الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

هل علينا أن نقولَ "لا" لأطعمتِنا المُحبّبة لإنجاحِ حمياتِنا الغذائية؟!

استمع على ساوندكلاود 🎧

يبدو أنّ الحلَّ الصحيحَ لا يكمنُ في التخلّي عن كلِّ الأطعمةِ المُفضّلة، فذلك لن يوصِلَنا إلى المكانِ الذي نصبو إليه. كما أنّ إجبارَ أنفسِنا على تناولِ أطعمةٍ لا نحبّذها لن يعودَ علينا بالفائدةِ على المدى الطويل، وهنا يأتي السؤال: هل يمكنُ أن نستفيدَ من هذهِ الحمياتِ الشديدة؟! أم أنّ علينا أن نبدأَ بتغييرِ قناعاتِنا وأساليبِنا لتحقيقِ الحياةِ الصحيّة؟

يجيبُ عن هذا التساؤل بحثٌ أُقيمَ في كليّةِ Hankamer للأعمال في جامعةِ Baylor University، وقد نُشِر البحثُ في مجلةِ علمُ النفسِ والتسويق The journal Psychology & Marketing وتضمّنَ ثلاثَ دراساتٍ وما مجموعه 542 مشاركاً.

ناقشَ البحثُ الاستراتيجياتِ التي يتّبعُها الأشخاصُ عندما يقررونَ إتّباعَ حميةٍ صحية، واعتمدَ على ناحيتين متعاكستين؛ الأولى تعتمدُ على وضعِ قائمةٍ طويلةٍ بما يجبُ علينا تجنُّبَهُ من حلوياتٍ وأطعمةٍ شهيّة، وقائمةٍ أُخرى ملأى بأطعمةٍ صحية لا يحبّونَ تناولَها، وهو ما يتميّزُ بهِ الأشخاصُ غيرُ القادرين على ضبطِ أنفسهِم تجاهَ أطعمتِهم المُفضّلة، فهم يشعرونَ دائماً بأنّهم غيرُ قادرينَ على الابتعادِ عن تِلك الأطعمة إلّا في حالِ وضعهم لقوانينَ شديدةٍ وصارمة للحميةِ الغذائية.

أما الإستراتيجيةُ الثانية، فتعتمدُ على وعي أكبرَ تِجاهَ نمطِ الحياةِ الصُحي، وتُميّزُ الأشخاصَ القادرين على تحديدِ الهدفِ والعملِ على تحقيقِهِ من خلالِ اختيارِ أطعمةٍ صُحيّة شريطةَ أن تكونَ من الأنواعِ المُحبّبةِ لديهم، وتضمينِها في وجباتِهم اليومية والابتعادِ عن أسلوبِ الامتناعِ الكامل، فالممنوعُ مرغوبٌ دائماً، ومن شأنِ الإستراتيجيةِ الأولى أن تُحبطَ من العزيمة وتُفشلَ الحميةَ الغذائيةَ فشلاً ذريعاً..

وبشكلٍ مختصر، فقد أكّدت النتائجُ أنّ الأشخاصَ ذوي الإرادةِ الضعيفة وعدمِ القدرةِ على ضبطِ النفس يميلونَ لإتّباعِ طريقٍ صعبِ النجاح، فهم دائمو التفكيرِ بتلكَ القائمة التي عليهم أن يتجنّبوها حتى يُذعِنوا إلى رغباتهم أمامها يوماً ما, ويعودُ الحالُ لما كانَ عليهِ قبلَ بَدْءِ الحميةِ الغذائية. وعلى الرغمِ من بساطةِ هذهِ النتيجة وبديهيّتها، إلّا أنّ من شأنِ ذلك أن ينعكسَ سلباً على الحالةِ النفسيّةِ للشخص، فيشعرُ بأنّ الفشلَ سيكونُ من نصيبهِ إن فكّر بإتّباعِ حميةٍ غذائيةٍ أو نمطِ حياةٍ مُغاير لما تعوّدَ عليه، فيزيدُ اليأسَ لديه حتّى نسمعَهُ يرددَ بعدَ فترةٍ عبارةَ "أنا غيرُ قادرٍ على إتّباعِ أيِّ حميةٍ غذائية، لأنّ مآلها سيكونُ الفشلَ الذريع".

أمّا الأشخاصُ ذوو الإرادةِ القويّة والقادرونَ على ضبطِ أنفسِهم عادةً ما ينجحونَ في الوصولِ إلى أهدافِهم، وذلكَ نتيجةً لميلِهم تِجاهَ إتّباع حمياتٍ غذائيةٍ تُحفّزُ على تناولِ الطعامِ الصُحي الذي يفضّلونَه دونَ الاهتمامِ بقائمةٍ طويلةٍ من الممنوعات، فهم قادرونَ على الاستمتاعِ بكل خطوةٍ من هذا الإنجاز مع السماحِ لأنفسِهم بتناولِ شيءٍ من الأطعمةِ المُحببة من فترةٍ لأُخرى فقط.

إذاً، وفي المرّةِ القادمة التي تُفكّرُ فيها بإتّباعِ نظامٍ غذائيٍ صحيّ، ركّز على قائمةِ الأطعمةِ الصحيّة وبالأخصّ تلكَ التي تستمتِعُ بتناولها، فإن كنتَ لا تُفضّل الملفوفَ كأحدِ خياراتِك الصحيّة، لا عليك، ولا تُجبر نفسكَ على أيّ شيء، بل حاول تناولَ الفريز مثلاً! ولا تكن دائمَ التفكير بقائمةِ الأطعمةِ غير الصُحيّةِ التي تفضّلُها وتشتهيها دائماً.

المصدر:هنا

الدراسة المرجعيّة :هنا