الفلسفة وعلم الاجتماع > أعلام ومفكرون

إيمانويل كانط، عملاق الفلسفة النقديّة

استمع على ساوندكلاود 🎧

وُلد إيمانويل كانط (Immanuel Kant) في 22 أبريل 1724، في مدينة كونيغسبرغ (Konigsberg) قُربَ الشاطئ الجنوبيِّ للبلطيق، والتي تُعرف اليومَ بـ(كالينينغراد - Kaliningrad)، وكانت حينَها عاصمةً لشرقِ بْروسيا، واللغةَ السائدةَ فيها هي الألمانيّة.

وُلد في عائلة تَقويّة، ودَرَس في مدرسة دينيّة تَقويّة كذلك، إلّا أنه وعلى الرغم من كل ما تعلّمه في هذه المدرسة من أفكار وعلوم ولاهوت؛ لم يتأثّرْ بأيِّ شيءٍ بقدر تأثُّرِه بوالدَيْه؛ إذْ كانا بعملهما الجادِّ، وصدقِهما، ونظافتِهما، واستقلالِهما؛ مثالًا له.

ارتاد بعد ذلك جامعةَ مدينتِه ألبيرتينا (Albertina)، وكان الفضلُ لأستاذِه مارتن كنوتسن (Martin Knutzen) في تعريفه أعمالَ إسحاق نيوتن التي تأثّر بها بشكل واضح في عمله الأول؛ (أفكارٌ في التقدير الحقيقيِّ للقوّة الحيّة -Thoughts on The True Estimation of Living Forces) عامَ 1747، والذي كان محاولةً ناقدةً لتوسُّطِ نزاعٍ في الفلسفة الطبيعيّة، بين أنصار غوتفريد لايبنتس، وأنصارِ نيوتن؛ حولَ المقياس الصحيح للقوّة.

عمل بعدَ تخرُّجِه معلِّمًا خاصًّا لمدّة 6 سنوات، عاد بعدها إلى الجامعة التي دَرَس فيها، لكنْ معلِّمًا هذه المرّة، وبَقِيَ فيها إلى أنْ تقاعد عامَ 1796. كتبَ خلال هذه المدّة كُتبَه، ثم تُوفّي عامَ 1804، قُبيلَ عيدِ ميلادِه الثمانين.

يُعَدُّ كانط رمزًا جوهريًّا في الفلسفة الحديثة، دَمج العقلانيّةَ الحديثة المبَكّرة التجريبيّة، ووضع معاييرَ الكثيرِ من فلسفات القرنين التاسعَ عشرَ والعشرين، وما زال تأثيرُه باديًا إلى اليوم في الميتافيزيقا، والإبستمولوجيا، والفلسفةِ السياسيّة، وغيرِها.

الفكرةُ الأساسيّةُ لكانط هي الفلسفةُ النقديّة (Critical Philosophy)، وتتّضح بشكل خاصٍّ في كُتبِه:

• نقدُ العقلِ الخالص 1787-1781 (The Critique of Pure Reason).

• نقدُ العقلِ العمليّ 1788 (The Critique of Practical Reason).

• نقدُ قوّةِ الحُكم 1790 The Critique of The Power of Judgment).

حيث يرى أنّ الفَهْمَ الإنسانيَّ هو مصدرُ القوانين العامّة للطبيعة، التي هي أساسُ كلِّ تجارِبِنا،

وأنّ العقلَ الإنسانيَّ يعطي نفسَه القانونَ الأخلاقيَّ الذي نعتمده دعامةً للإيمان باللهِ، وبالحريّةِ، والخلود.

إنّ المعرفةَ العلميّةَ، والأخلاقَ، والاعتقادَ الدينيَّ عند كانط هي معارِفُ (آمنةٌ) منسجمة مع بعضها البعض؛ لاعتمادِها على الأساسِ نفسِه؛ ألا وهو استقلاليةُ الإنسان، والذي هو الغايةُ القصوى للطبيعة، وَفْقَ النظرةِ (الغائيّةِ) للحكم، التي يقدّمها كانط لتوحيد الأجزاء العمليّة والنظريّة في نظامِه الفلسفيّ.

المرجع:

هنا