الهندسة والآليات > التكنولوجيا

شريحةٌ عصبونيةٌ تجلبُ الذكاءَ الاصطناعي إلى هاتفك.

استمع على ساوندكلاود 🎧

الذكاءُ الاصطناعي هو سلوك أو خصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية، تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية، وأنماط عملها من حيث التعلم والاستجابة. ومن أهم المجالات التي قد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي مفيداً هو الهواتف الذكية. حيث اقترب الباحثون في معهد "MIT" من هذه الخطوة كثيراً.

كشفَ باحثون في معهد ماساتشوستس (MIT) عن نقلة كبيرة في الذكاء الاصطناعي، وهي شريحة شبكة عصبونية منخفضة استهلاك الطاقة، تستهلك طاقة أقل بعشر مرات من وحدة معالجة الرسوميات الموجودة في الهواتف(GPU)، الأمر الذي يعني أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية أصبح أقرب مما تتصور.

وقد تم عرض البحث الجديد والمسمى إيريس (Eyeriss) في المؤتمر الدولي للدارات الكهربائية الصلبة في سان فرانسيسكو، حيث علق الباحثون "في الأعوام الأخيرة ، بعض التطورات المثيرة في الذكاء الاصطناعي كانت ثمرة من ثمار الشبكات العصبونية، والتي هي عبارة عن شبكات افتراضية كبيرة من وحدات بسيطة؛ لمعالجة البيانات والتي تم نمذجتها لتحاكي البنية التشريحية للدماغ البشري.

قدم الباحثون عرضاً عملياً لشريحة جديدة أثناء أدائها لمهمة التعرف على صورة معقدة، حيث تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم تشغيل شبكة عصبونية على شريحة مخصصة، وتعد الميزة السرية لإيريس هي استهلاكها المنخفض للطاقة مما يجعلها خياراً مفضلاً للهواتف الذكية.

السر الكامن خلف استهلاك الطاقة المنخفض:

تستخدم إيريس عدة طرق لتبقي استهلاك الطاقة في حدوده الدنيا.

فعلى عكس معظم وحدات معالجة الرسوميات الأخرى(GPU) فكل 168 نواة لديها ذاكرتها الخاصة بها، حيث لا حاجة للوقت ولا للطاقة المستخدمين في التواصل مع ذاكرة مركزية واحدة.

يتم ضغط البيانات قبل إرسالها إلى النواة للمعالجة، وهناك أيضا دارة تفويض مختصة وظيفتها إعطاء كل نواة الكم الأقصى من العمل الذي تستطيع القيام به دون الحاجة إلى الوصول لبيانات أكثر.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لكل نواة التواصل مع الأنوية المجاورة لها لذلك يمكن مشاركة البيانات محلياً، أي دون الحاجة للمرور عبر ذاكرة مركزية.

ماذا تعني إيريس للذكاء الصنعي في الهواتف:

بدعم جزئي من وكالة أبحاث مشاريع الدفاع المتقدمة (DARPA) ، أعاد الباحثون النظر بأبحاث نُظم الشبكات العصبونية، والتي تم دراستها بإسهاب في السبعينيات، بعدها تم الاستغناء عنها وذلك لأنه ينظر للشبكات العصبونية على أنها تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة مما يجعلها غير مناسبة لاستخدامات الهواتف المحمولة. أما الآن فيقول الباحثون إن إيريس "مناسبة في كثير من التطبيقات كالتعرف على الأشياء و الوجوه والأصوات " كما يمكن استخدامها في كثير من تطبيقات انترنت الأشياء (Internet of Things).

وحالما يتم تزويد الهواتف الذكية بشريحة إيريس ستستغني عن إرسال البيانات إلى سحابة؛ لتعالج هذه البيانات بواسطة خوارزميات ذكاء اصطناعية شرهة لاستهلاك الطاقة، وبدلاُ عن ذلك سيتم معالجتها بواسطة الهاتف نفسه مما سيحسن السرعة، والأمن والحاجة للاتصال بالأنترنت. حيث سيكون من المتاح معالجة مهام الذكاء الاصطناعي في الهاتف الأمر الذي سيجعل من هاتفك قادراً على التعلم.

ماذا بعد ذلك؟!! لن تحتاج شرائح إيريس إلى التعلم من الصفر، حيث سيتم مشاركة ما تتعلمه شريحة مع أخرى عن طريق نظام سحابي يربطها ببعض، حيث سيكون هذا الأمر جوهرياً في الروبوتات التي تعمل بالبطارية.

أما تطبيقات هذه التقنية فهي مهولة، ولكن لم يتم تحديد جدول زمني لإدخال رقاقات إيريس إلى الهواتف بعد، ولكن بجهود الباحثين قد يكون أقرب مما نظن.

في النهاية، برأيك ما هي التطبيقات التي يمكن أن تستفيد منها هواتفنا المحمولة من الذكاء الاصطناعي?

المصدر: هنا