دور الأب خلال الحمل

دور الأب خلال فترة الحمل

خلال فترة الحمل يعتمد نمو الجنين على الغذاء و الأكسجين من الأم، و يستمدهم من الدم الأمومي عن طريق المشيمة.

والمشيمة عضو هام ينتج من الجنين ويلتحم بالغشاء الداخلي للرحم ويتصل بالجنين عن طريق الحبل السري، وتتكون من أوعية دموية وأنسجة خاصة تسمح بإمتصاص المواد الغذائية والأكسجين من دم الأم إلى دم الجنين و إفراز ثاني أكسيد الكربون والمخلفات من دم الجنين إلى دم الأم، و هكذا فالمشيمة تعمل كأداة للتنفس والتغذية والتخلص من الفضلات في نفس الوقت.

وقد أثبتت الأبحاث أن المشيمة، رغم أنها تتكون داخل الأم و تلتحم بأنسجة الرحم، إلا أن تكوينها يعتمد على جينات من الأب! و هكذا فالأب يلعب دوراً مهماً في فترة الحمل.

ففي إختبارات على الفئران وجد الباحثون أنه إذا تمكنوا من جعل المادة الوراثية في الجنين مستمدة من الأم فقط فإن الجنين سيتكون بشكل طبيعي و لكن ليس المشيمة، مما يثبت أن المشيمة تعتمد على المادة الوراثية للأب إلى حد كبير. كما تمكن فريق بحث من جامعة كورنيل من إكتشاف 15 جين "مدمغ" في عينات من أجنة البغال و اكتشفوا أن تكوين المشيمة في هذه الحيوانات تعتمد على جينات من الأب و ليس الأم، مما يؤكد أنه في فئة الثدييات على الأقل يلعب الأب دوراً كبيراً في نمو الجنين خلال فترة الحمل.

و يشرح الباحثون معنى الجينات المدمغة و كيفية تكون المشيمة إعتماداً على المادة الوراثية الأبوية في ورقة بحث منشورة فيPNAS متابعات الأكادية الوطنية للعلوم: ففي العادة تعمل الجينات بشكل زوجي لتكوين ونمو الجنين، أي أن الجينات (أو الأليلات) من الأم والأب يتم تفعيلها معاً وبشكل متساوي، و لذلك يشبه الأطفال آباءهم.

و لكن هناك حوالي 1% من الجينات تمر بعملية "دمغ" حيث يتم تعطيل نصف المادة الوراثية لجين معيّن، إما النصف الأمومي أو النصف الأبوي، و النتيجة أن الجين يكون مصدره أليل واحد فقط إما من الأب أو الأم. و هذا ما وجده الباحثون في تكوين المشيمة.

يذكر أنه إذا حدث ولم يتم دمغ أو تعطيل هذه الجينات الخاصة من ناحية الأب أو الأم كما يجب، أو إذا تم تفعيل ضعف عدد الأليلات المطلوب لهذه الجينات، فقد ينتج عيوباً خلقية في الجنين مثل متلازمة Prader Willi وأمراضاً مثل السرطان.

يوضح ذلك أن عملية تكوين و نمو الجنين تعتمد على آليات كثيرة معقدة لا تزال تحيّر العلماء و الباحثين، و لكن المؤكد أن كلاً من ماما و بابا يساهمون في نشأتنا خلال فترة الحمل و لا يمكن الإستغناء عن أياً منهم !

ترجمة وإعداد: ناظم الحسيني

المصادر و قراءات:

ScienceDaily: هنا

about Genomic imprinting: هنا

about Placenta: هنا

مصدر الصورة: 

هنا