الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

الستيروئيدات الابتنائية Anabolic steroids وأثرها على الرياضيين

استمع على ساوندكلاود 🎧

يتعاطى بعضُ الرياضيين شكلاً من أشكالِ الستيروئيداتِ التي تُعرف باسم ستيروئيدات الأندروجين الابتنائية Anabolic-androgen steroids أو ما يُعرفُ اختصاراً بالستيروئيداتِ الابتنائية Anabolic steroids، كما أنّ لها أسماءً شائعةً أخرى، كالستروئيد، والمنشطات الستيروئيدية، والهرمونات.

تشبهُ الستيروئيداتُ الابتنائية في تركيبِها هرمونَ التستوستيرون Testosterone، وهو الهرمونُ الستيروئيديُّ الابتنائيُّ الرئيسيّ الذي تُنتجُهُ أجسامُ الذكورِ بشكلٍ أساسيّ، ويملكُ هرمونُ التستوستيرون نوعَين من الآثارِ على الجسم، هما:

- آثارٌ ابتنائيةٌ؛ لتعزيزِ بناءِ العضلات.

- آثارٌ أندروجينيةٌ؛ مسؤولةٌ عن الصفاتِ الذّكوريةِ، مثل ظهورِ شعرِ الوجهِ، وخشونةِ الصّوت.

تساعدُ الستيروئيداتُ بالإضافةِ إلى تضخيمِ العضلاتِ على التعافي من التمرينِ الشّاقِّ بسرعةٍ أكبر، وذلكَ عن طريقِ الحدِّ من تلفِ العضلاتِ الذي يحدثُ أثناء التمرينِ، مما يُتيحُ للرياضيين التّمرُّنَ بجهدٍ أكبر.

يتمُّ تصنيعُ الستيروئيداتِ التي يستخدمُها الرياضيون بطريقةٍ غيرِ مشروعةٍ بحيثُ تُحاكي تركيبَ هرمونِ التستوستيرونِ، ولكنَّ إدارةَ الغذاءِ والدواءِ FDA لم تُوافق عليها حتى الآن، وهي بذلكَ تُمثلُ خطراً على الصحة.

لماذا تُعتبرُ الستيروئيداتُ غيرَ قانونيةٍ كمكملاتٍ رياضية؟

الستيروئيداتُ عقاقيرٌ يتمُّ تناولُها بطريقةٍ غيرِ قانونيةٍ، ودونَ وصفةٍ طبيةٍ، وتُستخدمُ غالباً لزيادةِ حجمِ العضلاتِ والقوّةِ وتقليلِ وقتِ الانتعاش، أمّا المَكمّلاتُ الغذائيّةُ المسموحةُ لا تُسبّبُ مثلَ هذهِ التغيُّراتِ الجذريةِ في الجسم. ونظراً لاحتوئِها على مكوناتٍ غيرِ موافقِ عليها رقابياً، فإن الستيروئيداتُ لا تُعتبرُ مكملاتٍ غذائيةً، فهي تحتوي على ستيروئيداتِ مُخلَّقةٍ اصطناعياً Synthetic steroid أو مكوناتٍ شبيهةٍ بالستيروئيداتِ النّشطة Steroid-like active، وعليهِ فإنها تُعتبرُ غيرَ آمنةٍ، مع احتمالٍ كبيرٍ لأن تكون ضارةً أيضاً. يُضاف لما سبق التضليلُ الذي تمارسُه الشركاتُ المنتجةُ لهذه الستيروئيداتِ، إذ أنَّ البياناتِ والإرشاداتِ الموجودةِ عليها لا تُعبّرُ عمّا تحتويهِ من مكوناتٍ، ولا تعطِ إرشاداتٍ صحيةً كافيةً للمستخدم. وبمعنى آخر، على الرياضيّ أن يقتنعَ بأنَّ هذه المركّباتِ لن تحُلَّ مكانَ العملِ الشّاق والعاداتِ الصحيّةِ لبناءِ عضلاتِ الجسمِ بطريقةٍ صحيحة.

أهمُّ أنواعِ الستيروئيداتِ المستخدمةِ

تتواجدُ في الأسواقِ أنواعٌ مختلفةٌ من المنتجاتِ الابتنائيةِ التي تُعرضُ على أساسِ مساهمتِها في بناءِ عضلاتِ الجسمِ أو تسوّقُ كمنتجاتٍ مشابهةٍ للستيروئيدات (مثل التستوستيرون). وتضمُّ القائمةُ التاليةُ الستيروئيداتِ التي تندرجُ ضمن هذهِ المنتجاتِ، وهي:

أنادرول Anadrol - أنافار Anavar - ناندرولون- ديكا Nandrolone - ديانابول Dianabol – إكيوبويز Equipoise - ماستيرون Masteron - بريموبولان Primobolan - ساستانون Sustanon - تستوستيرون سايبيونات Testosterone Cypionate - تستوستيرون إنانتيت Testosterone Enanthate - تستوستيرون بربيونات Testosterone Propionate - تستوستيرون ساسبنشن Testosterone Suspension - ترنبولون أسيتات Trenbolone Acetate - ونسترول Winstrol.

طرقُ استخدامِ الستيروئيدات

لا توجد طرائقُ إرشادٍ علميةٌ لاستخدامِ الستيروئيداتِ من قِبل الرياضيين، الأمرُ الذي أدّى إلى اختلافِ طرائقِ استعمالِها، وغالباً ما تُؤخذُ هذهِ الستيروئيداتُ عن طريقِ الحُقنِ إمّا وريدياً (لتدخلَ مباشرةً في مجرى الدم) أو عضلياً. كما توجدُ منتجاتٌ منها على شكلِ حبوبٍ فموية، أو كريماتٍ جلدية. ورغمَ أنّ هذهِ الأدويةَ يمكنُ تناولُها بشكلٍ منفردٍ، إلا أنّ بعضَ الرياضيينَ يتناولونَها بطرقٍ أكثرَ تعقيداً كالتالي:

• نظام الدورات Cycling: يتمُّ فيها أخذُ الجرعاتِ فترةً من الزمن، ثم يتمّ الامتناعُ عن تناولها فترةً أخرى، ليُعاودُ الرياضيّ بعدَ ذلك تناولها ثانيةً، وهكذا.

• الطريقةُ الهرمية Pyramiding: تتمُّ زيادةُ الجرعةِ ببطءٍ وبشكلٍ متكررٍ حتى بلوغِ الذروةِ (أعلى جرعة)، ثمّ يتمُّ تقليلُ الجرعةِ تدريجياً.

• الطريقة المتراصة Stacking: وفيها يتمُّ الجمعُ بينَ نوعين أو أكثرَ من أنواعِ الستيروئيداتِ المختلفة.

تشتركُ الطرائقُ الثلاثُ بإمكانيةِ تناولِ جرعاتٍ تتجاوز تلك الموصوفةَ للحالاتِ الطبيةِ بحدود 10 إلى 100 ضعف.

النتائجُ السلبيةُ للستيروئيدات

كما ذُكر سابقاً، فإن الرياضيينَ يتعاطون جرعاتٍ أعلى من الحدود المسوحةِ بحواليّ 10 - 100 ضعفٍ، ممّا يشملُ العديدَ من المخاطر خاصةً وأن العمليةَ التي تُؤثّرُ بها الستيروئيداتُ على الجسمِ شديدةُ التعقيد وتعملُ على تخفيزِ أجزاءٍ معينةٍ من الخلايا العضلية، ممّا يؤدي بدورهِ إلى زيادةِ إنتاجِ البروتيناتِ التي تُعتبرُ واحدةً من عدةِ موادَ كيميائيةٍ مرتبطةٍ بزيادةِ الكتلةِ العضلية.

ويوجدُ نوعانِ من التأثيراتِ السّلبيةِ على الرجالِ والنساء، وهي تأثيراتٌ قصيرةُ الأمد، وتأثيراتٌ طويلة الأمد، وسنستعرضُ هذينِ القسمين فيما يلي:

• التأثيراتُ قصيرةُ الأمد:

- لدى الرجال: انخفاضُ عددِ الحيواناتِ المنويةِ، والصلعُ، والضعفُ الجنسيّ، وتضخمُ البروستاتِ، وصعوبةُ التبولِ أو ترافُقُه بالألم.

- لدى النساء: صِغرُ حجمِ الثدي، ونمو الشّعرِ الزائد.

- لدى الرجالِ والنساء: حبُّ الشبابِ، واحتباسُ السوائلِ، والزيادةُ السريعةُ في الوزنِ، وارتفاعُ ضغطِ الدّمِ ومستوياتُ الكوليسترولِ في الدم، والأرقُ، والصداعُ، وتراجعُ الأداءِ الجنسيّ، وزيادةُ حجمِ العضلاتِ، وتورّمُ القدمينِ والكاحلين، وتحسُّنُ الشهيّةِ بشكلٍ ملحوظ.

• التأثيراتُ طويلةُ الأمد:

- لدى الرجال: بروزُ الثدييْن، والعقمُ، وضمورُ الخصيتَين، وأمراضُ وسرطانُ الكبدِ.

- لدى النساء: خشونةُ الصّوتِ، وتضخّمُ البظرِ، وغيابُ أو تباعُدُ فتراتِ الطّمث.

- لدى الرجال والنساء: اضطراباتٌ في تخثّرِ الدم، والنوباتُ القلبيةُ والسكتاتُ الدماغيةُ المُبكرةُ، وتوقّفُ النموِ عندَ المراهقين، وزيادةُ خطرِ التهابِ وتمزُّقِ الأوتارِ، والاضطراباتُ الكبديةُ، والأورام، وزيادةُ الكوليسترولِ الضار LDL، وانخفاضُ الكوليسترولِ الجيدِ HDL، والاضطراباتُ النفسيةُ كالاكتئابِ والهلوسةِ والتّوهُّمِ، والسّلوكُ العدوانيّ (الغضبُ والعُنف)، وإدمانُ المخدراتِ. وعندَ الحَقْنِ: احتمال الإصابةِ بالالتهاباتِ الجرثوميةِ والخرّاجات، والتهابِ الكبدِ الوبائيّ وفيروسِ نقصِ المناعةِ المكتسب (الإيدز AIDS).

هل تُسببُ الستيروئيداتُ الإدمان؟

تمتلكُ الستيروئيداتُ تأثيراتٍ إدمانيةً تختلفُ من شخصٍ لأخر، فكلُّ مستخدمٍ يواجهُ مشاعرَ خاصةً ومختلفةً عند استخدامِ الستيروئيداتِ ومن ثمّ تركِها. وعندما يختارُ الشخصُ التوقُّفَ عن استخدامِها، سيُعاني من مجموعةٍ متنوعةٍ من أعراضِ الانسحاب Withdrawal symptoms المرتبطِ بالإدمان؛ يمكنُ أن تشملَ تقلُّبَ المزاجِ، والتعبَ، والأرقَ، وفقدانَ الشّهيّةِ، وانخفاضَ الدافعِ الجنسيّ، والاكتئابَ، والرغبةَ بتناولِ المزيدِ من الستيروئيدات. وعلى الرّغمِ من ضعفِ الدليلِ العلميّ على إدمانِ الستيروئيداتِ مقارنةً بغيرها من المخدراتِ كالكوكايين أو الهيروين، إلا أنّ تطورَ الاعتمادِ عليها من قبل مستخدميها وما يتبعُهُ من نتائجَ سلبيةٍ أمرانِ واضحانِ للغايةِ وهما من العلاماتِ المؤكّدةِ لإدمانِ العقاقيرِ والمخدّرات.

ويبقى السؤالُ في النهايةِ، هل يحتاجُ الرياضيونَ فعلاً للمكملاتِ الغذائيةِ أو الستيروئيدات؟!

يحتاجُ الرياضيون على وجهِ الخصوصِ للمكملاتِ الغذائيةِ نتيجةً للجهدِ البدنيّ الناتجِ عن ممارسةِ التمريناتِ الرياضيّةِ التي تزيدُ من الاحتياجاتِ الغذائية لأجسامِهم، وتُستنزفُ الشواردَ والفيتاميناتِ التي يُمكنُ أن تلعبَ دوراً حيوياً للرياضيين. ولكن، ينبغي على الرياضيينَ ألّا يجعَلُوا من هذهِ المكمّلاتِ بديلاً عن التدريبِ الشاقِّ والنظامِ الغذائيّ الصحيّ، والنظرَ في كيفيّةِ جعلِ هذهِ المنتجاتِ مكملةً لهذه الجهودِ، كما أن المكملاتِ الغذائيةَ قانونيةٌ وتُؤخذُ عن طريقِ الفمِ على شكلِ كبسولاتٍ، أو حبوبٍ، أو مساحيق، ولا تُسبّب تغييراتٍ جذريةً في الجسم.

أما الستيروئيداتُ فهي منتجاتٌ غيرُ قانونيةٍ ولا تخضعُ لمعاييرِ السلامةِ والصحة، كما أنّها محظورةٌ من قبل معظمِ المُنظّماتِ الرياضيةِ، وتُسببُ العديد من المخاطر الصحية، كما ذُكر سابقاً.

ويجب ألّا ننسَ وجوب تحدّث الرياضيين المحترفين مع المدرّبينَ والأطباءِ واختصاصيي التغذية حولَ أنواعِ المكملاتِ الغذائيةِ التي يستطيعونَ تناولها.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

7. هنا

دراسات مرجعية:

1. Snyder PJ. Use of androgens and other hormones by athletes. هنا. Accessed Sept. 30, 2015.

2. Hatton CK, et al. Performance-enhancing drugs: Understanding the risks. Physical Medicine and Rehabilitation Clinics of North America. 2014;25:897.

3. Joseph JF, et al. Synthetic androgens as designer supplements. Current Neuropharmacology. 2015;13:89.

4. Effects of PEDs. U.S. Anti-Doping Agency. هنا. Accessed Sept. 30, 2015.

5. Reardon CL, et al. Drug abuse in athletes. Substance Abuse and Rehabilitation. 2014;5:95.

6. Franckowiak B. Performance-enhancing drugs and the high school athlete. NASN School Nurse. July 2015.

7. Green GA. Drug testing in sport: hGH (Human Growth Hormone). American Medical Association Journal of Ethics. 2014;16:547.

8. Baron D. Non-hormonal performance enhancement. هنا. Accessed Oct. 1, 2015.

9. Hall M, et al. Creatine supplementation. Current Sports Medicine Reports. 2013;12:240.