الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

دمار بيئتنا، هل فات الأوان لإصلاحِها؟!

استمع على ساوندكلاود 🎧

يشرحُ آخرُ تقريرٍ صادرٍ عن الأمم المتحدة وضعَ البيئة على الأرض موضِّحاً ما نقوم بفعله بها، وللأسف الأخبار غير جيّدة، فقد وجد الباحثون أنّ الضررَ الّذي نتسبّبُ به للبيئة يحدث بوتيرةٍ أسرع ممّا كان يُعتقد سابقاً، لدرجة وصولنا إلى مرحلةٍ يحدث فيها التدهور بطريقةٍ أسرع ممّا يمكن إصلاحه.

كانت الدراسة التي قام بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أكثر دراسةٍ ذات نظرةٍ شاملة أُجريت على البيئة منذ أيّ وقت مضى، بمشاركة أكثر من 1200 عالِمٍ وأكثرَ من 160 حكومةً إضافةً للمئات من المعاهدِ العلميّة. وبدون إحداثِ تغيُّرٍ جذريّ من خلال عملِ الحكوماتِ من الآن على عكسِ مجرى أسوأ تدهورٍ بيئيٍّ حاصل، فالنظام البيئي العالميّ سوف يكون متضرِّراً صعبَ الإصلاح.

يوضّح المدير التنفيذي لبرنامج (UNEP) في تصريحه أنّه إذا ما استمرَّينا بالسير في هذا الاتّجاه وفشِلَ العالمُ في إيجاد الحلول التي تحسِّن الأنماط الحاليّة من الإنتاج والاستهلاك، وفي استخدامِ المواردِ الطبيعيّةِ على نحوٍ مُستدام، بالتالي فإنّ حالةَ بيئتِنا ستزدادُ سوءاً، ومن الضروريّ فهم سرعةِ التغيُّرِ البيئيّ والبدءُ بالعمل مع الطبيعة بدلاً من العمل ضدّها لمعالجة التهديدات البيئيّة التي تواجهنا.

جمعت الدراسةُ ستةَ تقاريرَ مُنفصِلةٍ من مناطقَ مختلفةٍ من العالم: كمنطقة عموم أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ وغرب آسيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأفريقيا. تختلفُ القضايا الرئيسيّة والتهديدات من مكانٍ إلى آخر، ولكن بصفةٍ عامّة وجدوا أنّ تغيُّرَ المناخ وفقدان التنوّعِ البيولوجي وتدهور الأراضي، وندرة المياه هي مشاكلُ عالميّةٌ تحتاج إلى معالجةٍ في أقربِ وقتٍ ممكن.

وجدَ الباحثون أنّه وعلى الرغم من محاولات إقناع الحكومات في تحسين الظروف البيئيّة لا سيّما مع تزايد أعداد السكان والتهديدات الناتجة عن التغيُّرِ في المُناخ، إلّا أنّ ما يحصلُ في الحقيقة هو العكس، فإنّ التدهورَ بازدياد، وبوجود مئات الملايين من الأشخاص في العالم النامي الّذين يعتمدون بشكلٍ مباشرٍ على البيئةِ الطبيعيّة، فإنّه يتوجّب بالتالي القيام بأعمالٍ تساعد على إنقاذهم، وتحقيقُ الأهداف المحدَّدة الموضوعة في جدولِ أعمالِ 2030 للتنمية المستدامة.

يأمَلُ المؤلِّفون أن يتمّ استخدامُ دراستِهم كعاملٍ مساعدٍ للعالمِ في مكافحة تغيُّرِ المُناخ والدمار البيئيّ. وخَلُص الباحثون إلى أنّه مازال هناك متسع من الوقت لعمل شيءٍ يحمي الفئات الأكثرَ هشاشةً في النظم البيئيّة، ويجب على الحكومات وضعَ حدٍّ للقضايا العاجلة مثل الأضرار الّتي لحقت بالبيئات البحريّة والمستويات المرتفعة من تلوّثِ الهواء المستمرّةِ بالتصاعد، وهذا الأمرُ ممكنٌ من خلال إجراء تدابيرَ بسيطةٍ، فهو يحتاج فقط للإرادة السياسيّة.

المصدر:

هنا