الطب > طب الأطفال

انسداد الأنف الخِلقي، ما احتمال حدوثه وخطورته وعلاجه؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُعد انسداد الأنف الخِلقي تضيُّقًا وِلاديًّا في القِسْمِ الخلفيِّ من جوْف الأنفِ يسبّب صعوبةً في التنفس. ويُعدُّ حالةً نادرةً تحدُث تقريبًا لدى واحدٍ من كل سبعةِ آلافِ مولودٍ حي، ويشاهَد لدى الإناثِ أكثرَ من الذكور. غالبًا ما يَرتبط انسدادُ الأنفِ الخِلقي بشُذوذاتٍ وِلاديةٍ أخرى كمتلازمةِ تريشر كولينز(هنا)، ومتلازمةِ تيسيير "تُعرف أيضًا بانشقاقِ شِراعِ الحَنَكِ والشِّفَّةِ المَشْقُوقة" (هنا) وحالاتٍ أخرى.

خلال تطوّرِ الجنينِ، تمتد الأجوافُ الأنفيةُ للخلفِ تحت تأثيرِ التحامِ الناتِئينِ الحَنَكيَّيْنِ المتوجّهينِ للخلفِ. في اليوم الثامنِ والثلاثينَ من التطوّرِ الجنينيّ، يتمزّقُ الغشاءُ الذي يفصِلُ بين جوفِ الفمِ والأنفِ مؤديًا لتشكّلِ المَنْعَرينِ (المَنْخَرينِ الخلفيّينِ)، ولكنّ الفشل في هذا التمزّقِ يؤدّي إلى حدوثِ انسدادِ الأنفِ الخِلقي أو ما يُعرف برَتْقِ المَنعرينِ.

وجَدت أبحاثٌ عدّةٌ علاقةً بين تناولِ الأدويةِ المضادةِ للهُرموناتِ الدرقيةِ وانسدادِ الأنفِ الخِلقي، كذلك وجَدت أبحاثٌ أخرى ارتباطًا بين التدخينِ والقهوةِ وحدوثِ المرضِ.

قد يكون انسداد الأنف الخلقي أحاديَّ الجانبِ أو ثنائيّ الجانبِ (أي انسدادُ كلا المَنعرين)، ويمكن أن يكون مُهدّدًا للحياةِ عندما يكون ثنائيَّ الجانبِ؛ وتَظهر الأعراضُ مباشرة بعد الولادةِ على شكلِ نوباتٍ من ضيْقِ التنفّسِ، تنفرج عندما يبكي المريض، لا يمكن للطفل أن يتنفس بالحالة العادية ويستطيع التنفسَ فقط عندما يُفتح الطريق التنفسيُّ ليبكي، كما تشمل الأعراض تنفسًا مصحوبًا بأصواتٍ وصعوباتٍ في تناول الطعامِ وعدم القدرةِ على إدخال قسطرةِ رشفٍ قياسها 5/6 من البُلعوم الأنفي.

أما مرضى الانسدادِ أُحاديِّ الجانب فغالبًا ما تظهرُ الأعراضُ لديهِم لاحقا خلال الطفولة بعلامات انسدادٍ أحادي الجانب (إفرازاتٌ وتنفسٌ فمويٌ وعدم قدرةٍ على إدخال الهواء من أحد الجانبين). من النادر أن تحدث لدى أولئك الأطفال صعوبةٌ في التنفس عندما يولدون مباشرة.

كما يتم الاعتماد في التشخيص على التصويرِ الطبقيٍّ المحوريٍّ (CT Scan) والتنظيرِ.

يقتصر العلاج في الحالات الخفيفة أحادية الجانب على المراقبة والدعم بالأكسجينِ عند الحاجة. يمكن أن يساعد المحلول الأنفي على إبقاءِ البطانةِ الأنفيةِ صحيةً وخاليةً من المُفرزات.

أما في الحالات ثنائية الجانب، فلا بد من إجراءِ الجراحةِ الإسعافية فورَ استقرار حالة المريضِ وتقييمه فيما يخص وجود عيوب أخرى. الغايةُ الأساسيةُ من الإصلاحِ الجراحيِّ هي فتح الطريق الأنفي بشكل كافٍ، مما يسمح للطفل بالتنفس لوحده. هناك عدة طرقٍ لتحقيق هذا الغرض، جميعها تتمُّ في غرفة العمليّات تحت التخدير العام.

الطريقُ التنظيريُّ عبر الأنف: يتم فيها فتح الطريق الأنفي الخلفي باستخدام مزيج من المُوسعاتِ وآلاتٍ جيبيّةٍ و مكاشط أذنيةٍ ومثاقب. في بعض الحالات، توضع قطعة من الأنبوب الرُّغامي بداخل المَعبر كدُعامة للمحافظة على الفتحة أثناء التئام المنطقة، وتتم إزالتها بعد بضعة أسابيع.

الطريق عبر الحَنَك: يستخدم في حالات نادرة عندما تكون قاعدة الجمجمة متطورة بشكل شاذٍّ، ليصل الجراح للمنطقة من خلال سقف الحنك.

المصادر:

هنا

هنا