الطب > مقالات طبية

استخدام الخلايا الجذعية: تقنية جديدة قد تحدث ثورة في فهم عمل الجينات

اتخيّل لو في طريقة سريعة وشاملة وسهلة لتخلينا نفهم بشكل مفصّل أكتر كيف الجينات عم تشتغل، واتخيّل لو منقدر بهيك معلومات ننهي أمراض خطيرة متل: أمراض القلب والكبد والسرطان!!!

....اي لا تتخيّل كتير- قرّبنا نوصل

أولاً يجب علينا أن نتعرّف الى بعض المصطلحات و الحقائق:

الخلايا الجذعية: هي خلايا مكتملة النمو، ولكنّها غير متخصّصة لأداء وظيفة معيّنة (لم تتمايز)، لذلك تستخدم طبياً لإصلاح وترميم الاعضاء التالفة نتيجة إصابة ما، أو التي لا تستطيع القيام بوظيفتها بصورة تامّة، وكذلك في الأبحاث العلمية.

كلّ خلية جذعية تمتلك مجموعتين من الصبغيات أو الكروموسومات (مجموعة من الأم و مجموعة من الأب(.

عملية تمايز الخلايا الجذعية (التمايز الخلوي): تأخذ كل خلية شكلاً خاصاً ونمطاً وظيفيّاً خاصاً حسب موقعها، ولكنّ المحتوى الجيني يبقى نفسه إلا في بعض الحالات النادرة.

ترانسبوزونات (الجينات القافزة): هي جينات لديها القدرة على الانتقال من موقع لآخر على طول الجينوم محدثةً طفرة ما أو تصلح طفرة ما.

في الخلايا الجذعية الجنينية توجد دارة جينيّة تقوم بمنع هذه الخلايا من التمايز، وعندما يتم إبطال هذه الدارة تبدأ الخلايا بالتمايز. ولكنّ كيفية حدوث هذه العملية تبقى لغزا حتى الآن .

تتضمّن التقنية الجديدة استخدام خلايا جذعية تحتوي على مجموعة واحدة فقط من الصبغيّات (نعلم أنّ كل خلية جسمية في الثدييات يكون لديها مجموعتان صبغيّتان(.

وهذه الخلايا الجذعية تدعى خلايا جذعية فَرْدانيّة أو أحادية الصيغة الصبغية Haploid Stem Cells، وهي تمتلك جميع خصائص الخلايا الجذعية الطبيعية (ذات المجموعتين الصبغيتين)، ولديها نفس القدرة على التمايز وأداء الوظائف. إذن تُعدّ هذه الخلايا أداة قوية جداً في دراسة الدارات الجينية وكيفية عملها. لكن كيف يتم ذلك فعلاً؟

يكون ذلك باستخدام الجينات القافزة لإحداث طفرات في كل الجينات تقريباً. أثر هذه الطفرات سيبرز بوضوح في الخلايا الجذعية الفردية لأنه لا يوجد نسخة أخرى لتعقّد العملية (أي أنّ أثر الطفرة سيبدو مباشرة في النمط الظاهري phenotype بسبب عدم وجود نسخة أخرى من الجين) .

وبما أنّ الخلايا الجذعية الجنينية تستطيع أن تتمايز وتتحوّر الى أي نوع خلوي, كما تمتلك الخلايا الجذعية الفردية الخاصّية نفسها، وهي الخلايا التي أصبناها بالطفرات، إذن باستطاعتنا الآن متابعة ودراسة التغيرات الجينية والطفرات التي كنا قد أحدثناها على الخلايا الجذعية الفردية وملاحقة الخلل ومطابقته مع الجين الأساس في الخلايا الطبيعية.

سوف تُحدِث هذه الطريقة بلا شك ثورة في عالم العلاج الجيني، وستمكّننا من فهم الدارة الجينية الداخلية ومنه يمكن أن نستطيع القضاء على أمراض وراثية خطيرة.

شي بطيّر العقل ما هيك..!!!!

المصدر: هنا

Photo Credit : Martin Leeb