظهرت نتائج البحث بأنّ النساء اللواتي كانت مستويات تعرّضهن أعلى لاثنين من مبيدات الكلور العضوي، وهُما beta- hexachlorocyclohexane و mirex ، ارتفع لديهنّ خطر الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي إلى 30- 70%.

يقول مؤلّفو الدراسة أنّ هذين النوعين من المبيدات وُجدا في عينات دم النساء المشاركات بالدراسة، بالرغم من حقيقة منع استخدام مبيدات الكلور العضوي في الولايات المتحدة منذ عدّة عقود حتى الآن.

الرسالة التي تصلنا من هذه الدراسة -بحسب قولهم- هي أنّ المواد الكيميائيّة المُستديمة (التي تبقى لسنوات وسنوات قبل أن تتحلّل)، حتى تلك التي استخدمت في الماضي، يمكن أن تؤثّر سلباً على صحة الجيل الحالي من النساء في سنوات الخصوبة، فيما يتعلّق بالأمراض ذات الصلة المباشرة بالهرمونات.

’جزء آخر من حلّ اللغز’

يكتسي البحث الحالي أهمّية معتبرة، نظراً لأنّ المجتمع الطبي لم يتوصل حتى اللحظة إلى السبب الذي يجعل بعض النساء يصَبن بالانتباذ، في حين تبقى الأخريات في منأى عن تطوّر المرض لديهنّ.

ومن هنا تأتي هذه الدراسة لتزوّدنا بجزء جديد من حلّ المعضلة. فقد أظهرت دراسات مخبرية أخرى أنّ مبيدات الكلور العضوي تتمتّع بخواصّ استروجينيّة ذات آثار ضارة ومؤذية للجهاز التناسلي وتؤدي إلى تبدّلات في الرحم والمبيضين وإنتاج الهرمونات لدى المرأة.

وبالنظر إلى هذه الحقائق يمكن الوصول إلى استنتاج مفاده أنّ هذه الأنواع من المبيدات يمكن أن ترفع خطر الإصابة بالأمراض المُحفّزة بهرمون الاستروجين، ومنها الانتباذ البطاني الرحمي.

المصدر:

هنا