الطب > طب الأطفال

رضوض الرأس عند الأطفال Head trauma: قد لا يكون مجرّد رضّ!

استمع على ساوندكلاود 🎧

رضوض الرأس Head trauma: متى تراجع الطبيب في رضوض الرأس عند الأطفال؟

يُعدُّ سقوطُ الطفل أو تلقيه ضربةً على رأسه أكثرَ ما يُفزِعُ الوالدين خاصةً إذا ما تلاه نزفٌ. سنسلّطُ الضوءَ في هذا المقال على حالاتِ رض الرأس عند الأطفال، ونقدُّم بعضَ النصائح حول التصرّف السليم في مثل هذه الحالة، ونذكرُ الحالاتِ التي تستدعي طلبَ المساعدة الطبيّة...

بدايةً ماذا يعني مصطلحُ "الرضّ على الرأس"؟

تُعدُّ كلُّ حالةِ صدمةٍ على الجمجمة سواءٌ أكانت خفيفةً أم قويةً حالةَ رضّ على الرأس، ولا يُشترط أن تكونَ هذه الصدمةُ أو الضربةُ قويّةً حتى تُؤخذَ على مَحمَل الجِّد، وتُعدُّ الرضوضُ من أغلبِ الحالات التي تُراجع قسمَ الإسعاف أو قبولاتِ المستشفيات، ومن أهم أسباب الإعاقة والوَفيَات عند الأطفال بعمر أكثر من 5 سنوات، وتتراوحُ من رضٍّ سطحيّ أو خفيفٍ، إلى رضٍّ مع جُرحٍ سطحيٍّ، أو مع كسرٍ في عظام الجمجمة، وحتى النزف ضمن الدماغ.

ما الظروفُ التي يحدثُ فيها رضّ الطفل على رأسه؟

يُعدُّ رضُّ الرأس من الحالات كثيرة المشاهدة وخاصةً عند الذكور، ومن الظروف التي يحدث فيها رضُّ الرأس ما يلي:

• بَدءُ المشي: يكون الطفل في هذه المرحلة فضولياً، ويسعى لاكتشاف ما حوله ما يجعلُه عرضةً للسقوط المتكرر.

• هناك حالاتٌ قليلةٌ تُشاهدُ عند الرُضَّع الصغار قبل سنّ المشي عندما يسقطُ الطفل من فراش والديه أو سريره غير المحميّ، أو من على طاولةِ تغيير الفوطة بسبب تركه دون مراقبةٍ ولو ثوانٍ، أو عند حمله من قبل أطفال أكبر منه.

• تُعدُّ سوءُ معاملة الطفل Child abuse سبباً هامّاً لرضوض الرأس عند الأطفال بعمرٍ أقلّ من سنتين.

• في عمر 4 سنوات فما فوق: إذ يبدأ الطفلُ في هذا العمر نشاطَه الفيزيائي واللعبَ مع أقرانه وركوبَ الدرّاجة.

• السقوطُ في المدرسة بسبب التدافع والمُزاح.

• السقوطُ خلالَ فترة المراهقة بسبب اللعب العنيف، أو أثناء ممارسةِ الرياضة، أو ركوبِ الدرّاجات الهوائية أو النارية دون ارتداء الخوذة الواقية.

• في حوادث السيّارات عند عدم وضع حزام الأمان.

تُقسم أذيّات الرأس إلى:

 خارجيةٌ (الأذيةُ محصورةٌ في فروة الرأس):

قد يحدث جرحٌ في الفروة أو ورمٌ دمويٌّ (تجمُّعٌ للدم تحت الفروة) نتيجةً للرضّ، ويزول هذا الورمُ خلال ساعاتٍ إلى أيام، ولكن قد يكون هذا التجمُّعُ الدمويُّ خطيراً عند الرُّضّع الصغار بسبب خسارة الدم.

 داخليةٌ (تشمَل الجمجمةَ أو الأوعيةَ الدماغيةَ أو نسيجَ الدماغ): تكون أخطرَ ومهددةً للحياة:

- تُشاهَد كسورُ الجمجمة بنسبة قد تصل إلى 20% من رضوض الرأس، وقد تكون خَطّيَّةً أو مُنخسفةً في قبة الجمجمة، أو قد تُصيب قاعدةَ الجمجمة (يميزه حدوثُ نزفٍ حول العين "عين الراكون").

- نزفُ فوقَ الجَافية، أو تحتَ الجافيةِ، أو تحتَ العنكبوت: هي نزوفٌ تحدثُ بين الجمجمة والطبقاتِ المُغطية للدماغ وتسبب أعراضاً عصبية عدة.

- نزفٌ ضمنَ فُصوص الدماغ: قد يكون محدوداً بمنطقة معينةٍ أو منتشراً ما يستلزمُ تدخُّلاً جراحياً.

- ارتجاجُ الدماغ Concussion.

ومن حُسن الحظ؛ فإنَّ معظمَ إصاباتِ الأطفال خارجيةٌ، ولكنَّ سببَ كونها مفزعةً للأهل هو التورُّم والنزف من الأوعية الدموية الغزيرة في الفروة أكثرَ من كونها خطيرة.

كيف يُكشَفُ رضّ الرأس؟ وما أعراضُ تلقي الطفل ضربةً على رأسه؟

غالبيةُ الحالات تُكشَف من خلال قصّة الطفل، أو معرفةِ ما حدث معه أو مشاهدتِه، ولكنْ في بعض الحالات التي يكون من الصعب فيها مراقبة الطفل، أو عند عدم قدرته على التعبير، أو عند المراهقين (ممن يحاولون إخفاءَ ما حدث)، أو عند الشك بحدوث رضٍّ على الرأس، لا بدّ من التفتيش عن العلامات التي تُثير الشُبهةَ والتي تختلف بحسب شدّة الإصابة.

متى أطلب المساعدة الطبية؟

اتصلي بالطبيب إذا انطبقت على طفلِك إحدى الحالات التالية:

• طفلُك رضيعٌ وعمره 6 أشهر أو أقل.

• طفلُك فاقدٌ للوعي ولو مدةً وجيزةً بعد الرضّ.

• إذا كان الجرح كبيراً ولم يتوقف النزفُ بعد الضغط على الجرح مدةَ 10 دقائق.

• حدوث الإقياء مرتين، أو عدة مرات خلال الـ 4-6 ساعات الأولى بعد الرضّ.

• بكاءٌ مستمر.

• تنفسٌ غيرُ طبيعي، أو تغيُّرٌ في لون الطفل (ازرقاقُ الطفل بسبب نقص التهوية).

• خروجُ دمٍ أو سائلٍ رائقٍ (شفاف) من الفم أو الأنف أو الأذن.

• حدوثُ اختلاجاتٍ (تشنّجات)، أو أيّةِ حركات شاذّة.

• نعاسٌ (أو وسن Drowsiness) أو خمولٌ وصعوبةٌ في إيقاظ وتنبيه الطفل.

• عدمُ ارتياحٍ (انزعاج)، وهياجٌ (خاصة عند الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير بعد).

• صداعٌ شديدٌ، أو متزايدٌ مع الوقت.

• ألمٌ أو صلابةٌ في الرقبة.

• تغيّراتٌ في السلوك.

• اختلافُ حجمِ حدقتي العين.

• صعوبةٌ في المشي (ضعف أو شلل في أحد أو جميع الأطراف).

• اضطرابٌ في الرؤية.

• اضطرابٌ في الكلام.

• فقدانٌ للذاكرة.

• السقوطُ من ارتفاعٍ أكبر من 1- 1.5 متراً (3-5 أقدام)، أو في حال كان الرضّ نتيجةَ تلقي الطفل ضربةً قويةً سريعةً أو ضربةً بجسمٍ ثقيلٍ.

كيف أساعدُ طفلي؟

1- إذا كان الطفلُ واعٍ:

 بدايةً هدّئي طفلَك، وتأكدي أنَّه غيرُ فاقدٍ للوعي، وإذا كان يبدو سليماً، يُمكنكِ البدء بالتدابير الإسعافية في المنزل.

 امسحي الجرحَ - إن وُجد - بلطفٍ بالماء والصابون (خوفاً من تفاقم النزف بسبب غزارة الأوعية الدموية في الفروة)، ولا تزيلي أيَّةَ مادةٍ عالقةٍ في الجرح (يجب إزالتُها من قبل المختص)، ثم اضغطي عليه بقطعة قماشٍ نظيفةٍ أو شاشٍ مُعقم مدةَ 10 دقائق حتى يتوقفَ النزف.

 في حال وجود تورّم، ضعي كيساً من الثلج أو الماء البارد مدّةَ 20 دقيقةً كلَّ 3-4 ساعاتٍ لتخفيف التورّم، لكن لا تُطبِّقي الثلجَ مباشرةً على الجلد، بل بعد تغليفه بمنشفة أو جراب تفادياً لأذية الجلد.

 لتخفيف الألم يُمكنكِ إعطاؤه الباراسيتامول (البانادول).

 إذا كان طفلُك يُعاني غثياناً (شعور الشخص أنه على وشك التقيّؤ) أو إقياءً، فقدّمي له سوائلَ رائقةً كالعصير.

 لا حاجةَ لإبقاء الطفل مستيقظاً طالما أنَّه لا يُعاني أيّاً مما ذُكر في الفقرة السابقة، خاصةً إذا كان قد حان وقت نومه، ولكن أبقيه متيقظاً إذا ما كان يُعاني وسناً (نعاسٌ وتغيّمٌ في الوعي).

 راقبي طفلَك خلال الـ 24 ساعةً التالية، وزوري الطبيبَ في اليوم التالي للاطمئنان.

 لا تدعي طفلكِ يعودُ للعب حتى تتأكدي من سلامته.

2- إذا كان الطفلُ غير واعٍ:

 لا تحاولي تحريكَ طفلِكِ إذا لم يكن واعياً، واطلبي المساعدةَ الطبّية فوراً.

 عند حدوثِ اختلاجٍ أو إقياءاتٍ، ضعي طفلَكِ بوضعية الاستلقاء الجانبيّ لوقايته من الاستنشاق، وأبقي الرأسَ والرَّقَبةَ بوضعِ استقامةٍ لمنع أذيّة الرَّقَبَة والنخاع.

يقلق الكثيرُ من الأهلِ حول ما إذا كان طفلُهم بحاجةٍ لعنايةٍ طبّيةٍ أم لا، ولذلك ننصحُ بالتواصل مع الطبيب في حال تطوّر أيّ عرضٍ مما ذُكِر لدى الطفل، فالهدف من تقييم الحالة هو التحقُّق من وجودِ إصابةٍ خطيرة، وحاجةِ الطفل لأيّة فحوصاتٍ أو إجراءاتٍ طّبّيةٍ (كخياطة الجرح أو تصوير الرأس المقطعي المُحوسب CT scan).

كيف أحمي طفلي من رضوض الرأس؟

 جعل المنزل بيئةً مناسبةً للأطفال، بعدم وضع قطع السجّاد الصغيرة، وعدم جعل الأسلاك ظاهرةً كي لا يتعثّر.

 إغلاقُ النوافذ، ووضعُ حماياتٍ عليها من الخارج.

 وضعُ الطفل في الكرسيّ المُخصص له في السيارة، ووضعُ حزام الأمان.

 اختيارُ الدرّاجة المناسبة لعمر الطفل، والحرصُ على ارتدائه الخوذةَ الواقيةَ أثناءَ قيادتها.

 وضعُ الأطفال الصغار في المكان المُخصص للعب ومراقبتُهم.

المصادر:

هنا

هنا

هنا