الكيمياء والصيدلة > كيمياء

أحد حلول مشكلة الأمطار الحامضية

اكتشف فريق متخصّص في علم الأحياء من جامعة تكساس في أرلينغتون، في دراسة أجريت بالتعاون مع الهيئة الامريكية للمسح الجيولوجي، أن تجميع المياه في المناطق الرطبة يمكن أن يشكل حلاً طبيعياً لمشكلة تلوث الجداول المائية بسبب الامطار الحمضية.

فإنطلاقاُ من هذه الدراسة تأكد الأستاذة المساعدة في علم الأحياء "صوفيا باسي" أن الزيادة في مستوى المواد العضوية في المياه السطحية في مناطق أمريكا الشمالية وأوروبا و التي تعرف أيضا باسم "brownification" تحمل فوائد للنظم الإيكولوجية المائية.

قام الفريق بتحليل عينات من المياه أخذت من محمية "أديرونداك" الشجرية، وهي منطقة تتكون من ستة ملايين فدان في شمال شرق نيويورك حيث كانت جبال أديرونداك قد تعرضت لتلوث حمضي ملحوظ لغلافها الجوي، ما لبث أن أدى إلى إرتفاع نسبة الأحماض في الجداول المائية والبحيرات والتربة نتيجة لترسب هذه الأحماض لاحقاً.

فالأحماض غير العضوية القادمة مع الأمطار، ما تلبث أن تتسرب عبر تجمعات المياه سيئة التخزين، مطلقة الألومنيوم السام في التربة والجداول المائية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك القضاء على أنواع كثيرة من الطحالب واللافقريات والأسماك والبرمائيات.

تقول "صوفيا باسي" يجب على البيئيين والمسؤولين الحكوميين البحث عن سبيل جدي وفعال للحد من تحمض و تلوث المياه السطحية بالألومنيوم ل 40 عاماً القادم. ففي حين أن قانون الحد من تلوث الهواء دخل حيز التطبيق، لا تزال المشكلة بدون حل. وأضافت، نأمل أن تتبنى الجهود المستقبليه خططا تستفيد من الأراضي الرطبة كمصدر طبيعي لحل معضلة تحمض الجداول المائية.

جمع الفريق 637 عينة من 192 نقطة من حوضي و مجاري نهري "بلاك" و "أوسويغاتچي" في جبال أديرونداك، بهدف مقارنة التنوع البيولوجي من العوالق و الطحالب، بالنسبة لمستويات الأحماض العضوية وغيرالعضوية. وجد الباحثون أن الجداول المائية المتصلة بالأراضي الرطبة احتوت مستويات عالية من المواد العضوية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستويات الألمنيوم السامة و الأحماض غير العضوية الضارة.

يقود فريق العمل "صوفيا باسي" أستاذة مساعدة في علم الأحياء إلتحقت بكلية العلوم في جامعة تكساس في أرلينغتون عام 2001، كما يضم "كاترينا پوند"، طالبة دكتوراه تعمل تحت إشراف "صوفيا باسي"، و هي المؤلف الرئيسي للدراسة بالإضفة ل "غريغوري لورانس" ، من مركز العلوم المائية في الهيئة الامريكية للمسح الجيولوجي في نيويورك.

يعتقد واضعو الدراسة أن التيارات و الجداول المائية الغنيه بالأحماض إذا ما وصلت إلى الأراضي الرطبة فإنها تخصب بالمواد العضوية، اللتي بدورها تفكك الألومنيوم السام و تحد من آثاره السلبية.كما أن هذه المواد العضوية تحفز عمل الميكروبات المسؤلة عن خفض مستويات الأحماض الغيرعضوية.

ففي حين ينظر العديد إلى تشكل ال "brownification" كنتاج سلبي للتطور مسؤول عن انخفاض جودة المياه العذبة. و يعتبرون أن وجود هذه الكميات من المواد العضوية مرتبط بتغير المناخ. فإن الدراسة التي بين أيدينا تفيد بإمكانية الإستفادة من هذه المواد العضوية المفيده لإعادة إنعاش البيئات البيولوجية.

يأمل الباحثون من خلال هذه الدراسة لفت نظر القيمين لأهمية إنشاء أو توجيه الجداول المائية و ربطها بتجمعات مائية في الأراضي الرطبة، بما يضمن حل رديف لمشكلة المياه الحمضية، بالإضافة لطريقة التجيير المستخدمة حالياً، مع الإشارة إلى أن فاعلية طريقة التجيير ما زالت مصدر تشكيك الكثير من العلماء.

التحمض، هوإرتفاع نسبة الأحماض غيرالعضوية في بيئة طبيعيّة ما، مثل حامض الكبريتيك والنيتريك، الناتجة عن تلوث الغلاف الجوي بالإنبعاثات الصناعيّة.

التجيير هو إضافة الجير و مواد غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم إلى التربة بهدف التخفيف من مستويات الأحماض.

المصدر:

هنا

هنا

هنا