الكيمياء والصيدلة > صيدلة

زيادةُ الوزنِ المحرضة دوائياً، الأدويةُ المسببةُ لها، وطرق تدبيرها.

استمع على ساوندكلاود 🎧

يمكنُ للوزنِ المكتسب عن طريقِ الأدوية أن يتراوح بين الزيادةِ البسيطةِ، والتي لا تتعدى البضعة كيلو غرامات، أو أن يكون أكثر خطورة ومترافق مع زيادة كبيرة في الوزن. فعلى سبيل المثال، يمكنُ لبعضِ الأدوية المضادة للالتهاب كالبريدنيزون Prednisone أو الميتيل بريدنيزولون Methylprednisolone أن تؤدي لزيادة في الوزن قد تصلُ أحياناً إلى أكثر من 20 كيلو غرام، والتي تُختزن عادةً في الجسم داخل النسيج الشحمي.

إضافة لذلك، يمكنُ لزيادةِ الوزن المحرَّضة بفعل الأدوية أن تؤدي إلى حالةٍ طبيَّةٍ جديدة، أو أن تسيء من حالة طبية موجودة أصلاً، كارتفاع الضغط الشرياني والسكري وارتفاع شحوم الدم والتهاب المفاصل.

ما هي آلية زيادة الوزن المحرضة دوائياً؟

إنَّ زيادة الوزن المحرضة بالأدويةِ ليست معروفة السبب دائماً، فتؤدي بعض الأدوية إلى تحريض الإحساس بالجوع، في حين قد يسبب بعضُها زيادة في احتباسِ الماءِ والسوائل الفيزيولوجية. بالمقابل، قد تسببُ بعضُ الأدويةِ زيادةً للوزن عن طريق تثبيطها للنشاط اليومي للفرد، مما يؤدي إلى إبطاء نمط الحياة اليوميَّة، وبالتالي تخفيف النشاط الفيزيائي الاعتيادي.

تمارسُ الأدويةُ الفاتحةُ للشهية تأثيرها على الدماغ بشكلٍ خاص، من خلال إحداثها لتبدلات معينة على مركز الإحساس بالشبع. لكن على العموم، يعتبر تحديد السبب الدقيق المؤدي لزيادة الوزن سواء كانت محرضة بالدواء أو بغيره من الأسباب أمر بالغ الصعوبة.

ما هي المخاطرُ المرتبطةُ باكتساب الوزن المحرض بالأدوية؟

يمكن لاكتسابِ الوزن المحرض بالأدوية أن يزيدَ من احتمال الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، فرط شحوم الدم أو السكري من النمط الثاني. إذا سبَّب الدواءُ الموصوف زيادة سريعة للوزن، ينصح باستشارة الطبيب لتقييم وضع المريض، لا سيما المرضى المؤهلين وراثياً وبيئياً للإصابةِ بالأمراض القلبية وارتفاع ضغط الدم.

قد تحتاج بعض هذه الأدوية إلى أن يتمَ إيقافها ببطىء أو بشكلٍ تدريجي، لأن إيقافها بسرعة أو بشكل مفاجئ يمكن أن يؤدي لآثار جانبية خطيرة، لذا ينصح المرضى بعدم إيقاف أي دواء دون استشارة الطبيب.

ما هو الحلُ الأمثلُ لتدبير زيادة الوزنِ المحرضة بالعلاجِ الدوائي؟

عندما تلاحظ أن وزنك بدأ بالازديادِ بعد البدءِ بالعلاج الدوائي، عليك باستشارةِ الطبيبِ فقد تكون زيادة الوزن ناشئة عن قلَّة في التمارين الرياضية أو تغير في عاداتك الغذائية الصحية.

عند الحاجةِ لتغيير الدواء أو إيقافه، يمكن أن يصِف الطبيب دواءً آخر يكافئ بفعاليته الدواء الموصوف سابقاً دون أن يسببَ زيادةً في الوزن. في جميعِ الأحوال، تجنب إيقاف العلاج الدوائي أو استبداله بدواءٍ آخر دون استشارة الطبيب.

من الجديرِ بالذكر أيضاً أنَّ الآثارَ الجانبية لا تظهر على جميع المرضى، أي أن اكتساب الوزنِ المحدث بدواءٍ معين عند مريضٍ معين قد لا يظهر أبداً عند مريض آخر. لكن في جميع الأحوال، ينصحُ المرضى الذين يتناولون أدوية تعرف بزيادتها للوزن، بزيادة نشاطهم البدني، وتعديل حميتهم الغذائية، لتفادي زيادة الوزن المحتملة.

تابع معنا الجزء الثاني من المقال والذي سنتحدث به عن بعضِ الزمرِ الدوائية التي أثبت العلماءُ دورها في تحريضِ زيادة الوزن

المصدر:

هنا