الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

ما هو دورُ مستقبلاتِ الطعم الحار بشعورنا بالشبع؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

ينتجُ الشعورُ بالطعمِ الحار عَن وجودِ مادةٍ كيمائيةٍ في الفلفل تدعى الكابسيسين Capsaicin, والتي تُعطي الفلفل طعمَه الحرّيف. وقد وجدَ العلماءُ أنَّ هذا المُركَّب يمكنُ له أن يلعبَ دوراً ضرورياً في نقلِ الشعور بالشبع، وذلك ما تمَّ ذكرهُ في دراسةٍ تمَّ نشرها في مجلة PLoS One..

من المؤكّدِ أنَّ مركباً طبيعياً، آمناً، وقادراً على مساعدةِ الناس على التحكّمِ بالجوع, وبالتالي المساعدةِ في خسارةِ الوزن سيكونُ مفيداً لأبعدِ الحدود في محاربةِ السمنةِ الشائعة، بل إنَّهُ سيكونُ حُلماً حقيقياً لدى الكثيرين، حيثُ وضّحت العديدُ من الدراساتِ السابقة أنَّ الكابسيسين Capsaicin يساعدُ على فقدانِ الوزن.

ويبدو أنّ هذا المركّب يعملُ بطرقٍ عديدةٍ حيث يقللُ من كمّية الطعام المُتناولة، وينشّط النسيجَ الشحمي البني، ويزيدُ من أكسدةِ الدهونِ والشبع، ويحسّنُ من استقرارِ مستوى الغلوكوز في الدم.

وفي البحثِ المذكور, أشارَ العلماء إلى أنَّ مستقبلاتِ TRPV1 الخاصّةَ بالكابسيسين, يمكنُ أن تكونَ هدفاً جيداً للحصولِ على دواءٍ مُضادٍ للسُمنة، وأنَّ مُركَّب الكابسيسين Capsaicin بحدِّ ذاته يمكن أن يتمَّ تطويره كعلاجٍ مضادٍ للسمنةِ في حالِ أمكنَ تعديلُ الطعمِ الحرّيف الذي يتسببُ به.

وتمَّ في الدراسةِ تغذيةَ مجموعتَينِ من الفئران (واحدةٌ طبيعية, والأُخرى تفتقرُ لمستقبلاتِ TRPV1) على نوعينِ من النُظمِ الغذائية (الأولُ حميةٌ عاديةٌ, والثاني حميةٌ مرتفعةُ الدهون)، كما تمَّ تحديدُ العلاقةِ بينَ الملاحظاتِ الناتجة.

وقد تبيّن في النتيجة: أنّه في الفئرانِ الطبيعية، منعت الحميةُ الغنيّة بالدهون حدوثَ الاستجابةِ لإشاراتِ الشبع التي ترسِلُها المعدة عندَ تمددِ عضلاتِها، وذلكَ بالمقارنة مع الفئرانِ الطبيعية التي تمّت تغذيتَها على الحميةِ العادية.

أما لدى الفئران التي تفتقرُ لمستقبلاتِ TRPV1، فقد كانت الاستجابةُ ضئيلةً مقارنةً بالفئرانِ العادية, وذلك سواءً أكانت الحميةُ عاديةً أم مرتفعةُ الدهون! كما لم يُلاحظ أيُّ تأثيرٍ إضافيٍ لاجتماعِ الحميةِ مرتفعةِ الدهون (نمط التغذية) مع العاملِ الوراثي (غياب مستقبلات TRPV1) بل كانَ الأثرْ متماثلاً في نمطي الحمية المُتّبَعين.

في ضوءِ النتيجةِ السابقة، وبما أنّ مركّب الكابسيسين Capsaicin يرتبطُ بهذا النوعِ من المستقبلات، تمّت تجربةُ مركّب OLDA (أو N-oleoyldopamine) الذي يماثِلُ مركّب الكابسيسين من حيثِ ارتباطه بنفسِ النوعِ من مستقبلات TRPV1.وقد وُجِد أنَّ مُركب OLDA قد ساعدَ على زيادةِ الاستجابةِ لتمددِ عضلاتِ المعدة وإشاراتِ الشبع التي تُرسِلُها وذلكَ عند الفئران التي تمّت تغذيتَها بالحميةِ العادية، ولكنْ لم يُلاحظ الأثر نفسه في الحميةِ مرتفعة الدهون.

توصّل العلماءُ أخيراً إلى أنّ مستقبلاتِ TRPV1 تلعبُ دوراً وسيطاً في تأثيرِ الحميةِ مرتفعةِ الدهون على تمددِ عضلاتِ المعدة. وتساعدُ هذهِ النتيجة كثيراً في وضعِ أسسٍ بديلةٍ لعلاجِ البدانة، ومع ذلكْ فإنَّ الأمرَ يحتاجُ إلى مزيدٍ من الدراساتِ لتوضيحِ آليةِ التأثير وإمكانيةِ الاستفادة منها...

يمكنكمْ حتّى ذلكَ الوقت, الاستمرارُ بالاستمتاعِ بتناولِ الفلفل.. ذلكَ إن تمكنتمْ من تجاوزِ طعمِه الحرّيف بالطبع!

المصدر:هنا

الدراسة الاصلية:هنا