الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

سلسلة كيف يعمل جسم الانسان؟ - الأسنان

استمع على ساوندكلاود 🎧

لقراءة مقالاتنا الأخرى ضمن سلسلة كيف يعمل جسم الانسان: هنا

رحلةٌ طويلةٌ يعيشها السنُّ منذ بدايةِ تشكُّله الجنيني وبزوغِه في الفم ومن ثَمَّ سقوطِه، إلى حين عودتِه على هيئة سنٍّ آخرَ أكبرَ حجماً وأكثرَ فعاليةً وأكثرَ ديمومةً إذا ما حافظنا عليه واعتنينا به. دعونا نتعرَّفُ على رحلةِ تشكُّلِ الأسنانِ بالإضافةِ إلى مكوّناتِها وأشكالها السريرية في هذا المقال:

البدايةُ مع أسناننا المؤقتةِ (المعروفة بالأسنان اللبنية)، هي ليست مجرَّد أسنانٍ ضعيفةٍ ستسقط فيما بعد دون فائدة! بل تساهمُ في عدَّةِ أمورٍ هامَّة ألا وهي:

- النموّ الطبيعيّ للفكين.

- الحفاظُ على المساحاتِ الضروريةِ للأسنان الدائمة.

- تناولُ الطعامِ حتى بزوغ الأسنان الدائمة.

- تطوُّرُ الكلامِ ولفظِ الأحرفِ اللِّثوية.

- عاداتٌ فمويةٌ صحيةٌ جيدة.

إذاً نملك نوعين من الأسنان: المؤقتةُ والدائمة.

أولاً: الأسنانُ اللبنيةُ أو المؤقتة (Primary deciduous):

- عددُها (20) سناً.

- تبدأ بالتشكُّلِ في الثلث الأوَّل من الحمل.

- تبدأ بالظُّهورِ في فمِ الرضيع في الشَّهر السادس.

- يكتملُ ظهورُ كاملِ الأسنانِ المؤقتة عند أغلبِ الأطفال في سنِّ الثالثة.

ونتيجةَ الضغط المُطبَّق على الأسنان المؤقتة من قبل الأسنان الدائمة التي تؤدي إلى امتصاصِ جذورها على نحوٍ تدريجي وبالتالي قلقلتها ومن ثَمَّ سقوطِها، تبدأ الأسنانُ الدائمةُ بشقِّ طريقها إلى الظهور في الفم...

ثانياً: الأسنانُ الدائمة (Secondary permanent):

- عددُها (32) سناً.

- تبدأ بالظهور في الفم بعمرِ السادسة، وأولُ سنٍّ يبزغُ في الفم هو الرَّحى الأولى السفلية.

- ينتهي بزوغُ معظمِها في سنِّ الثانية عشْرة، أما الأرحاءُ الثلاثُ (أضراس العقل) فليس لها وقتٌ محدد للبزوغِ، ولكنها تظهر غالباً في سن المراهقة أو بعد سن العشرين.

تصنيف الأسنان:

- الأسنانُ القاطعة (القواطع): القاطعة المركزية (الثنايا) والقاطعةُ الوحشيةُ وتدعى (الرباعية) Incisors بالإضافة إلى الناب Canines.

- الضواحكُ Premolars

- الأضراسُ (الأرحاء) Molars.

وظيفةُ الأسنان:

القواطع: تقطّع الجزيئات الطعامية وتمزقها.

الطواحن: تعمل مع الأنياب على تمزيقِ الطعام، وتشاركُ الأضراسَ في طحنِ الطعام أيضاً.

أجزاء السن:

يتألف السنُّ تشريحيًّا من:

1- التَّاجُ التشريحي: الجزءُ المُغطَّى بطبقةٍ قاسية تدعى (الميناء السني).

2- الحجرةُ اللبية: تحوي لبَّ السنّ الذي يتكون من أعصابٍ نخاعينية ولانخاعينية وشرايينَ وأوردةٍ وأقنيةٍ لَمفية وخلايا ضامَّةٍ وخلايا متنوعة أخرى.

3- الجذرُ التشريحي: يشمَلُ الثلثين السفليين من السنّ، ويكون مُغطّىً بطبقةٍ تشبه إلى حدٍّ ما طبقةَ الميناء التي تغطي التاج وتدعى (الملاط).

سطوح السن:

يقسمُ السنّ إلى عدةِ سطوحٍ هي:

شفوي (دهليزي) Labial: الوجهُ الأمامي للسن المقابلُ للشفة.

لساني Lingual: الوجهُ الخلفي للسن المقابلُ للسان.

قاصي (وحشي) Distal: الوجهُ البعيدُ عن الخط الأوسط للوجه.

داني (أنسي) Mesial: الوجهُ القريبُ من الخط الأوسط للوجه.

قاطعي Incisal : الحدودُ القاطعةُ للأسنان الأمامية.

ذروي Apical: عند ذروة السنّ (نهاية الجذر).

مكونات الأسنان:

يتكون السنّ من عدة عناصر وهي:

الماء، وعناصر عضوية، وعناصر غير عضوية، وتختلف نسبةُ كلٍّ منها في كلّ جزء من أجزاء السن.

الأنسجة السنية الرئيسية:

-الميناء Enamel.

-العاج Dentin.

-المِلاط Cementum.

-اللب السني Pulp.

فلندخلَ بشيء من التفصيل ونتعرفَ على خصائصِ كلِّ نسيج مُشكِّلٍ للسنّ:

*أولاً: الميناء:

- ذو طبيعة كريستاليةٍ قاسيةٍ ومواشيرَ مينائيةٍ، وهو غيرُ حساسٍ لأنَّه غيرُ مُعصَّب، وينحلُّ بالحمض، ويتحللُ (يفقد معادنه) فعلياً بدرجة pH 5.5 أو أقل.

- تشكِّل المركباتُ المعدنيةُ حوالي 96% من تركيبه والباقي عبارةٌ عن بعض المواد العضوية والماء ويُعدُّ هيدروكسي الأباتيت Hydrogenation المُكوِّنَ الأساسيَّ للميناء السنية وله الصيغة الكيميائية : (Ca 5(POD)3(OH

- لا تتجدد خلاياه، ويصبحُ داكناً مع العمر، قد يُساعدُ الفلوريد واللُّعاب في إعادة تمعدن الميناء.

- يُفقَد الميناءُ بالسَّحل الميكانيكي والاحتكاك (كتفريش الأسنان الشديد مثلاً)، ويتحلَّل بالحموض الخارجية (كالليمون)، والداخلية (المفرزات الطبيعية كالحموضة المَعدية).

ثانياً: العاج:

- أقلُّ قساوةً من الميناء وأكثرُ حساسيةً للعوامل المختلفة من خلالِ الألياف العصبية الموجودة ضمن الأنانيب العاجية التي تأتي إليه من اللُّب. يتجدَّدُ العاجُ باستمرار، ويتحلَّلُ بدرجة pH 6.5 أو أقل.

- يصنف العاج إلى:

أولي: يُشكّلُ المظهرَ البدئيَ الخارجيَّ للسن.

ثانوي: يتوضَّعُ بعد تشكّل العاجِ الأولي محيطاً بالحجرة اللبية كاملة.

ثالثي (العاج الترميمي): يتشكَّلُ استجابةً لتغيُّراتِ الخلايا المولِّدةِ السنية الحساسة للتهيُّجات والنَّخر السني المعتدل وبعضِ الإجراءات الجراحية وعواملَ أخرى مختلفة.

العاج السني: المنطقة باللون البني

ثالثاً: المِلاط:

- طبقةٌ رقيقةٌ من نسيجٍ مُمَعدنٍ تغطي الجذرَ السنيَّ، وتكونُ أقلَّ قساوةً من الميناء والعاج، وغيرَ حساسة.

- تثبَّتُ السنَّ مع العظم السِّنْخي عن طريقِ الأربطةِ الداعمةِ للسنّ المُرتكزة عليها.

الملاط: الجزء الملون بالأصفر

رابعاً: اللُّب:

- هو القسم الأعمق من السّن، ذو نسيجٍ لينٍ غنيّ بالأوعية الدموية والأعصاب مسؤولٍ عن تغذية السن. يُسمَّى اللُّبُ ضمن التاج اللُّبَ التاجيَّ ويكون على شكلِ حجرة لبية، أمّا ضمنَ الجذر فيُسمّى اللُبَّ الجذريَّ ويكون على شكل أقنية لبية.

- يتحسَّس اللُّب للتغيُّراتِ الحرارية الشديدة (حرارة أو برودة).

اللب: الجزء الملون بالبرتقالي

الأنسجة المحيطة بالسن:

هي الأنسجةُ التي تقوّي السنَّ وتعززُ ارتباطَه مع العظمِ المحيط به وهي:

- اللِّثة Gingiva.

- العظمُ السِّنْخي Alveolar Bone.

- الرباط الدَّاعم للسن Periodontal Ligament.

-المِلاط Cementum.

وأخيراً، عند الحديث عن الأسنان لابدّ لنا من الحديث عن بعض العوامل الموجودة في الفم التي تؤثر عليها وهي:

- اللُّعاب: مزيجٌ من السوائلِ يوفَّرُ حمايةً وظيفيةً كمساعدة بالبلع والمضغ وإعادة تمعدن الميناء والعاج، بالإضافة للوظيفة المناعية.

قيم الحموضة (Ph): هي درجةُ القَلَوية أو الحمضية لسائل الوسط (اللُّعاب) وتكون في الفمِ أقربُ لـ 7، وتعدُّ عاملاً مُهماً لإعادة التمعدن أو إزالته.

- اللويحة السنيةPlaque : تتشكَّلُ من قشرة لعابية بِدئية تسمحُ للبكتريا بالوصول إلى سطح السن، وتتضمن اللويحةُ النهائيةُ أكثرَ من 600 نوعٍ من البكتريا. إنَّ تجمُّعَ هذه اللُّويحةِ يجعل سطحَ السنّ مؤلماً وحساساً عند التعرُّض للهواء أو الماء البارد، وفي المراحل المتقدمة تكونُ هذه اللويحة بدايةَ تشكُّل النَّخرِ السني وربما الأمراضِ اللِّثوية وحول السنية.

بامكانكم قراءة المزيد عن:

ضرس العقل: هنا

صحة الفم والأسنان: الحلقة الأولى: هنا

الحلقة الثانية: هنا

الحلقة الثالثة: هنا

كسور الأسنان: هنا

تاّكل الأسنان: هنا

تصبّغات الأسنان:الجزء الأول: هنا

الجزء الثاني: هنا

المصدر:

هنا

Ivida dental anatomy and physiology