الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

سلسلة كيف يعمل جسم الانسان - الغدد: الثدي

استمع على ساوندكلاود 🎧

الثدي غُدَّةٌ بارزةٌ منتِجةٌ للحليب، متوضعةٌ على الوجه الأمامي للصدر، أما ثديُ الرجلِ فعبارةٌ عن نسخةٍ غير متطورةٍ من ثدي المرأة.

يختلفُ حجمُ وشكلُ الثدي من امرأةٍ إلى أخرى، بل ويختلفُ أيضاً لدى الأنثى نفسِها بين مراحل حياتها المختلفة: خلال الدورة الطمثية، وفترة الحمل، وبعد سن اليأس. ولأخذِ العلم، إنَّ حجمَ الثدي لا يُمكنُ أنْ يزدادَ بإجراءِ تمارينَ رياضيةٍ، وذلك لعدمِ احتوائِه على أيّ نسيجٍ عضلي، بل يحوي فقط على أربطةٍ مُتشابكةٍ ضمنَ الدهون والنسج. وكذلك لا تعتمدُ كميةُ الحليبِ على حجمِ الثدي (إذ تكونُ محددةً وراثياً).

لمحة تشريحية:

يتوضَّعُ الثديُ أمامَ العضلةِ الصَّدرية الكبيرةِ، بين الضلعين الثاني والسادس، ويتألَّف على نحوٍ أساسيٍ من نسيجٍ شحمي (اللون الأصفر في الرسم أعلاه) ونسيجٍ غُدّي، وتختلفُ النسبةُ بينهما من أنثى لأخرى، وكذلك لدى الأنثى نفسِها خلالَ مختلفِ مراحلِ حياتِها.

يُقسمُ كلُّ ثديٍ إلى 15-20 فَصَّاً يتشعَّبُ ابتداءً من الحلمةِ نحو الداخل، حاوياً ضمنَه عناقيدَ من غددٍ مُفرزةٍ للحليبِ تملك أقنيةً تنفتحُ على الحَلمة (لنقل الحليب أثناء الرّضاعة). هذا وتُثبِّتُ أربطةٌ مُعلِّقةٌ تُسمَّى أربطةَ كوبر، الغددَ على العضلةِ الصدريَّةِ الكبيرة. نطلقُ على التصبُّغِ الأغمقِ المُشاهَد حولَ الحلمةِ كالحلقة اسمَ "الهالة".

لمحةٌ فيزيولوجية:

المَهمَّةُ الرئيسيةُ للثدي هي: الإرضاع:

يؤثِّرُ على عملية الإرضاع بشكلٍ مُباشَرٍ هُرمونان هما: البرولاكتين والأكسيتوسين، وهناك عدَّةُ هُرموناتٍ أخرى تؤثِّرُ بشكلٍ غير مباشرٍ على عمليةِ دَرّ الحليب كالأستروجين.عندما يَمصُّ الرضيعُ الحَلمةَ تتحرَّضُ تنبيهاتٌ حسيةٌ تنتقلُ من الحَلمة إلى الدماغ، وكاستجابةٍ على ذلك، يفرزُ الفّصُّ الأماميُّ للنُّخامة البرولاكتين، ويفرزُ الفَصُّ الخلفيُّ الأوكستوسين.

إنَّ هرمون البرولاكتين أساسيٌّ لإفرازِ الحليبِ من خلايا الحُويصلات الغُّدية، وأثناءَ الحملِ يرتفعُ مستوى البرولاكتين في الدَّم بشكلٍ ملحوظ، ويُحرِّض على نموّ وتطوّرِ النَّسيج الغُّديّ في الثدي للتحضير لإنتاج الحليب، أما هُرمون الأوكسيتوسين، فمسؤولٌ عن جعل الخلايا الظِّهاريَّة العضليةِ المحيطةِ بالحويصل الغُّديّ تتقلَّص، ما يؤدي إلى تدفُّقِ الحليبِ المُتجمّع في الحويصلات إلى الأقنية اللبنية.

لمحةٌ مرضية:

الداء الليفي الكيسي:

تعاني أكثرُ من نصفِ نساءِ العالم تبدلاتٍ ليفيةً كيسيةً في نسيجِ الثدي في مرحلةٍ مُعينةٍ من العمر، إذ يصبحُ النسيجُ كثيرَ الكُتل ويُسمَّى النسيجَ العُقَدي،وهو أكثرُ شيوعاً عند الإناثِ اللواتي تتراوحُ أعمارهن بين 20 و50 عاماً، ونادراً ما يصيبُ النساءَ بعد سنّ اليأس إلَّا في حالِ كنَّ يتناولنَ علاجاتٍ هرمونية. مازالَ السببُ الحقيقيُّ مجهولاً نسبياً، إلّا أنَّ العلماءَ غالباً ما يَعزونَه عند النساء قبل سنّ اليأس إلى التبدلاتِ في تراكيزِ الهُرموناتِ الجنسية.

أهمُّ أعراضِه:

• ألمٌ مُعمَّمٌ في نسيجِ الثدي.

• تكتلاتٌ ذاتُ أحجامٍ مختلفة في الثدي.

• تَشمَل التغيُّراتُ الثديين معا.

• وجودُ مُفرزاتٍ خضراءَ أو بنيةٍ داكنةٍ غير مترافقةٍ بدمٍ من حَلمة الثدي، ودون أدنى ضغطٍ أو عصر.

• تزايدٌ شهري بالألم والتغيُّراتِ الكيسية.

سرطانُ الثدي:

يحدثُ سرطانُ الثدي عندما تتضاعفُ خلايا الثدي على نحوٍ خارجٍ عن السيطرة، مُشكِّلةً كتلةً غيرَ طبيعيةٍ تميلُ إلى غزوِ النُّسج المُجاورة. أشيعُ أنواعِ سرطانِ الثدي هو السَّرطانُ القَنوي، الذي يبدأ في القنواتِ اللبنية التي تنقلُ حليبَ الثدي إلى الحلمة. يُشخَّصُ سرطانُ الثدي لدى 1 من أصلِ 8 نساء في الولايات المتحدة الأميركية ويكونُ أشيعَ لدى النساء فوق سنّ الخمسين، ويُعدُّ ثانيَ أشيعِ سرطانِ تسبباً في الوفاة لدى الإناث بعد سرطانِ الرئة، لكن نادراً ما يصيبُ هذا المرضُ الرجال، إذ تتعلَّقُ أسبابُ سرطانِ الثدي بالهُرمونات الأنثوية (الأستروجين والبروجسترون) المُحرِّضةِ لنموّ سرطان الثدي.

تتضمَّنُ أهمُّ عواملِ الخطورةِ للإصابةِ بسرطانِ الثدي:

• الجنسُ المؤنث.

• الأعمارُ المُتقدمة.

• وجودُ سوابقَ عائليةٍ أو شخصيةٍ للإصابةِ بسرطان الثدي.

• البَدءُ المُبكر للطَّمث (قبل سنَ الـ 12) أو تأخُّرِ سنِّ اليأس (أكثر من سنّ الخامسة والخمسين)

• التعرُّضُ لإشعاعاتٍ على منطقةِ الصَّدر.

• النساءُ غير الولوداتِ أو المتأخّراتِ في الإنجاب إلى ما بعد سن الـ30

• استخدامُ مانعاتِ الحملِ الفموية.

• العلاجُ المُعاوِضُ الهرموني بعد سنّ اليأس.

• الحياةُ الخاملة.

• تناولُ الكحول.

• البدانةُ، وخاصّةً بعد سنّ اليأس.

أهمُّ أعراضِه :

• كتلةٌ في الثدي.

• تورُّمُ أو احمرارُ الثدي.

• تحفُّراتٌ و انطباعاتٌ على بشرةِ الثَّدي (كقشرِ البرتقال).

• انقلابُ الحلمة.

• احمرارُ وتسمُّكُ الحَلمة.

• مفرازاتٌ من الحلمة.

• تضخُّمُ العقدِ اللَّمفيةِ الإبْطية أو العقدِ تحت التُرقوة.

لمعرفة المزيد عن سرطان الثدي يمكنك الاطلاع على سلسلتنا السابقة عن سرطان الثدي : هنا

كما يمكنكم قراءة جميع مقالات سلسلة "كيف يعمل جسم الانسان": هنا

المصادر :

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا