الموسيقا > موسيقا
أسوأ لحن موسيقي يمكننا تأليفه وفقا للعلم
لكي نستطيعَ تقييمَ مدى سوءِ المقطوعة الموسيقية؛ علينا أولاً أنْ نَعرِفَ ما الذي يُحدّدُ جماليةَ المقطوعةِ واللحنِ الموسيقي أليس كذلك؟
يتفقُ معظمُ دارسي العلوم الموسيقية على أنَّ التَّكرارَ هو مِفتاحُ الجمال في المقطوعات الموسيقية، حيث يعتمدُ الأمرُ على أخذِ فكرةٍ موسيقيةٍ وتكرارِها، وبعدها نستطيعُ أنْ نَكسِرَ التّكرارَ عند نقطةٍ ما للانتقال إلى فكرةٍ موسيقيةٍ أخرى (لحنٍ آخر). على سبيل المثال؛ حاولْ أنْ تتذكرَ كمْ مرةً أعادَ بيتهوفن الموتيفَ (صول، صول، صول، مي) في سيمفونيته الخامسة.
”إذا كانَ التّكرارُ واتباعُ نمطٍ مُعيّنٍ هو مفتاحُ جمالِ المقطوعةِ الموسيقية، فماذا سيحدثُ عندَ انعدامِ هذين الشرطين وتأليف مقطوعةٍ ليست عشوائية؟ إنّ العشوائيةَ سهلةُ التأليف، أمّا تأليفُ مقطوعةٍ موسيقيةٍ معدومةِ التّكرار فهي مَهَمّةٌ في غاية الصعوبة"، هذا ما عناهُ الرياضيُّ سكوت ريكارد مؤلفُ هذه المقطوعة.
قامَ سكوت بتأليف هذه المقطوعةِ الخاليةِ مِنَ التّكرارِ والأنماطِ اعتماداً على بحثٍ في البحريةِ الأميركيةِ على السُّونار.
كما نعلم يَستخدمُ جهازُ السّونار الصّدى لإيجادِ الأجسام تحتَ الماء واكتشافِها، حيثُ يرسِلُ إشاراتٍ صوتيةً تَرتدُّ من على سطوحِ تلكَ الأجسام، لتعودَ مرةً أخرى إلى جهازٍ يستطيعُ قياسَ شدةِ الإشارةِ والوقتِ بينَ إرسالها واستقبالها لمعرفةِ بُعد الجسم واتجاهه.
بالاعتمادِ على الرياضياتِ المُستخدَمة في السّونار؛ قامَ ريكارد بتأليفِ هذه المقطوعة. حيث حصل على سلسلةٍ متواصلةٍ من النغمات غيرِ المُكرَّرة والخاليةِ مِنْ أيّ نمط، وذلك على الشكل التالي:
شبكةٌ بقياس 88×88 ، تُدعى مجموعةَ كوستاس Costas array، تمتْ تعبئتُها بمضاعفاتٍ ثلاثية، ولحُسن الحظ يحتوي البيانو على 88 نوتةٍ موسيقيةٍ مختلفة. وباستخدام النُّقَط الممتلئةِ تمكنَ ريكارد من تأليفِ المقطوعةِ الموسيقيةِ الأولى في العالم الخاليةِ من التّكرار.
تَظهرُ النغماتُ مرتفعةُ الشدةِ عندما يكونُ الجسمُ متجهاً نحوك، بينما تَظهرُ المنخفضةُ عندما يكونُ الجسمُ مبتعداً عنك.
يقول ريكارد إذا أردتَ أنْ تستمعَ بهذه المقطوعة حاول أنْ تبحثَ عن تَكرارٍ أو نمطٍ مُعيّنٍ مُتّبَعٍ، وفي أثناءِ ذلك حاولْ أنْ تفعلَ شيئاً مسلياً، حتى تكتشفَ في النهاية أنه لا يوجد.
رابط المقطوعة:
رابط المحاضرة على موقع TED
لمعرفة آلية عمل السونار:
المصدر: