العمارة والتشييد > التصميم المعماري

Harpa مبنى الفن والعمارة في بلد يحلم بالموسيقى.. والصيف!

استمع على ساوندكلاود 🎧

في بلد غابت عنه الموسيقى لقرون، وعُدَّ الرقص فيه من المحرَّمات، تشهد آيسلاندا في حاضرنا نهضةً فنيةً ضخمةً، يجسِّدها مبنى Harpa في مدينة Reykjavik. فما الهدف من هذا المبنى وما هي مميزاته؟ لنكتشف معاً في هذا المقال:

على الحدِّ الفاصلِ بين البرِّ والبحر، ينتصبُ مبنى Harpa كمنحوتةٍ ضخمةٍ متألقةٍ تتلوَّن بزُرقةِ السَّماء وتتحلَّى بكسوةِ الطبيعةِ عبر الفصول لتحاكي متغيِّرات الحياة في محيطها بأسلوبٍ ساحرٍ، فقد تمَّ تصميم الواجهات الزجاجيَّة بالتعاون بين معماريّ مكتب Henning Larsen والفنَّان الدانماركي Olafur Eliasson وشركتي Rambøll و ArtEngineering GmbH الهندسيَّتين.

اعتمدَ تصميم المبنى على مبدأي الشفافية والضوء وكيفيَّة استخدامِهما لإظهاره ككيان ثابتٍ، في حين تتغير واجهاته تبعاً لتغيُّر المحيط، بالإضافة لخلق تغييرات في المظهر عند النظر إليه من زوايا مختلفة من المدينة ومن البحر. ولتحقيق ذلك، عملَ فريق التصميم على استغلال الإضاءة الطبيعيَّة والصناعيَّة بالإضافة لدراسة تغيُّرات الفصول في أيسلندا وتطبيقها على نماذج ثلاثية الأبعاد باستخدام الحاسوب.

يشغل المبنى بمساحته التي تبلغ 28 ألف مترٍ مربَّعٍ موقعاً منعزلاً بإطلالةٍ مميزةٍ على البحرِ والجبالِ المحيطة بمدينة Reykjavik. يتقدَّم المبنى منطقة استقبال وبهو، أمَّا في الوسط فيوجد أربع قاعاتٍ ضخمة يدخلها الزوار من الجهة الجنوبيَّة بينما تنفتح على الكواليس من الجهة الشمالية حيث تتوضّع برفقة المكاتب والإدارة وقاعات التمرين والتبديل في المنطقة الخلفيَّة من المبنى. أما الطابق الرَّابع فهو عبارة عن قاعة متعدِّدة الاستخدامات للعروض والولائم.

تبدو الصالات عند النظر إليها من بهو الدخول ككتلٍ جبليَّةٍ بازلتيَّةٍ على الشَّاطئ، مشكِّلةً بذلك تناقضاً صارخاً مع الواجهات الزجاجية الشفافة والمعبِّرة. وفي قلبِ هذا الجبل البازلتي تتوضَّع الصَّالة الأكبر في المبنى (تتسع لـ 1800 شخص) كمركزٍ أحمر من الطاقة الملتهبة معطيةً شعوراً بالصَّيف والموسيقى!

سيقدِّم مبنى Harpa دفعةً جديدةً لمختلف الفنون في ايسلندا وسيكون إضافةً مميزة للعمارة والفنِّ على حد سواء، فهو مثال لما يمكن للعمارة أن تقدِّمه في كافة الجوانب الانسانيَّة. فهل يوجد في مدينتك عزيزي القارئ مبنىً يقدِّم مثل هذه الإضافة تودُّ مشاركتنا به؟


المصادر:

هنا

هنا

هنا