الفنون البصرية > فن المسرح

وليام شكسبير، أيقونة الإبداع المسرحي (الجزء الثاني)

استمع على ساوندكلاود 🎧

الجمهور

إن اهتمام شكسبير بوقع الكلمات الموسيقي على آذان جمهوره يعكس اهتمامه بالجمهور ذاته، فقد كان عارفاً بجمهوره الإليزابيثي إلى حد كبير ومدركاً لتنوعه ما بين أرستقراطيين ومفكرين ونبلاء وأثرياء وبحّارة وجنود وطلاب ومبتدئين، والذي يجعله أقرب مرة أخرى للجمهور السينمائي الحديث منه للجمهور المسرحي الحديث (على الأقل في أوربا). لذلك كان عليه تلبية رغبات هذا الجمهور المتنوعة: الآكشن والمشاهد الدموية للأميين، والعبارات المنمقة والذكية للنبلاء، وأفكاراً ونقاشات للأكثر تعلماً، ودعابات حاذقة لأصحاب الذوق الرفيع، وتهريج صاخب للمبتذلين، وقصص حب للسيدات، وأغانٍ ورقصٍ للجميع، يقدم شكسبير كل هذه العناصر بطريقة لم يسبقه أحد إليها.

كما يحاول شكسبير في أعماله أن يؤسس لعلاقة حميمة مع جمهوره، وأن يدخله في مسرحياته، فالمونولوجات (مناجاة النفس) في أعماله ليست خطابات يتظاهر الممثل بإلقائها على نفسه بل رسالات ودية مع الجمهور. وبأي حال فقد كان من الصعب تجاهل وجود الجمهور أمام المنصة فقد كانوا يحيطون بها من ثلاث جهات وكان ضوء الشمس ساطعاً عليهم حتى أن بعضهم كان يجلس على المنصة.

من أهم مسرحياته:

- الحب مجهود ضائع: هي من أوائل كوميديات شكسبير كتبها لجمهور أرستقراطي، ولذلك نجدها مليئة باللغة المنمقة، وتحكي عن عبثية الحب.

- ترويض النمرة: كوميديا بسيطة قدمها شكسبير كمسرحية ضمن مسرحية، وتحكي قصة تاجر وابنته الشرسة التي يعرض تزويجها لمن يستطيع ترويضها.

- السيدان الفيرونيان: أيضاً كوميديا تحوي أوائل أغانيه الرائعة "من هي سيلفيا؟"

- روميو وجولييت: تراجيديا غنائية، وقدم فيها شكسبير عناصر مختلفة لإرضاء جمهوره المتنوع كمشاهد القتال وبعض الكوميديا وقصة حب التي يعكرها نزاع عائلتان وتنتهي بموت مفاجئ لأبطالها. تتميز أيضاً بكونها مسرحية مناطقية لوجود نزاع عائلتين فيها.

- تاجر البندقية: تبحث المسرحية في المشاعر التي تثيرها بعض المزاعم بأن طبيب الملكة إليزابيث اليهودي كان جاسوساً إسبانياً. تتحدث أيضاً عن الحب والعزلة والانتقام والثروة.

- حلم ليلة صيف: كوميديا غنائية مليئة بمشاهد السمر الليلية المضاءة بالقمر أو النهارية المضاءة بالشمس، وهي مسرحية خيالية تشبه الحلم.

- ريتشارد الثاني: عاد شكسبير هنا إلى التاريخ الإنكليزي وإلى فترة مضطربة، وهي مسرحية غنائية، ومناطقية كما روميو وجولييت

- يوليوس قيصر: تراجيديا رومانية من بين أهم ثلاث مسرحيات كتبها شكسبير عن روما وتعكس قلق شكسبير من الاضطرابات في زمنه.

- هاملت: التراجيديا الأشهر على الإطلاق وتعكس نضوج شكسبير إزاء اضطرابات زمنه في طرحها لأفكار التحرر من الوهم وفقدان الأمل والتي يجسدها الشاب هاملت في صراعه مع فكرة الانتقام من قاتل أبيه الملك.

- مكبث: تراجيديا تقع في اسكتلندا تكرّم من ملك اسكتلندا وتقدم صورة مريرة عن الحياة

- الملك لير: تراجيديا تنتقد نكران الجميل وتحكي قصة الملك لير مع بناته الثلاث

- أنطونيو وكليوباترا: مسرحية رومانية تراجيدية تتعدى التاريخ لتحكي قصة حب مبنية على الفساد وانعدام المسؤولية.

- عطيل: مسرحية تراجيدية تحكي قصة الجنرال المغربي في الجيش البندقي، قدم شكسبير الشخصية بطريقة إيجابية على الرغم من عرقها المختلف وهو ما لم يكن سائداً في الأدب الإنكليزي في ذاك الوقت.

ولد وليام شكسبير في ستراتفورد بريطانيا عام 1564 وتوفي عام 1616 . تزوج آن هاذاوي بعمر صغير وأنجب منها ثلاثة أطفال. لا تتوفر الكثير من المعلومات المؤكدة حول حياته الشخصية الخاصة فظلت التساؤلات تحوم حول معتقداته الدينية إضافة للشكوك بأن تكون كتاباته مأخوذة من كتّابٍ آخرين.

المصدر:

أنتوني بيرغس. الأدب الإنكليزي. لندن: لونغمان، 1974