التعليم واللغات > اللغويات

اللغة عند الأطفال.. الاضطرابات اللغوية

استمع على ساوندكلاود 🎧

يتأخر بعضُ الأطفالِ في البدء بالكلام أكثر من غيرِهم، ويواجه بعضُهم صعوبةً في فهم ما يُقالُ لهم، ولكن متى يمكننا أن ندُقَّ ناقوسَ الخطر وندركَ أنَّ طفلَنا يعاني اضطراباتٍ لغوية؟ ما أعراضُها ومتى تظهر؟ وهل يمكنُ علاجها؟ وما العواملُ التي تؤثرُ في ظهورِها؟ وما أنواعُ اضطراباتِ اللغةِ عندَ الأطفال؟ وماذا يمكنُنا أن نفعلَ لتجنّبِ مثلِ هذه الاضطرابات؟ مقالُنا الآتي يجيبُ عن جميعِ تلك التساؤلات.

1- ماهيّةُ الاضطرابات اللغوية:

تُعدُّ الاضطراباتُ اللغويةُ نوعًا من الاعتلالِ الذي يمنعُ بعضَ الأطفالِ من انتقاءِ الكلماتِ المناسبةِ في سبيلِ تشكيلِ جملٍ واضحةٍ ومفهومة، ويمكنُ أن يؤثرَ هذا الاعتلالُ في مقدرة الطفل على فهم ما يقولُه الآخرون، وفي حالاتٍ متقدّمةٍ من هذه الاضطرابات يمكن أن يواجهَ الطفلُ صعوبةً في إنتاجِ الكلامِ وفهمِه. من المحتملِ أن يستخدمَ الطفلُ مفرداتٍ أوليّةً وبسيطةً لتشكيلِ جملٍ قصيرةٍ وغيرِ نحوية، وفي الوقتِ الذي يتحاورُ فيه أقرانُه ويتبادلون إلقاء النُّكات يمكنُ للطفلِ أن يواجهَ صعوبةً في متابعةِ المحادثةِ وفي فهمِ المغزى من النكتة، من الممكن أيضًا أن يعتمدَ الطفلُ على عباراتٍ ثنائيةِ الكلمة (أي جملٍ مصغّرةٍ تتألفُ من كلمتين فقط) وأن يواجهَ مشكلةً في الإجابةِ حتى عن الأسئلة البسيطة.

وهنا لا بد من التمييزِ بين الاضطرابِ اللغويِّ وبين المشكلات السمعيةِ والنطقية، إذ إنّ الأطفالَ الذين يعانون اضطراباتٍ لغويةً لا يواجهونَ بالضرورةِ مشكلاتٍ في سماعِ الكلماتِ أو في لفظِها، بينما يكمنُ التحدي الأكبر بالنسبةِ لهم في إتقانِ القواعدِ اللغويةِ واستخدامِها كالنحوِ مثلًا، هؤلاء الأطفالُ ليسوا متأخرين في الكلام وحسب بل من الممكن أن يواجهوا مزيدًا من الصعوبات في التواصلِ إذا لم يتلقوا العلاجَ اللازم.

يمكن أن تكونَ الاضطراباتُ اللغوية ذاتَ طبيعةٍ نمائيةٍ أو مكتسبة؛ تظهرُ الاضطراباتُ اللغويةُ المكتسبةُ بعدَ معاناة الطفل مرضًا أو إصابةً عصبيةً كالسكتاتِ الدماغيةِ أو تعرّضِ الرأسِ لإصابةٍ رضحية (رضيّة)، أما الاضطراباتُ النمائيةُ فتُعدُّ أكثرَ انتشارًا بين الأطفال، فعادةً ما يبدؤون الكلامَ في سنٍّ متأخرةٍ نسبيًا عن نظرائِهم، ولا يتعلقُ هذا التأخّرُ بدرجةِ ذكائِهم، فغالبًا ما يملكُ هؤلاء الأطفال مستوى ذكاءٍ متوسطًا أو أعلى من المتوسط، ولكنهم يواجهون مشكلاتٍ في فهمِ اللغةِ واستخدامِها للتعبيرِ عن أفكارِهم قبلَ عامِهم الرابع، ويُعتقدُ أنّ نحو 5% من الأطفالِ في سنٍّ ارتياد المدرسة يعانونَ اضطراباتٍ لغوية، ما يجعلها أحدَ أكثرِ اضطراباتِ الأطفالِ انتشارًا.

2- مُسبباتُ الاضطراباتِ اللغوية:

ما يزال العلماء يجهلون مسبباتِ الاضطراباتِ اللغوية، إذ تَركّزَ البحثُ على الفئةِ الأكثرِ شمولًا من اعتلالاتِ اللغةِ والكلامِ، التي تتضمنُ بدورِها الاضطرابات اللغوية والكلامية، وقد أظهرت نتائجُ الدراساتِ المستفيضةِ بعضَ الأسبابِ المحتملةِ للاعتلالاتِ اللغويةِ والكلاميةِ تضمّنت:

- أسبابًا جينيّةً وراثية: أثبتت البحوثُ أن 20-40% من الأطفالِ المنحدرين من عائلاتٍ ذات تاريخ بالإصابة بالاضطراباتِ اللغوية يعانون هذه الاضطرابات، مقارنةً بـ 4% من الأطفالِ المنحدرين من عائلاتٍ لا تعاني اضطراباتٍ لغوية.

- التغذية ما قبل الولادة: أثبتت بعضُ الدراساتِ أنّ تناولَ المرأةِ الحامل لمكملاتِ حمضِ الفوليك في خلال مدة الحملِ يساهمُ في حمايةِ طفلِها من المشكلات اللغوية.

- أسبابًا أخرى: كاضطراباتِ سلسلةِ الاسترسالِ العقلي، ومتلازمة داون، والإعاقة العقلية، وتعرُّضِ الدماغِ لإصابةٍ ما، والولادةِ المبكرة.

3- الاضطرابُ اللغويُّ الاستقبالي:

يواجه الطفلُ المصابُ بهذا الاضطراب بعضَ الصعوباتِ في فهمِ ما يقالُ له، وتختلفُ أعراضُ هذا الاضطراب، ولكن عمومًا تبدأ مشكلات الاستيعابِ بالظهورِ قبلَ سنِّ الرابعة، ومن الممكن أن يعاني الطفلُ اضطراباتٍ في التعبير والاستيعاب في الوقت نفسه؛ إذ تُقدَّرُ نسبةُ الأطفالِ ذوي الاضطراباتِ اللغويةِ الاستقباليّةِ أو التعبيريةِ بـ3-5%.

الأعراض:

تختلفُ الأعراضُ من طفلٍ إلى آخر ولكنها عادةً تتضمن ما يلي:

- لا يبدو أنّ الطفلَ يسمعُ ما يقال له.

- لا يُظهر الطفل اهتمامًا عند قراءةِ القصصِ له.

- عدمُ القدرةِ على فهمِ الجملِ المعقّدة.

- عدمُ القدرةِ على اتباعِ التعليماتِ الكلامية.

- المحاكاةُ اللفظيةُ وتقليده لبعضِ الكلماتِ والعباراتِ التي تقال له.

- تكون مهاراتُه اللغويةُ أدنى من المتوقعِ بالنسبةِ لسنِّه.

التشخيص:

يحتاجُ التقييمُ إلى تحديدِ مجالاتِ الصعوبةِ التي يعانيها الطفلُ تحديدًا دقيقًا، لا سيما عندما لا يستجيبُ للغةِ المحكية، ومن الممكنِ أن يتضمّنَ التشخيص:

- اختباراتٍ سمعيةً من قبلِ مختصٍّ في السمع وذلك للتأكدِ من أنّ هذه المشكلاتِ اللغويةَ ليست نتيجةً لفقدانِ حاسةِ السمعِ، وبأنّ الطفلَ قادرٌ على الانتباهِ إلى الأصواتِ واللغة.

- اختبارَ استيعابِ الطفلِ من قبلِ مختصٍّ في أمراضِ الكلامِ، ومقارنةَ النتائجِ بالمهاراتِ المتوقعِ إتقانُها في هذه السن.

- مراقبةَ الطفلِ عن قربٍ في بيئاتٍ مختلفةٍ وفي أثناء تفاعلِه مع أشخاصٍ مختلفين.

- تقييمًا من قبلِ طبيبٍ نفسي عصبي للكشفِ عن أية مشكلات إدراكيّة.

- اختباراتٍ بصريّةً للتأكدِ من عدمِ وجودِ فقدانٍ للبصر.

العلاج:

- معالجةٌ لغوية كلامية.

- معالجةٌ ثنائيّةٌ تتضمنُ الطفلَ بمفردِه، أو معالجةٌ جماعيةٌ تتضمن وجودَ الطفلِ في مجموعة، وذلك يعتمدُ على حاجاتِ الطفل.

- تزويدُ العائلةِ ببعضِ المعلوماتِ التي يمكن أن تساعدَها على تسهيلِ عمليةِ النموِّ اللغويِّ لدى الطفل في المنزل.

- دروسٌ تربويّةٌ خاصة بمثلِ هؤلاءِ الأطفالِ في المدرسة.

- دعمُ الطفلِ في الاندماجِ في مرحلةِ ما قبلَ المدرسةِ والمرحلةِ المدرسيّةِ وذلك في حالاتِ الصعوبةِ الشديدة.

- استشارةُ طبيبٍ نفسيّ إن لوحظَ وجودُ بعضِ المشكلاتٍ السلوكية.

4- الاضطرابُ اللغويُّ التعبيري:

في حالةِ الاضطرابِ اللغويِّ التعبيريِّ يواجه الطفلُ صعوبةً في إيصالِ المعلوماتِ والتعبيرِ عن نفسِه عن طريقِ التحدثِ أو الكتابةِ أو لغةِ الإشارة أو الإيماءات، ولا يكونُ هذا الاعتلالُ اللغويُّ ظاهرًا في اللغةِ المكتوبةِ في مرحلةِ ما قبلَ المدرسةِ لأن الطفل لم يبدأ بعد رحلته الدراسية رسميًا. ويتأخرُ بعضُ الأطفالِ في تحقيقِ الإنجازاتِ اللغويةِ الاعتياديةِ في خلال الأعوام الثلاثة الأولى من حياتهم، ولكن سرعان ما يلحقون بمستوى لغةِ الأطفالِ الآخرين؛ يدعى هؤلاء الأطفالُ بالمتأخرين في الكلام، أما في حالِ استمرارِ مواجهةِ الطفلِ لصعوبةٍ في التعبيرِ اللغويِّ يمكننا القولُ إنه يعاني الاضطرابَ اللغوي التعبيري.

الأعراض:

- صعوبةٌ في ربطِ الكلماتِ والجملِ للتعبيرِ عن الأفكار.

- صعوبةٌ في تذكُّرِ أسماءِ الأشياء (مثلًا، يريدُ الطفلُ التحدّثَ عن الكرةِ ولا يستطيعُ تذكرَ اسمِها فيبدأ بشرحِ الفكرةِ عوضًا عن استخدامِ كلمةِ كرة).

- صعوبةٌ في استخدامِ اللغةِ المناسبةِ للمكانِ مع أشخاصٍ مختلفين (في البيتِ أو في المدرسةِ أو مع الوالدين أو مع المدرسين).

- أخطاءٌ نحويّةٌ وحذفُ بعضِ الكلماتِ القواعديّةِ واستخدامُ جملٍ ركيكةٍ وقصيرة (مثلًا: "هو ذاهبٌ عمل" عوضًا عن "هو ذاهبٌ إلى العمل" أو "أنا أتحدث" عوضًا عن "أنا أستطيعُ أن أتحدث")

-  استخدامُ عددِ كلماتٍ وجملٍ أقلَّ من نظرائه من الأطفال.

- امتلاكُ كميةِ مفرداتٍ أقلَّ وذات طابعٍ أوّلي.

- مواجهةُ صعوبةٍ في انتقاءِ الكلمةِ الصحيحة.

- استخدامُ المفرداتِ في الجملِ استخدامًا خاطئًا وخلطُ معاني الجمل.

- الاعتمادُ على عباراتٍ ثابتةٍ والمعنى المحدودِ للكلام.

- الترددُ عند التحدث.

- تكرارُ كلماتِ من يتحدث الطفل معهم وتقليدُها.

- صعوبةٌ في إيصالِ الفكرة الأساسية (اللف والدوران على المعنى).

- صعوبةٌ في سردِ القصصِ أو إعادةِ نقلِ المعلوماتِ بطريقةٍ مترابطة.

- صعوبةٌ في بدءِ المحادثةِ أو الاستمرارِ بها مع إهمالِ قواعد التواصل مع الآخرين.

- صعوبةٌ في إنجازِ الواجباتِ المدرسية، الشفهيةِ أو الكتابيّةِ منها.

التشخيص:

إذا واجهَ الطفلُ صعوباتٍ لغويةً تعبيريّةً فلا بدّ من تقييمِ مقدراتِه اللغويةِ من قبلِ مختصٍّ في أمراضِ الكلام، ولا يُنصح بالتمهّل في هذا الإجراء وذلك لعدم تضييعِ عدةِ أشهرٍ من العلاجِ المهم للطفل، ويُنصح بتقييمِ المقدرةِ السمعيةِ للطفل، ويمكن أن يوصي المختص بإجراء:

- اختبارِ معالجةِ المعلوماتِ السمعيّة.

- اختبارِ صعوباتِ التعلّم.

- اختبارِ الوظائفِ الإدراكية.

العلاج:

- جلساتٌ جماعيةٌ مع مختص أمراض الكلام.

- جلساتُ علاجٍ فردية.

- برامجُ لغوية استثنائية في المدرسة.

- المساعدةُ من قبلِ مدرّسي الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.

- دعمُ المدرسين التامُّ للمصابين بالاعتلالِ اللغويّ الشديد.

- جلساتُ علاجٍ لغويٍّ مدعّمةٌ ببرامجَ منزليّةٍ يمكن للوالدين استخدامها مع طفلهم.

5- بعض الحالاتِ المرتبطةِ بالاضطراباِت اللغوية:

من الممكن أن يعاني الأطفالُ المصابون باضطراباتٍ لغوية بعضَ الحالاتِ المرتبطةِ بهذه الاضطراباتِ أو ما يدعى بالاعتلالِ المشترك، وتتضمن هذه الحالات:

- عسرَ القراءة: ويعدُّ شائعًا بين الأطفال المصابين باضطراباتٍ لغويةٍ تعبيريةٍ استقباليةٍ مختلطة.

- نقصَ الانتباهِ وفرطَ النشاط ADHD والمشكلات العقليّة: أثبتت بعضُ الدراساتِ وجودَ ارتباطٍ وثيقٍ بين الاضطراباتِ اللغويّةِ ونقصِ الانتباهِ وفرطِ النشاطِ لدى الطفل.

6- ماذا يمكن أن يفعل الأهل؟

يمكن للأهلِ تعزيزُ مهاراتِ طفلِهم اللغويةِ في المنزلِ وذلك عن طريق بعضِ الأفكارِ منها:

- التواصلُ مع الطفلِ قدرَ الإمكان: لا سيما في خلال السنوات الأولى من عمره؛ إذ ينبغي للأهل أن يغنوا معه ويعزفوا معه الكثير من الموسيقا، ويتكلموا معه عمّا يشاهدونه في أثناء قيادتهم للسيارة أو في أثناء التسوق، ويستمعوا للطفل ويمهلونه الكثيرَ من الوقتِ للرد، ويقاوموا الرغبة في بملء الهدوء والكلامِ بدلًا منه.

- جعلُ القراءة تجربةً تفاعلية: مناقشة الصور الموجودة في الكتب مع الطفل وإعطاؤه فرصةَ اختلاقِ نهاياتٍ جديدةٍ للقصص أو حتى تمثيلِها مع الدمّى، ويجب على الأهل أن يقرؤوا للطفل ويشجعوه على حفظِ أغاني الأطفال.

7- ماذا يمكن أن يفعل المدرّسون؟

- إبرازُ السلوكِ المرغوبِ فيه للطفلِ ليتمكّن من تقليدِه، فعندما يجيبُ الطفلُ عن أحدِ الأسئلةِ بجملةٍ تحملُ كلمةً واحدةً فقط، من الأفضلِ أن يستجيبَ المدرس بجملةٍ كاملةٍ تشجّعُ الطفلَ على استخدامِ هذا النوعِ من الأجوبةِ وتمكنّه من سماعِ الكلماتِ بترتيبِها الصحيح.

- من الأفضل أن يطرحَ المدرس أسئلةً ذاتَ خياراتٍ للإجابة وذلك ليتمكن الطفلُ من انتقاءِ الإجابةٍ الصحيحة.

- التخطيطُ مسبقًا مهمٌّ جدًا، فمن الضروري أن يخبرَ المدرس الطفلَ مسبقًا أنَّ عليه الإجابةَ عن أحدِ الأسئلةِ بعد قليل، فهذا بدورِه يعطي الطفلَ وقتًا أكثرَ ليتمكّن من صياغةِ أفكاره.

8- ما الذي يجعل رحلةَ الطفلِ اللغويةِ أسهل؟

الاطّلاعُ على مشكلات الأطفال؛ إذ يعدُّ التثقف فيما يتعلق بالصعوباتِ اللغويةِ لدى الأطفال الخطوةَ الأولى في الحصولِ على المساعدةِ الأفضل، ويجب الحصول على نصائحَ سلوكيةٍ من المختصين لمعرفة ما إذا كان الطفل يعاني أحدَ الاضطرابات السلوكية اللغوية، ومن المهم التواصلُ مع أولياءِ الأمورِ الآخرين خاصةًّ من لديهم أطفالٌ  مصابون باضطراباتٍ لغوية؛ إذ يمكن أن يكون لديهم معلوماتٌ قيّمة عن رحلةِ طفلِهم اللغويةِ وذلك بدورِه يمكِّن إجراء مقارنةٍ بين مستويات الأطفال ويمنح الأهل نظرةً أشملَ إلى أعراضِ الاضطراباتِ اللغوية. أما الأمرُ الأهمُّ والأبرزُ فيكمنُ في تشخيصِ الاضطراب اللغويِّ مبكرًا، وذلك لتفادي التحدّيات النفسية التي يمكن أن تَنتج عن الاضطراب اللغوي، فلا يجب إهمالُ متابعة الطفل، ولا بدَّ من الحرصِ على عدم ظهور أعراض الاضطراباتِ اللغوية، وإيلاءِ الطفل الاهتمامَ اللازم ليتمكن من تطوير لغتِه، فبذورُها موجودة وكلُّ ما يحتاج إليه الطفل هو بعضُ الرعايةِ والتفاعلِ اللغوي.

المصادر:

هنا

هنا

هنا