علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

لماذا نقوم بتدريس العلم بشكل خاطئ، وكيف نصحح ذلك؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تم نقل ستة طلاب من جامعة البوليتكنيك Polytechnic University في ولاية شيكاغو – مدينة Illinois إلى المستشفى نتيجة التقيؤ المستمر وآلام في المعدة مصاحب لصعوبة في التنفس، بعضهم في حالة حرجة، كما تلقى المركز الصحي في الجامعة مجموعة اتصالات من طلاب يعانون من أعراض مشابهة.

كان هذا السيناريو تمريناً دراسياً لمادة علم الفيروسات لطلبة السنة الرابعة في جامعة Susquehanna - بنسلفينيا Pennsylvania تحت إشراف عالمة الأحياء Tammy Tobin، حيث قام الطلاب بمهمة المراقبين الصحيين، فأُوكل إليهم التعرف على الأعراض التي يعاني منها المصابون بفيروس مجهول، إضافةً للتعرف على مسببات المرض وتتبع أسباب انتشاره، وطرق علاجه واحتوائه، وذلك مع نهاية الفصل الدراسي.

على الرغم من أن الحالات المرضية كانت غير واقعية، إلا أن المدرّسة توبين تقول: "لقد حاولنا جعل العملية واقعية ما أمكن"، حيث أنه إذا قرر أحد الطلبة عمل فحص دم للمصاب أو فحص جيني فإنها ستعطيه نتائج تحاليل لأشخاص حقيقيين قد عانوا من الإصابة بفيروس آخر أخفته عنهم (إلا أنها صورت لهم الفيروس المجهول على أنه من سلالة جديدة ولم تسجل عنه أية حالات مسبقاً، وذلك لإبعاد الطلبة عن الاستعانة بالمصادر الإلكترونية).

في نهاية الفصل الدراسي كان قد تعرف الطلاب على الفيروس ولكنهم بنفس الوقت ارتكبوا بعض الأخطاء التي تعلموا من خلالها، وتقول توبين في ذلك: لم تؤثر أخطاؤهم على درجاتهم العلمية، فقد قدموا ما قاموا به سواء نجح أو باء بالفشل، وبينوا كيف كان يتوجب عليهم القيام به لينجح.

ما يهم هو انغماس الطالب في العملية التعليمية، وتذكره لما تعلم بمفرده، والإلمام بالعديد من المجالات، "لقد بحثنا في فروع متنوعة من العلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيولوجية" تامي توبين.

ويقول عالم الكمبيوتر Tom Duff، مؤسس نظام التعلم الجماعي في جامعة غرب سكوتلاند: لقد وجدنا تحسناً بنسبة ٢٠٪ في علامات الطلبة مقارنة بالطرق التعليمية التقليدية.

كما يُضيف Clarissa Dirks، عالم الأحياء الدقيقة في كلية Evergreen -واشنطن: بوصولنا لهذه النقطة، من غير الأخلاقي التدريس بأي طريقة أُخرى.

وفي هذه الأيام ينال التعليم الفعال الانتباه والدعم من قبل المكاتب الإدارية في الجامعات التي تهتم بمواكبة الحاجة لتحسين الأنظمة التقليدية، وذلك لأن الطلاب وأولياء الأمورباتوا يتذمرون من ارتفاع التكاليف الدراسية التي ينفقونها على الجامعات في حين أن المحتوى العلمي من محاضرات وكتب ومجلات علمية أصبح متاحاً بشكل مجاني على شبكة الإنترنت.

إن التفات الهيئات العلمية لهذه النظم التعليمية المُبتكرة يجعلنا ننظر للغد بصورةٍ أكثر ايجابية، وبأن زمن المحاضرات المُملة والكتب المكتظة بالمعلومات الواجب حفظها ونظم الاختبار البالية ستذهب مع الريح قريباً جداً.

المصادر:

هنا