التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

اكتشافات جديدة عن ختان الذكور

استمع على ساوندكلاود 🎧

تحدثنا في مقالاتٍ سابقةٍ عن كلٍّ من فوائدِ ومضارِ الختان:

هنا

هنا

واليوم نعرضُ لكم دراسةً جديدةً حول هذا الموضوع نُشِرت في مجلة الجراحة البوليةِ The Journal of Urology، المجلةِ الرسميةِ للمنظمةِ الأمريكيةِ للجراحة البولية American Urological Association والتي نُشِرت في الإصدار رقم 195 من المجلة المنشورِ في حزيرانَ من عام 2016.

لم يُعرَف سابقاً إلا القليلُ عن النتائجِ طويلةِ الأمدِ التي يتسبب بها الختانُ عند الوليد على حساسيةِ القضيبِ لاحقاً في حياته كبالغٍ، ونظراً للعديدِ من الفرضيات والشائعاتِ القائمةِ حول هذا الموضوعِ تمَّ إجراءُ هذه الدراسة.

تكثرُ الفرضياتُ حولَ تأثيرِ الختانِ على حساسيةِ القضيب. واحدةٌ من الفرضياتِ التي يكثر تداولها – على الرغم من عدم إثباتها علمياً – تعتقدُ بأن الختانَ يقلّل من حساسيةِ القضيبِ عن طريقِ حدوثِ تقرّنٍ keratinization في بشرةِ رأس القضيب – والتي تُعرَف بالحشفة – بعد القيام بعملية الختانِ التي تتضمنُ إزالةَ الجزء الساتر لها والذي يُعرَف بالقلفة foreskin.

بينما تعتقدُ فرضيةٌ أخرى أن الختانَ - الذي يتسبّب بإزالةِ القلفة التي تحتوي على الكثير من النهايات العصبيةِ والمستقبِلاتِ الحسيةِ - يتسبّب بانخفاضِ حساسيةِ القضيبِ الجنسيةِ، ما يعني أن الرجال الذين لم يخضعوا للختانِ يستمتعونَ بالعملية الجنسية أكثرَ من الرجالِ المختونين.

غير أن تأثيرَ هذا الانخفاضِ المزعوم والناتج عن الختان على الوظيفةِ الجنسية للرجالِ يبقى كفرضيةٍ غير مُبرهَنة بشكلٍ كبير.

ولذلك قامت هذه الدراسةُ بتقييمِ حساسيةِ القضيب عند 62 رجلاً في مجموعتين من الرجال الأصحاء: 30 ممن تعرضوا للختان في صغرهم، و32 ممن لم يخضعوا له. وتم استخدامُ بروتوكولٍ اختباريٍّ يدعى بالاختبار الحسيّ الكميّ Quantitative sensory Testing لتقييم العتبةِ الحسيةِ والألميةِ عن طريق التنبيه بأليافِ اختبارٍ خاصةٍ تدعى أليافَ Von Frey، وتقييمِ العتبة الحسيةِ الحروريةِ والألميةِ الحراريةِ عن طريق محلِّل حراريّ Thermal analyzer، وتمت مقارنة النتائج بين مكان مرجعيٍّ هو الساعدُ والقضيبِ في 3-4 مواضعَ أساسيةٍ منه (الحشفة، متوسط جذع القضيب، جذع القضيب القريب من الحشفة، القلفة في حال وجودها).

ويجدرُ بالذكرِ أن هذه الدراسةَ اعتمدت على الدراساتِ التي سبقتها بفحصِ الإحساساتِ الأكثرِ صلةً بالمتعة الجنسية (الإحساساتِ الحرورية والعتبةِ الألمية)، ولم تعتمد على فحص عتبة إحساس اللمس الدقيق fine touch فحسب.

وقد تم اختبارُ وتقييمُ الفرضياتِ الثلاثةِ التالية:

يملكُ الرجالُ الذين تعرضوا للختان عتبةً حسيةً أعلى للإحساسات اللمسية والألمية، وبالتالي يملكونَ حساسيةً أقلَّ بالمقارنة مع الرجال الذين لم يتم ختانهم.

سيكون الفرق بين المجموعتين أكثرَ وضوحاً في الحشفةِ، حيث يُفترَض حدوث التقرنِ.

انخفاضُ العتبةِ الحسية المُقاسَة في القلفة (وبالتالي حساسيةٌ أكبرُ) بالمقارنة مع المناطق الأخرى للقضيب.

وبعد فحصِ حساسيةِ مكان الاختبار المرجعيِّ (الساعد) بالمقارنة مع حساسيةِ باقي أماكنِ القضيب، لم تدعم النتائجُ فكرةَ انخفاضِ حساسيةِ القضيب بعد زوال القلفة. وخلصتِ الدراسةُ إلى ما يلي:

لم تدعم النتائجُ فرضيةَ التقرّن، حيث لم يَظهر أيُّ فرقٍ بين المجموعتين (مع الختان أو بدونه) في حساسيةِ الحشفة (حيث يُفترَض حدوث التقرن). ولكن تجب الإشارة إلى أن البتَّ النهائيَّ في هذا الأمر يجب أن يعود بشكل أساسيٍّ إلى الفحص المخبريّ للخواصِ النسيجيةِ للحشفة لدى المجموعتين لإثبات أو نفي حدوث التقرّن، وذلك باستخدام التشريح المرضي.

لم تُظهِر نتائجُ الدراسة أيّ اختلافٍ بين حساسيةِ القلفةِ ومكانِ الاختبار المرجعيّ (الساعد)، وبالتالي وبشكلٍ مثيرٍ للاهتمام ومُناقِضٍ للفرضية السابق عرضها، لا تُعَد القلفة أكثرَ أجزاء القضيب حساسيةً، فقد كانت باقي أجزاءِ القضيب (الحشفة وجذع القضيب) أكثرَ حساسيةً للمنبهات الألمية من الساعد وبالتالي من القلفة. وبالتالي فإن إزالةَ القلفةِ لا يؤدي في الواقع إلى إزالةِ الجزءِ الأكثرِ حساسيةً من القضيب كما تم افتراضه سابقاً.

وفي النهاية يجدر ذكرُ أحد أهمّ العواملِ المُحدِّدة لفائدة هذه الدراسة، وهو عدم معرفة تبعات هذه النتائجِ على مفهومِ المتعةِ والوظيفةِ الجنسيةِ، ذلك أن الرابطَ بين الاختبار الحسيّ والإثارةِ الجنسية لم تتمّ دراستُه بعد.

المصدر:

هنا05535-4/abstract