الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

تأثيرُ الكحولِ على النشاطِ الرياضي

استمع على ساوندكلاود 🎧

يلجأُ بعضُ الأشخاصِ إلى تناولِ أنواعٍ معيّنةٍ من الموادِ أو المركّبات, بهدفِ رفعِ أدائِهم وتجنّبِ التعبِ والإرهاق. وتُعتبرُ الموادُ المُحفِّزة للنشاط أهمُّ هذهِ المُركّبات, وتشملُ طيفاً واسعاً من الموادِ ذاتِ المنشأ الطبيعي أو الكيميائي (الموادُ المحفّزة للنشاط هنا).

وتُبيّنُ الإحصائياتُ أنَّ الرياضيينَ هم الأكثرُ تناولاً لهذا النوعِ منَ الأدوية مقارنةً بالأشخاصِ غير الرياضيين. وتُشيرُ بعضُ الدراساتِ إلى أنَّ أكثرَ أنواعِ المحفّزاتِ استعمالاً هي محفزاتُ الجهازِ العصبي، حيث أُجريت دراسةٌ – تمَّ نشرُ نتائجِها في مجلّةِ Journal of Studies on Alcohol and Drugs- شملتْ 234 طالباً رياضياً تراوحتْ أعمارُهم بينَ 18-26 بهدفِ تحديدِ أكثرِ أنواعِ مُحفّزاتِ النشاطِ المُتناولة، وبيّنت الدراسة أنّ الكحولَ يتصدّرُ قائمةَ المشروباتِ المُتناولة.

تزدادُ الضغوطُ النفسيّة على الرياضيين قبلَ المباريات, مما قد يشكّلُ دافعاً أساسياً لتناولِ الكحول بحجّةِ تخفيفِ الضغط وتأخيرِ التعب عبرَ الطاقةِ المُقدّمة من الكحول _كما يعتقدون_ إضافةً لبعضِ العواملِ البيئيةِ الأُخرى المساعدة كتأثيرِ الوسطِ المحيط كما هوَ الحال في الرياضاتِ الجماعية وتشجيعِ وجودِ الجماعة أو بعضِ أعضاءِ الفريق على تناولِها.

والسؤالُ المُهم هو هل فعلاً تناولُ الكحولِ قبلَ المباراةِ مُباشرةً أو حتّى قبلَها بفترةٍ, يساعدُ على زيادةِ النشاطِ والطاقةِ لدى الرياضيين؟

تبيّنُ إحدى الدراسات التي أُجريت على 5 متسابقين في رياضةِ الجري لمسافاتٍ مُتنوعة ( 100م- 200م – 300 م- 400 م) والتي نُشرِت نتائجُها في مجلّةِ British Journal of Sports Medicine، أنَّ الكحولَ لم يُبدِ فعاليةً إيجابيةً على أداءِ المشاركينَ ولا حتّى في تأخيرِ الشعورِ بالتعب بل وعلى العكسِ من ذلك, تبيّنَ أنَّ الكحولَ يزيدُ من شعورِهِم بالتعبِ المُبكّرِ ويؤثّرُ سلباً على نشاطِهم. في الواقع وبالرغمِ من عددِ السُعراتِ الحراريةِ الكبيرة التي يزوّدُ الكحولُ الجسمَ بها (7 سعراتٍ لكلِّ غرامٍ واحد) إلا أنَّهُ لا يوجدُ أي إثباتٍ علميٍ لحدِّ هذهِ اللحظة يبيّنُ أنَّ الكحولَ يُستخدمُ كمصدرٍ رئيسيٍّ للطاقةِ خلالَ المباراة أو يُستخدمُ كبديلٍ للطاقةِ عن النشويات أو عن الدسم.

ومِن جهةٍ أُخرى فإن تناولَ الكحولِ قد يزيدُ التعبَ أثناءَ المباراة, وذلكَ لسببين اثنين: الأوّل هو أنَّ كميّةَ السعراتِ الحراريةِ الضروريةِ لاستقلابِ الكحولِ أكبرُ مِن تلكَ اللازمة لاستقلابِ النشوياتِ أو الدسم مما يكلّفُ الجسمَ عِبئاً إضافياً كبيراً أثناءَ المباراة. والسببُ الثاني هو أنَّ نواتجَ استقلابِ الكحول قد تدخلُ العضلاتِ لكنّها لا تشكّلُ عُنصراً أساسياً لها.

كما أنَّ تناولَ الكحولِ يزيدُ من الإدرارِ البولي مما يؤثّرُ على درجةِ حرارةِ الجسمِ أثناءَ المباراة, ويؤثّرُ على الأداءِ الرياضي، وفي دراسةٍ أُجريت على عددٍ من الرياضيينَ الذينَ يقودونَ الدراجاتِ لمدّةِ نصفِ ساعة، تبيّنَ أنَّ تناولَ الكحول يزيدُ من سرعةِ دقّاتِ القلب.

وخِتاماً لابدَّ مِن التنويه إلى أنّ الكحولَ ليس بمحفّزٍ للنشاطِ الرياضي, وأنَّ تناولَه بشكلٍ دائمٍ يسببُ الإدمان، وهوَ سببٌ أساسيٌّ لتشمّعِ وسرطانِ الكبد عدا عن أثرِه السلبي على امتصاصِ فيتامين B1 (الثيامين)، و تبقى الراحةُ والغذاءُ المناسب للتمارينَ المتّبعة أو النشاطاتِ المبذولة هي أساسُ زيادةِ تركيزِ وإنتاجيّةِ الرياضي.

إعداد: كندة حبيب

المصادر:

1. JENNIFER F. BUC KMAN، DAVID A . YUSKO، HELENE R. WHITE، and ROBERT J. PA NDINA، Risk Profile of Male College Athletes Who Use Performance-Enhancing Substances 2009، JOURNAL OF STUDIES ON ALCOHOL and Drugs

2. David A. Yuskoa،1، Jennifer F. Buckmana، Helene R. Whitea،*، and Robert J. Pandina، 2008. Risk for excessive alcohol use and drinking-related problems in college student athletes. National Institute of health، 33(12): 1546–1556

3. Williams، M، 2007. Nutrition For Health، Fitness and Sport. 8th edition، McGraw-Hill. P.478-485

4. L. McNAUGHTON، and D. PREECE ، 1986، ALCOHOL AND ITS EFFECTS ON SPRINT AND MIDDLE DISTANCE RUNNING، Brit.J.Sports Med. - Vol. 20، No. 2، pp. 56-59