الموسيقا > موسيقا

كلاوديو أبادو ... أسطورة غادرت عالم الموسيقى

غادر عالمَنا اليوم قائد الأوركسترا الإيطالي كلاوديو أبّادو Claudio Abbado، المدير السابق لدار الأوبرا الإيطالية الشهيرة La Scala، عن عمر يناهز الثمانين عاماً.

"لقد فقد العالم واحداً من أعظم الموسيقيّين الملهِمين في عصرنا؛ رجلاً نذر نفسه لخدمة الموسيقا التي يقودها، وبذلك جعل المستمعين يشعرون وكأنّهم يسمعون تلك الأعمال تُؤدّى على الوجه الصحيح، للمرة الأولى في حياتهم."- هذا ما قاله Mark Wilkinson، رئيس شركة التسجيلات الألمانية المعروفة Deutsche Grammophon.

ووفقاً للعاملين في دار الأوبرا لا سكالا، فقد أقعد المرض القائد الموسيقي المبدع في السنوات الأخيرة، مما أجبره على إلغاء حفلتين كان من المفترض أن يقوم بهما عام 2010، وكانتا ستدشّنان عودته من جديد إلى دار الأوبرا في مدينة ميلان الإيطالية للمرة الأولى بعد غياب دام 25 عاماً، وللاحتفال بالذكرى السنوية ال 50 لقيادته للأوركسترا لأول مرة.

ولد أبادو في عائلة موسيقية في مدينة ميلان- إيطاليا، سنة 1933، وتدرّب في معهد الكونسرفاتوار في ميلان، قبل أن يتابع دراسته الموسيقية على يد هانز شواروفسكي في فيينا.

كان الظهور الأول للقائد أبادو في دار الأوبرا La Scala في مسقط رأسه- ميلان عام 1960، وعمل مديراً للدار بين العامين 1968 و 1986، حيث كان يقود الأوركسترا في الأعمال المسرحية الإيطالية التراثية، إلى جانب تقديمه لأوبرا معاصرة في كل سنة، وعدد من الحفلات الأخرى.

وفي عام 1965 قاد أوركسترا فيينا الفلهارمونية لأول مرة، في مهرجان سالزبورغ. كما عمل مديراً موسيقياً لأوبرا فيينا من العام 1986 إلى عام 1991، وقد أسّس المهرجان الموسيقي Wien Modern (فيينا الحديثة) عام 1988 الذي توسّع من حينها ليشمل كافّة أشكال الفنّ المعاصر. كان هذا المهرجان الفنّي متعدّد الاختصاصات يجري سنويّاً تحت توجيه وإدارة كلاوديو أبادو.

كذلك تسلّم أبادو قيادة أوركسترا لندن السيمفونية بين عامي 1979 و 1988، ونال المديح والاستحسان فيها عن حفلاته لأعمال مؤلّفه المفضّل غوستاف ماهلر.

كان المدير الموسيقي لدار الأوبرا الوطنية في فيينا (Vienna's Staatsoper) بين العامين 1986- 1991، وكقائد أوركسترا زائر في الأوركسترا السيمفونية لشيكاغو.

انتُخب أبادو عام 1989 كرئيس لفرقة برلين فيلهارمونيك من قِبل أعضائها، حيث عمل لديهم حتى عام 2002.

حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، نذكر منها: خاتم الشرف الذي قلّدته إياه اوركسترا فيينا الفلهارمونية سنة 1973، وميدالية نيكولاي الذهبية سنة 1980. وفي سنة 1985 تقلّد الميدالية الذهبية من جمعية غوستاف ماهلر الدولية، كاعتراف بالخدمة التي قدّمها لأعمال المؤلف غوستاف ماهلر.

عُرف كلاوديو أبادو طوال حياته بتشجيعه ودعمه للموسيقيين والمؤلّفين الشباب، وتبدّى ذلك في مبادرة عزم من خلالها على إجراء مسابقة سنوية دولية في فيينا للمؤلفين الموسيقيين، كما كان هو المؤسّس والمدير الموسيقي للأوركسترا الشبابية للاتحاد الأوروبي سنة 1978. إلى ذلك كان لديه التزام عميق بتطوير الموسيقيين الشباب، وهو اهتمام بدا جليّاً في دوره كمستشار فنّي لأوركسترا موسيقا الحجرة في أوروبا.

لقد كان كلاوديو أبادو وكأنه يتحدى نفسه ويتحدّى الحدود التي يمكن لمجموعة الموسيقيين في الأوركسترا أن يصلوا إليها، ليذهب بعيداً ويحلّق معه المستمعون في عالمه الخاص. لم يكن يرضى بأقلّ من الكمال، كما ورد على لسانه في حديث أجراه مع إذاعة BBC Radio 4، حيث قال بأنّه إنسان محبّ للكمال، وأضاف: "بدون الموسيقا، كان العالم سيغدو مكاناً رهيباً."

المصادر:

هنا

هنا

الصورة: هنا