الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

سلسلة كيف يعمل جسم الانسان؟ - الجهاز المناعي الطحال

استمع على ساوندكلاود 🎧

الطحال ... الجندي المجهول!

قبل الدخول في تفاصيل هذا العضو وأهميته، هل تعرفون ما هو دور الطحال؟ أين يقع وما هي وظيفته؟ هل هو عضو أساسي لا تستمر الحياة دونه أم يمكن الاستغناء عنه؟

للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها تابعوا معنا هذا المقال:

يختلف كل من شكل الطحال وحجمه بين الأشخاص ولكن الأشيع أن يكون بشكل قبضة اليد، أرجواني اللون، طوله 10 سم تقريباً، يقع أيسر المعدة في الربع العلوي الأيسر من البطن ويحيط به القفص الصدري. يفصله عن الرئة في الأعلى الحجاب الحاجز، بينما تقع الكلية اليسرى على تماس معه في الأسفل.

يعد تطور الطحال خلال الحياة الجنينية فريداً من نوعه فهو ينشأ داخل القناة الهضمية، ولكن في حين أن معظم أحشاء القناة الهضمية تنشأ من الأديم الباطن endoderm، يشتق الطحال من الأنسجة الوسيطةmesenchymal tissues ولكنه يشترك مع الجهاز الهضمي بالمدد الدموي والعصبي .

ويعد الطحال أكبر عضوٍ لمفاويٍّ في الجسم وهو يتألف من عدة عقيدات تتحد أثناء الحياة الجنينية لتعطي الطحال بشكله النهائي المفصص. وإذا وضعنا جزءاً من النسيج الطحالي تحت المجهر وألقينا نظرة عن كثب سنجده مؤلفاً من نسيج ضام داعم ولب أبيض (عقيدات لمفاوية) ولب أحمر (خلايا الدم بأنواعها الحمراء والبيضاء والبالعات والخلايا المصورية).

للتعرف على الطحال من خلال الإنفوجراف:

هنا

لمعرفة المزيد عن النظام المناعي:

هنا

أما عن وظيفته فإن للطحال العديد من الوظائف المهمة:

1- الاستجابة المناعية: عندما يرتكس الجهاز المناعي نحو مستضد غريب يزداد تشكل الخلايا اللمفاوية وتنضج الخلايا المصورية ضمن الطحال وتقوم بإنتاج الأضداد التي تهاجم هذه المستضدات الغريبة.

2- البلعمة:هي إحدى أهم وظائف الطحال حيث يعد جزءاً من الجهاز الشبكي البطاني، تقوم الخلايا الشبكية (البالعات الحرة ضمن اللب الأحمر) بتنقية الدم من خلال بلعمة حطام الخلايا والكريات الحمر الهرمة والواهنة بالإضافة إلى العضويات الدقيقة وغيرها من الخلايا التالفة، ليس هذا فحسب بل تلعب دوراً مهماً في تقديم المستضدات الغريبة إلى الخلايا اللمفاوية وبالتالي تحفيز الاستجابة المناعية الخلطية ومن ثم إنتاج الأضداد.

3- تكوين الدم: خلال الحياة الجنينة يقوم الطحال بإنتاج الدم أما بعد الولادة فإنه ينتج الخلايا اللمفاوية فقط. وفي حالات مرضية معينة كالابيضاض النقوي المزمن وتصلب النقي يمكن للطحال أن يستعيد وظيفته القديمة وينتج الدم من جديد.

4- تخزين الكريات الحمر: قرابة 8% من كريات الدم الحمراء المحيطية توجد في الطحال، إلا أن هذه الوظيفة تلاحظ بشكل أفضل عند الحيوانات.

هناك أمور عدة تخص الطحال يعتبر بعضها طبيعياً وبعضها الآخر مرضياً، سنستعرضها تباعاً:

- الطحال الإضافي: عندما تفشل إحدى العقيدات بالالتحام أثناء الحياة الجنينية يمكن أن تشكل طحالاً إضافياً صغيراً، تشاهد هذه الحالة عند 10% من الناس و تعتبر حالة طبيعية.

- اللاطحالية: حالة نادرة ولادية حيث يولد الطفل دون طحال.

- ضخامة الطحال: يزداد حجم الطحال لأسباب عديدة كالإنتانات (الملاريا أو الفيروسات أحادية النوى وغيرها)، الخباثات (مثل اللمفوما والابيضاضات)، فرط توتر وريد الباب، أمراض الكبد وغيرها.

قد تترافق ضخامة الطحال مع "فرط الطحالية" وهي حالة مرضية يحدث فيها نشاط زائد شاذ للطحال فيحتجز كميات كبيرة من الدم ضمنه مما يؤدي إلى:

* فقر دم : بسبب تخرب الكريات الحمر.

* نزوف عديدة: بسبب نقص الصفيحات.

* الإنتانات: بسبب تخرب الكريات البيضاء وخاصةً اللمفاوية.

وفي الحالات الشديدة من فرط الطحالية قد يكون الحل الوحيد هو استئصال الطحال.

- تمزق الطحال: غالباً ما يتمزق الطحال لأسباب رضية كالحوادث وغيرها، وهي حالة إسعافية قد تكون مهددة للحياة بسبب النزف الداخلي الخطير.

- استئصال الطحال الذاتي: تحدث هذه الحالة عند المرضى المنجليين، حيث تسد الخلايا المنجلية الشاذة الأوعية الدموية الصغيرة داحل الطحال مسببة مع مرور الأيام تخرباً وتموتاً في النسيج الطحالي إلى أن يفقد وظيفته نهائياً ويضمر.

عندما يحدث استئصال الطحال سواء جراحياً أو ذاتياً من المهم أن يتلقى المريض اللقاحات بشكل دوري لمكافحة الأمراض التي كان الطحال مسؤولاً عن محاربة أسبابها ومن أهمها: المستدمية النزلية والعقديات الرئوية اللتان تسببان إنتانات خطيرة كالتهاب السحايا وذوات الرئة خاصة عند الأطفال.

هل يمكن أن تعيش دون طحال ؟

نعم يمكن، إلا أنه من المهم مراعاة أخذ اللقاحات الدورية ومراجعة طبيبك في حال تخطيطك لأي عمل جراحي أو تداخل سني لاتخاذ التدابير اللازمة والحماية من الإنتانات.

ومؤخراً طور علماء أمريكيون جهازاً حديثاً بتقنيات متميزة قادراً على تطهير الدم من الالتهابات مستوحى من الطحال.

هنا

أخيراً يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي لترسيخ وتوضيح ما قرأتموه آنفاً :

هنا

لقراءة مقالاتنا الأخرى ضمن سلسلة كيف يعمل جسم الانسان: هنا

المصادر:

هنا

هنا

هنا