المعلوماتية > عام

لمسة التكنولوجيا في أولمبياد ريو 2016

استمع على ساوندكلاود 🎧

خلال الأربع سنوات المنصرمة، ومنذ أولمبياد لندن عام 2012، استمرت عجلة التّكنولوجيا بالتّقدم بشكلٍ مذهل.

وفي أولمبياد ريو 2016، تساهم التّكنولوجيا بتطوير مستوى المنافسين وجعل المنافسة أكثر تشويقاً من أيّ وقتٍ مضى.

وفيما يلي لمحة عن بعض التّقانات والأنظمة الالكترونية الجديدة الّتي ستبصر النّور لأوّل مرّة في الألعاب الأولمبيّة:

الكرة الطّائرة (الشّاطئية وداخل الصّالات):

ستستخدم تقنيّة إعادة اللّقطات المصوّرة (video review) لأوّل مرّة في لعبة الكرة الطّائرة في أولمبياد ريو، حيث يستطيع الفريق التّقدم بطلبٍ لإعادة لقطةٍ مشكوكٍ في صحتها.

ستُعرض الإعادة على الشّاشة الكبيرة في الملعب، بينما يقوم الحكم بالتّأكد من صحة اللّقطة، مما سيزيد من حماس الجماهير وحبسها لأنفاسها منتظرةً الإعادة ومتأملةً مصلحة فريقها.

السّباحة:

نسيان عدد الدّورات المتبقية هو أمر معروفٌ لدى سبّاحيّ المسافاتِ الطّويلةِ، حتّى المحترفين منهم.

لذا قام المطوّرون في شركة أوميغا بتزويد أولمبياد ريو بعدّاداتٍ رقميّةٍ تعمل تحت الماءِ وتقوم بعدِّ الدّوراتِ الخاصةِ بكلِّ سبّاحٍ.

تتوضّع العدّادات على أرضيّةِ كلِّ مضمارٍ، وتقوم بشكل أوتوماتيكيٍّ بالعدِّ عندما يقوم السّبّاحُ بلمس اللّوحةِ الخاصةِ المُتوضّعةِ على الحائط.

أي أنَّ السّبّاح يستطيع الآن التّركيز فقط على أدائه، غيرَ آبهٍ بالتّفكيرِ بعدد الدّوراتِ المُتبقيّة له.

استُخدمت هذه التّقنيّة لأوّل مرةٍ في بطولةِ العالم عام 2015 في كازان - روسيا.

التّجذيف:

بفضل نظام تحديد المواقع العالميّ (GPS) أصبح عشّاقُ ومشجعيّ رياضة التّجذيف على اطلاعٍ على سَيرِ السّباق أكبر من أيِّ وقتٍ مضى، حيث بإمكانهم مشاهدة السّباق بالتّزامن مع وقت حدوثه على الشّاشات الكبيرة.

يُربط جهازُ تحديد المواقع بكلِّ قاربٍ مشارك، ممّا يُتيح للجماهيرأيضاً متابعة البيانات الأساسيّة المتعلّقة بالقوارب كالسّرعة والاتجاه على سبيل المثال.

استُخدم هذا النّظام لأوّل مرّةٍ في الحدث التّجريبيّ للأولمبياد، وستكون تجربة جديدة ومختلفة لجماهير هذه الرّياضة، فالشّاشات الكبيرة ستجعل من الممكن رؤية التّكتيكات والخطط المختلفة للفرق وبشكلٍّ خاص عند وجود تغيُّر في السّرعة.

الرّماية(القوس والسّهم) :

في هذه المسابقة التّقليدية، سيتمّ استبدال الحَكَم بنظامٍ الكترونيٍّ عالي الحساسيّة.

في حين أنَّ الهدف الورقيّ لا زال كما هو، إلّا أنَّه يُعتَبر الآن كواجهة لنظامٍ الكترونيٍّ عالي الحساسيّة والّذي سيُغيّر من تجربة الـجماهير للرّياضة.

حين يصيب السّهم الهدف، سيُظهِر النّظام النّتيجة بشكلٍ فوريٍّ على الشّاشة الكبيرة بدقةٍ عاليةٍ جداً تصل إلى 0.2 ملم، أي أكثر دقةً مما تستطيع العين البشريّة تحديده.

ولإضافة الحماس، سيتمكّن الجماهير في أولمبياد ريو من متابعة معدّل نبضات قلب الرّياضيين في الزّمن الحقيقي.

الرّماية (بندقية) :

استخدمت هذه الرّياضة الهدف الالكترونيّ منذ أولمبياد بكين 2008، لكن في أولمبياد ريو 2016 تمّ تطوير النّظام ليعمل على تقنية اللّيزر مُستبدِلاً النّظامَ الصّوتيَّ السّابق، فأصبح بالإمكان حساب النّتائج بدقةٍ ميليمتريّةٍ.

كما وتساعد التّقنيات الحديثة على رفع مستوى الأمان في هذه الرّياضة، فستُرفَق بطاقات تحديد الهويّة بموجات الرّاديو (RFID) بجميع الأسلحة المُستخدَمَةِ في أولمبياد ريو حتّى يتسنى للمنظّمين معرفةَ أماكنِ تواجدِ جميع الأسلحة في أيّة لحظةٍ زمنيّةٍ.

رفع الأثقال:

تُعتَبر هذه الرّياضة أحدُ أكثرِ الرّياضات دراماتيكيّةً في الألعاب الأولمبيّة لما تحتويه من اختباراتٍ كبيرةٍ لقوةِ الإنسان وقدرتِه على التّحمل.

ستُضاف خدمةٌ أخرى لتجربةِ الجماهيرِ هذا العام، وذلك عبر عربةٍ تحمل كاميرا والّتي ستتبع حركات جميع اللّاعبين على البساط.

أي على عكس المرّات السّابقة والّتي كانت محصورة بزاويةٍ واحدةٍ فقط، أصبحت الآن جميع الزّوايا مغطّاة ومُتاحة للمشاهدة.

الواقع الافتراضي:

لأوّل مرّة ستقوم الشّركة المسؤولة عن خدمات بثِّ الألعابِ الأولمبيّة ببثِّ صورةٍ عاليةِ الوضوح بتقنيّة الواقع الافتراضيّ لحفليّ الافتتاح والختام، إضافةً لمنافسةٍ واحدةٍ بشكلٍ يوميٍّ.

أثناء التّحضيراتِ للألعابِ قامت شركة سامسونج بإطلاقِ فيلمٍ يعمل بتقنيّةِ الواقع الافتراضيِّ وتقنيّة العرض ذو الـ 360 درجة يُدعى vanuatu dreams، والّذي يمكن تجربته بواسطة عدساتِ الواقع الافتراضيّ الخاصة بالشّركة.

يعرض الفيلمُ رحلةّ لاعبي الكرة الطّائرة من إحدى جزر المحيط الهادئ أثناء رحلتهم في التّصفيات المؤهلة لأولمبياد ريو.

التّقنيّات القابلة للارتداء:

قامت شركة الدّفع الالكترونيّ فيزا بالشّراكة مع أحد البنوك البرازيليّة بإطلاقِ سِوارِها المُبْتَكَر الّذي يستطيع الزّوار في ريو استخدامه كبطاقةٍ تَعمل بالتّماس للدّفع مقابلَ الخدماتِ والحاجيات.

يستخدم السِّوار تقنيّة التّواصل قريبِ المدى (NFC) في عمليّات الدّفع، وستُطَبّق هذه التّقنيّة في جميع نقاط البيع في المدينة الأولمبيّة والبالغِ عدَدَها 4000 نقطة.

كما وأطلقت الشّركة جهازاً آخر يستخدم نفس التّقنيّة في أولمبياد ريو، وهو عبارة عن خاتَمٍ للدّفعِ مربوطٍ بحسابِ فيزا.

سيُعطَى الخَاتَم للـ 45 رياضيٍّ الّذين ترعاهم الشّركة.

لا يحتاج الجهاز بطّاريّة ولا أيّة عمليةٍ لإعادة الشّحن كما أنّه مقاومٌ للماء ويتحمل الضغط حتّى عمق يصل لخمسين متراً. .

التّكنولوجيا صديقة البيئة:

نقلت الشّركة المسؤولة عن تقانةِ المعلوماتِ معظَم عمليّاتِها الأساسيّة إلى البيئة السّحابيّة، مُقلِلَةً من الحاجةِ للخوادم ومُخفِفَةً من الآثار الكربونيّة الّتي ستُخلِّفُها الشّركة وراءها.

وللمقارنة، استخدمت نفسُ الشّركة في أولمبياد لندن 2012 ما عدَدَه 719 مخدّماً والّذي سيتقلّصُ بدوره إلى 250 مخدّماً فقط في أولمبياد ريو.

قامت الشّركة بتجربة الخدمات السّحابيّة قبل الأولمبياد ولمدة ثلاثةِ أيّامٍ، والّتي أعطت نتائجَ إيجابيّة أثبتت نجاحها من مختلف النّواحي بما فيها الأمنيّة و المخاطر الطّبيعيّة.

ونرى في الختام أنّ التّقنيّة تدخل في حياتنا بشكلٍ مُتسارعٍ يوماً بعد يوم، فمع دخولِها عالم الرّياضة بهذا الشّكل، ما الّذي تتوقعونَه لأولمبياد طوكيو 2020 ؟

-------------------------------------------------------------------------------------

المصدر:

هنا