الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

عادات الفطور وتأثيرها على استقلاب الوجبات الصباحية

استمع على ساوندكلاود 🎧

إن الارتفاع المستمر في نسبة الغلوكوز بعد تناول الوجبات يعد مسبباً قوياً لضعف السيطرة على نسبة السكر في الدم، كما يرتبط مع زيادة خطر تطور مرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته من أمراض القلب والأوعية الدموية. وبالتالي لتفادي الخطر المحتمل على المدى الطويل، يجب تحديد الاستراتيجيات الغذائية التي يمكن أن يتبعها الفرد منذ الصغر للحد من ارتفاع نسبة الغلوكوز بعد الوجبات، والذي يمكن أن يمنع حدوث مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. وبناءً عليه، فإن التغذية في عمر المراهقة تعتبر مرحلة وسطية مهمة لترسيخ أسس التغذية الصحية لدى الفرد البالغ.

وبما أن الفطور هو الوجبةَ الأولى خلال اليوم، فلا بدّ أن يتميز بأهميةٍ خاصةٍ عن غيره تسمح له بلعبِ دورٍ مؤثّر في آلية استقلاب الأغذية في الجسم. ولذلك عمدَ فريقٌ من الباحثين في جامعة ميسوري إلى دراسةِ تأثير تناول وجبة الفطور ونوعيتها على استجابة الجسم وتغير مؤشر سكر الدم، وتمّ ذلك من خلال إجراء مقارنةٍ بين متطوّعات يهملن وجبة الفطور، وأخرياتٍ يواظِبن على تناولها بشكل روتينيّ.

شملت الدراسة 35 مراهقةً من ذوات الوزن الزائد (مؤشر كتلة الجسم BMI لديهنّ بحدود 28.4 كغ/م2)، وتم توزيعهن وفق ما يلي:

أولاً - مجموعة المتطوعات اللواتي يهملن وجبة الفطور: بلغ عددهن 20 متطوعةً، وتم تقسيمهن إلى ثلاث فئات؛ أُعطيت الأولى فطوراً غنياً بالكربوهيدرات ومعتدل المحتوى من البروتينات (12 غراماً فقط)، وأعطيت الثانية فطوراً غنياً بالبروتينات (32 غراماً)، في حين طُلب من الفئة الثالثة أن تحافظ على عادتها بتخطّي وجبة الفطور. واستمرت تجربة هذه المجموعة ثلاثة أيام متتالية.

ثانياً – مجموعة المتطوعات اللواتي يواظبن على تناول الفطور: وعددهن 15 متطوعة، وتم تقسيمهن إلى فئتين فقط. ووفقاً لبنفس الكميات المذكورة في المجموعة السابقة أعطيت الفئة الأولى فطوراً غنياً بالكربوهيدرات ومعتدل المحتوى من البروتينات أـيضاً، بينما أعطيت الثانية فطوراً غنياً بالبروتينات.

في اليوم الرابع، قام الباحثون بقياس نسبة الغلوكوز في الدم على مدار اليوم.

النتائج:

لدى تحليل نتائج متطوعاتِ المجموعة الأولى، وجد الباحثون أن الفطور مرتفع البروتين (32 غراماً) أدّى إلى رفع نسبة الغلوكوز وضعف القدرة على ضبطه على مدار اليوم، وذلك بالمقارنة مع المتطوعات اللواتي تخطّين وجبة الفطور بشكلٍ كامل. في حين لوحظ أن الفطور الغني بالكربوهيدرات ومعتدل المحتوى من البروتين (12 غراماً) لم يؤثر على نسبة الغلوكوز بنفس الشكل.

من جهة أخرى، تجلّت أهمية وجبة الفطور في نتائج تحليل البيانات الخاصة بالمجموعة الثانية، والتي يواظب أفرادها على تناول الفطور بشكل روتيني. حيث لوحظ انخفاض في نسبة الغلوكوز على مدار اليوم لدى الفئة التي تناولت وجبة مرتفعة المحتوى من البروتين مقارنةً بمن تناولن وجبةً مرتفعة الكربوهيدرات ومعتدلة المحتوى من البروتينات.

قد تشير هذه النتائج إلى تراجعٍ مضطردٍ في القدرة على استقلاب الكميات المرتفعة البروتين لدى الأفراد الذين يميلون إلى إهمال وجبة الفطور. ويؤّد الباحثن على ضرورة المواظبة على تناول الفطور كوجبة أساسية خلال اليوم.

أما بالنسبة لأولئك الذين يهملون وجبة الفطور عادةً، فعليهم أن يُسارعوا بالالتزام بتناول هذه الوجبة فترةً من الزمن، ثم ينتقلوا تدريجياً إلى زيادة محتواها من البروتين لما لذلك من تأثيراتٍ إيجابيةٍ على مؤشر سكر الدم. ويمكن الحصول على الكميات المناسبة من البروتين من خلال تناول البيض المخفوق، واللبن على سبيل المثال.

المصدر:

هنا

هنا

.............................................................

للمزيد حول فائدة وجبة الفطور يمكنكم قراءة مقالاتنا التالية:

وجبة الفطور أهم مما تعتقد!: هنا

الفطور ... وجبةٌ لا تهملها وبأربع خطوات جهزها: هنا

تناول الفطور الصحي ودوره في خسارة الوزن: هنا

الفطور الغني بالبروتين يقلل خطر السكري عند النساء: هنا