الطب > مقالات طبية

علاقة التعليم بالنشاط الفيزيائي

استمع على ساوندكلاود 🎧

لطالما قيلَ لنا: العقلُ السليم في الجسمِ السليم. العبارةُ التي أثبتت نفسها على مرِّ العصور، حيث تمكن العلماء في مراتٍ عديدة من أنْ يثبتوا العلاقةَ القويَّةَ بين اللياقةِ البدنيةِ العالية ومستوياتِ التحصيلِ العلميِّ المرتفعة، وبرهنوا أيضاً أنّ إمضاءَ وقتٍ إضافيٍّ في ممارسةِ التمارينِ الرياضية لم يؤدِّ إلى انخفاضِ الأداء المدرسيِّ، بل على العكس تماماً أدى إلى زيادته.

ومن المهم هنا أنْ نعلم أنَّ ممارسةَ الرياضة تساهمُ إيجاباً في نواحٍ عديدة، فهي تخفضُ الوزنَ وضغطَ الدمِ والكوليسترول ومقاومةَ الأنسولين*، كما أنَّها تقوِّي العظامَ والعضلات وتزيد من ثقة الفرد بنفسه وتخفف القلقَ والتوترَ والاكتئاب.

وأظهرتْ دراسةٌ نشرتَها صحيفةُ نيويورك تايمز في شهرِ أيارَ عام 2013 أنّ نسبةَ الشحوم في أجسام الطلاب الذينَ يمارسونَ الرياضة كانت أقلَّ من غيرهم، بالإضافة إلى تمتُّعهم بصحةٍ عقليةٍ وقلبيةٍ أفضل.

كما أشارت لجنةٌ من الخبراء إلى أنّ الأطفالَ الأكثرَ نشاطاً هم الأكثرُ تركيزاً والأسرعُ في أداء المهام البسيطة. بالإضافة إلى أنهم يملكونّ ذاكرةً وقدرةً على المحاكمةِ المنطقية بشكلٍ أفضلَ من أقرانهم. إلى جانب موضوع النتائج المدرسية الذي تطرقنا إليه مسبقاً.

ويعتقد الباحثونَ أنّ فوائدَ التمارين الرياضية خلالَ اليوم الدراسيِّ تفوقُ فوائدَ إطالةِ فتراتِ الحصص الدرسيَّة، مما جعلهم يوصون بمنح 60 دقيقة على الأقلّ يومياً للطلابِ لممارسة الرياضة، معتمدينَ على تعزيز وإثراء صفوف التعليم الفيزيائيّ وإعطاء فتراتِ استراحةٍ بين الحصص إلى جانب التشجيع على ممارسة الرياضة بعد انتهاء الحصص كالمشي أو ركوب الدراجة.

من الجدير بالذكر أنّ هذه العلاقةَ لم تقتصر على الناحية السريرية وإنَّما برهنت نفسها تشريحياً أيضاً؛ ونعني بذلك أنّ الدراساتِ المعتمدة على تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي أظهرت زيادةً في حجم المخ وبالتحديد في منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرةِ لدى الأطفال النشيطين بدنياً بالمقارنةِ مع أقرانهم؛ بالإضافة إلى كون نتائج اختبارات الذكاء أفضلَ أيضاً.

كما تمكَّن الباحثون من تحديد تأثيراتِ الفعالية الفيزيائية واللياقة البدنية على المخ وعلى الأداء المدرسي على وجه الخصوص.

وفي دراسةٍ شملت سجلاتِ 2038 طفلاً ومراهقاً تبين أنّ اجتماع عاملَيّ الفعالية الحركية والقلبية التنفسية كان له تأثيرٌ أفضل على تحسين الأداء الدراسي والعكس صحيح؛ حيث تضمَّنت التمارين القلبيةُ التنفسيةُ السباحةَ وركوبَ الدراجة والتنس والجري وكرةَ القدم والسلة وغيرها. في حين اشتملت تمارين اللياقة البدنية على تمارين الرشاقة كالتزلج والتزحلق على الجليد.

في الختام يجب أنْ نتذكَّر دوماً أنّ النشاط الفيزيائي يجب أنْ يكون مركز اهتمامٍ تعليميّ وليسَ خياراً بديلاً يمكن الاستغناء عنه.

المصادر:

هنا

هنا

هنا