الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الفواكه والكحول وعلاقتهما بخطر الإصابة بسرطان الثدي

استمع على ساوندكلاود 🎧

ترتبط العديد من الأمراض بطبيعة الأغذيةِ التي نتناولها والمشروباتِ التي نشربها وتُعدُّ السرطاناتُ نوعاً من هذه الأمراض، وبسبب العلاقة القوية بين تناول الغذاء السليم والتقليلِ من خطورة هذه الأمراض عكف الباحثون على دراسة تأثير الأغذية المختلفة على بعض أنواع السرطانات كسرطان الثدي.

وفي هذا المجال نُشِرت دراستان في مجلة BMJ إحداهما حول تأثير تناول الفاكهة بكثرةٍ خلال مرحلة المراهقة على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، أما الثانيةُ فقد درسَتْ تأثيرَ الاستهلاك المرتفع من الكحول في المراحل المتقدمة من الحياة على ازدياد خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ويُعتقد بأنَّ كُلاً من الفواكه والخضراوات لها دورٌ في الوقاية من سرطان الثدي، لكنَّ الأدلةَ على ذلك لا تزال متعارضةً، حيث أنَّ معظمَ الدراساتِ اهتمّت بمدخولَ الفواكه والخضراوات في منتصف العمر وبعد انقطاع الدورة الشهريّة، أي في الفترةِ التي تكون أنسجةُ الثدي خلالها أكثرَ عُرضةً للتأثيرات المُسَرطِنة، دون اهتمامٍ كبيرٍ في المراحل المبكرة من العمر.

لذلك أراد فريقٌ من الباحثين في الولايات المتحدة معرفةَ ما إذا كان هنالك تأثيرٌ لاحقٌ للاستهلاك المرتفع للخضار والفواكه خلال فترة المراهقة على خطورة الإصابة بسرطان الثدي، فقاموا بمتابعة 20،000 ممرضةً على مدى أكثرَ من 20 سنةً، قمن خلالها بتسجيل نظامهنّ الغذائي المتبع في سن البلوغ، كما ذكر نصفُهُنَّ معلوماتٍ حول النظام الغذائيّ المُتبع خلال فترة المراهقة أيضاً.

أظهرت النتائج أنَّ استهلاكَ الفواكه المرتفع خلال المراهقة (2.9 حصةً يومياً) كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي المُشَخَّص في المرحلة المتوسطة من العمر بنسبة 25% مقارنةً بالاستهلاك المنخفض (0.5 حصة يومياً). كما لُوحظ أنَّ تناول التفاح والعنب والبرتقال والكرنب والموز خلال مرحلة المراهقة كان مرتبطاً مع انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي، بينما لم يُلَاحَظ هذا التأثير عند تناول عصير الفاكهة خلال مرحلة المراهقة أو سن البلوغ.

ويؤكد مؤلفو هذه الدراسة أن النتائجَ التي توصلوا إليها تتفق مع التوجيهاتِ السابقةِ للوقاية من السرطان والتي تنصح بتناول المزيد من الخضار والفواكه، مع التركيز بشكلٍ خاص على أهميّةِ الخيارات الغذائية خلال فترةِ المراهقة.

ووفقاً لباحثينَ في جامعة أكسفورد فإننا بحاجةٍ إلى أدلةٍ أكثرَ من أجل استخلاص النتائج التي توضح الارتباط الوقائيَّ بين تناول الفواكه في المراهقة وخَفْض خطر الإصابة بسرطان الثدي، علماً أنّ فائدةَ هذه الأطعمةِ وآثارَها الصحيّةَ على الجسم معروفةٌ ومثبتةٌ مسبقاً.

أما فيما يتعلق بعلاقة الاستهلاك المرتفع للكحول وخطر الإصابة بسرطان الثدي فقد تمت متابعة صحة حوالي 22،000 امرأةٍ في سن اليأس (أي بعد انقطاع الطمث) في الدنمارك، وتبين أن النساء اللاتي زِدنَ مدخولَهُن اليومي من الكحول ليصبح كأسين يومياً على مدى 5 سنوات زاد خطرُ إصابتِهنّ بسرطان الثدي بنسبة 30%، بينما انخفضت لديهن نسبة الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 20% بالمقارنة مع النساء اللاتي كان مدخولهن اليومي من الكحول مستقراً وثابتاً. بينما لم يكن هنالك ارتباطٌ واضحٌ بين خفض تناول الكحول على مدى السنوات الخمس وانخفاض نسبة الإصابة بسرطان الثدي أو أمراض القلب التاجية عند النساء.

وصرَّح الباحثون أن نتائجهم تتوافق مع الفرضية القائلة بوجود تناسبٍ عكسيٍّ بين استهلاك الكحول والإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب التاجية. علماً أنَّ نتائج هذا البحث المتعلقة بسرطان الثدي تتوافق مع الأبحاث السابقة، أما فيما يتعلق بتأثير الكحول على خطر الإصابة بنقص تروية القلب فإنه لا يزال غيرَ مؤكدٍ إلى الآن.

قد تكون هنالك بعض الفوائد للاستهلاك المنخفض أو المعتدل من الكحول، لكن تناول الكحول قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو بأمراضٍ أخرى. ومع ذلك فإننا ما زلنا بحاجةٍ إلى معرفة الآثار المُحتملة للعوامل الأخرى قبل استنباطِ نتائجَ قطعية حول المسببات والنتائج.

المصدر:

هنا

الدراسات المرجعية:

1. Maryam S Farvid، Wendy Y Chen، Karin B Michels، Eunyoung Cho، Walter C Willett، A Heather Eliassen. Fruit and vegetable consumption in adolescence and early adulthood and risk of breast cancer: population based cohort study. BMJ، 2016; i2343 DOI: هنا

2. Marie K Dam، Ulla A Hvidtfeldt، Anne Tjønneland، Kim Overvad، Morten Grønbæk، Janne S Tolstrup. Five year change in alcohol intake and risk of breast cancer and coronary heart disease among postmenopausal women: prospective cohort study. BMJ، 2016; i2314 DOI: هنا