الكيمياء والصيدلة > صيدلة

دواءٌ مضادٌّ للحساسيّةِ. أملٌ جديدٌ لعلاجِ متلازمةِ الأمعاءِ الهيوجةِ!

استمع على ساوندكلاود 🎧

ﻣﺘﻼﺯﻣﺔُ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀِ ﺍﻟﻬﻴﻮﺟﺔِ المعروفة اختصاراً بـ IBS ﻣﻦَ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕِ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴّﺔِ ﺍﻟﻤﻌﻮﻳّﺔِ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔِ ﺍﻟﺸّﺎﺋﻌﺔِ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐُ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀَ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔَ (ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻥ)، ﻣﺴﺒﺒﺔً ﺁﻻﻣﺎً ﺗﺸﻨﺠﻴّﺔً ﺃﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺧﺎً ﻭﺗﻄبّلاً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﻦِ ﻭﺗﻐﻴّﺮﺍﺕٍ ﻓﻲ ﻋﺎﺩﺍﺕِ ﺍﻟﺘّﻐﻮﻁِ (ﺇﺳﻬﺎﻝ و/ﺃﻭ ﺇﻣﺴﺎﻙ)، ﻓﺒﻌﺾُ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦَ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥَ ﻣﻦَ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙِ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾُ ﺍﻵﺧﺮُ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻬﺎﻝِ، ﻭﻗﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺑﻌﺾُ ﺍﻟﻨّﺎﺱِ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ.

ﺗﻌﺘﺒﺮُ ﺍﻟﻨّﺴﺎﺀُ ﺃﻛﺜﺮَ ﻋﺮﺿﺔً ﻟﻺﺻﺎﺑﺔِ ﺑﻤﺘﻼﺯﻣﺔِ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀِ ﺍﻟﻬﻴﻮﺟﺔِ ﻣﻦَ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝِ (ﺣﻴﺚُ تكونُ ﻓﺮﺻﺔُ ﺇﺻﺎﺑﺘﻬﻦِّ ﺿﻌﻒَ ﻓﺮﺻﺔِ ﺇﺻﺎﺑﺔِ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭِ)، ﻭﻛﺬﻟﻚَ ﻋﺎﺩﺓً ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﺽُ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺗﺤﺖَ ﺳﻦِّ ﺍﻟـ 45.

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﻏﻢِ ﻣﻦ ﺃﻥَّ ﻣﺘﻼﺯﻣﺔَ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀِ ﺍﻟﻬﻴﻮﺟﺔِ ﻗﺪ ﺗﺴﺒّﺐُ ﺑﻌﺾَ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽِ ﺍﻟﻤﺰﻋﺠﺔِ ،ﻭﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺒّﺐُ ﺃﻳّﺔَ ﺗﻐﻴّﺮﺍﺕٍ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺴﺠﺔِ ﺍﻟﻤﻌﻮﻳّﺔِ (ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲِ أﺩوﺍﺀِ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀِ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺑﻲِّ، ﻛﺎﻟﺘﻬﺎﺏِ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻥِ ﺍﻟﺘّﻘﺮﺣﻲّ ﻭﺩﺍﺀ ﻛﺮﻭﻥ) ﻛﻤﺎ ﺃﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪُ ﺧﻄﻮﺭﺓَ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔِ ﺑﺎﻟﺴّﺮﻃﺎﻥِ ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻲِّ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﻲِّ.

ﺇﻥَّ ﺃﻏﻠﺐَ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦَ ﺑﻤﺘﻼﺯﻣﺔِ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀِ ﺍﻟﻬﻴﻮﺟﺔِ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥَ ﺍﻟﺘّﺤﻜّﻢَ ﺑﺄﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻋﺒﺮَ ﺗﻐﻴﻴﺮِ ﻧﻈﺎﻣﻬﻢِ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲِّ ﻭﺗﻐﻴﻴﺮِ ﻧﻤﻂِ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﺨﻔﻴﻒِ ﺍﻟﺘﻮﺗّﺮِ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻠﺠﺄُ ﺑﻌﺾُ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦَ ﻣﻤّﻦ ﺗﻜﻮﻥُ ﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮَ ﺣﺪّﺓً ﺇﻟﻰ ﺗﻨﺎﻭﻝِ ﺑﻌﺾِ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔِ.

يعاني مرضى متلازمةِ الأمعاءِ الهيوجةِ من حساسيّةٍ مفرطةٍ في الكولونِ مترافقةٍ معَ زيادةِ الشّعورِ بالألمِ. تمكنُ مقارنةُ هذهِ الظاهرةُ بزيادةِ حساسيّةِ الجلدِ للماءِ السّاخنِ بعدَ التّعرّضِ للحروقِ الشّمسيّة. وقد بقيَ سببُ هذهِ الحساسيّةِ المفرطةِ مجهولاً لفترةٍ طويلةٍ.

اكتشفَ الباحثونَ سابقاً احتواءَ الأمعاءِ الغليظةِ عندَ مرضى متلازمةِ الأمعاءِ الهيوجةِ كمياتٍ أكبرَ من مادّةِ الهيستامين، ولكن لم يتمَّ إثباتُ وجودِ ارتباطٍ مباشرٍ بينَ هذهِ الظّاهرةِ والحساسيّةِ المفرطةِ.

وجدَ البروفيسور Guy Boekxstaens الاخصائيُّ في جهازِ الهضمِ في جامعةِ KU Leuven بمساعدةِ فريقهِ أنَّ الهيستامينَ لديهِ تأثيرٌ على مستقبلِ الألمِ TRPV1. تؤدي زيادةُ الهيستامينِ المفرزِ في الأمعاءِ عندَ مرضى متلازمةِ الأمعاءِ الهيوجةِ إلى جعلِ هذهِ المستقبلات مفرطةَ الحساسيّةِ.

اكتشفَ العلماءُ أنَّ الهيستامينَ يتفاعلُ معَ مستقبلاتِ الـ H1، الّتي تتركّزُ على الأعصابِ الحاويةِ على TRPV1. أمّا الاكتشافُ الأكثرُ أهميّةً فهوَ أنَّ حجبَ مستقبلِ الهيستامين H1 يمنعُ تأثيرَ الهيستامينِ المحسس على مستقبلاتِ الـ TRPV1.

اعتماداً على هذهِ النّتائجِ اتّجهَ العلماءُ نحوَ إيجادِ حلٍّ للمشكلةِ. فقد صمّموا دراسةً سريريّةً حولَ متلازمةِ الأمعاءِ الهيوجةِ من أجلِ تقييمِ تأثيرِ مادّةٍ تحجبُ مستقبلاتِ الهيستامين H1 على الأعصابِ، بهدفِ التخفيفِ من حساسيّةِ مستقبلاتِ الـ TRPV1 المفرطةِ. وتعرفُ هذهِ المادّةُ باسم ebastine وهي تستخدمُ بالأساسِ في حالاتِ حمّى القشّ. وقد وجدوا أنَّ الألمَ لدى المرضى المعالجينَ بالـ ebastine لمدّةِ 12 أسبوعاً كانَ أقلَّ بشكلٍ كبيرٍ منَ المرضى في المجموعةِ الشّاهدةِ. تمَّ التّحضيرُ لدراسةٍ أخرى لتقييمِ هذهِ التّأثيرات على 200 مريض.

يقتصرُ علاجُ متلازمةِ الأمعاءِ الهيوجةِ حالياً على ضبطِ نمطِ التّبرّزِ. ولا يستطيعُ العلاجُ التّقليديُّ تخفيفَ أو التّخلصَ منَ الألمِ البطنيِّ الّذي يعاني منهُ المرضى لكن قد تساعدُ نتائجُ هذهِ الدّراسةِ على ذلكَ.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا