الطب > السرطان

ماذا تعلم عن السرطان؟ حقائقُ علمية في وجه مغالطاتٍ شائعة

استمع على ساوندكلاود 🎧

الكثيرُ منا يعلمُ بعضَ عوامل الخطر الحقيقية للإصابة بالسرطان مثل: السوابقُ العائلية للإصابة ببعض المتلازمات الورمية، والتقدمُ بالعمر، والكحولية، والالتهابُ المزمن، والعواملُ التغذوية، والهرمونات والتثبيط المناعي، والعوامل الإنتانية، والتعرُّضُ للمواد المُسرطِنة والإشعاع وضوء الشمس، بالإضافة إلى التدخين، لكنَّ المثير للاهتمام أنَّ هناك الكثير من المفاهيم الشائعة عن كيفية بَدء السرطان وانتشاره، التي على الرَّغم من أنَّها خاطئةٌ علمياً، تبدو منطقيةً خاصةً عندما تكون هذه المفاهيمُ مبنيةً على أسس نظريات قديمة. يُمكن أن تؤدي هذه الأفكارُ الخاطئةُ حول مرض السرطان إلى قلقٍ غير مبرر، حتى أنَّها قد تعيقُ الوقايةَ الجيدة واتخاذَ القراراتِ السليمة المُتعلّقة بالعلاج. يطرح هذا المقالُ بعضَ هذه المفاهيم الخاطئة وردودَ الباحثين في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة عليها، بناءً على دراساتٍ علمية أُجريَت خلال المدة الماضية.

1. هل يعني السرطان الموت؟

انخفضَ احتمال الوفاة بسبب مرض السرطان في الولايات المتحدة باطّراد منذ التسعينيات، إذ أصبح معدَّل البقيا (البقاء) الذي يُسمَّى Five-year survival rates في بعض أنواع السرطان يفوقُ الآن 90% كما في سرطان الثدي والبروستات والغدة الدرقية، بينما يصلُ هذا المعدَّل إلى 66% لجميع أنواع السرطان مجتمعة.

ومن المُهم أن نلاحظَ أنَّ هذه المعدلات تستندُ إلى بياناتٍ مأخوذةٍ من أعدادٍ كبيرةٍ من الناس، لذلك فإنَّ عددَ السنين التي سيعيشها المصابُ بالسرطان، وإذا ما كان سيموت بسببه أم لا مبنيٌّ على عواملَ عدة من ضمنها: سرعةُ نمو السرطان، ومدى انتشاره في الجسم، والصحةُ العامة للشخص، ووجودُ علاجٍ فعَّال لحالته وغير ذلك.

2. هل يجعلُ تناولُ السكرياتِ السرطانَ أسوأ حالاً؟

لا، فعلى الرَّغم من أنَّ الأبحاثَ قد أظهرت أنَّ الخلايا السرطانيةَ تستهلكُ كميةً أكثرَ من السكر(الغلوكوز) من الخلايا الطبيعية، إلا أنَّه لا توجد دراساتٌ تظهر أنَّ تناولَ السكر قد يجعلُ السرطانَ أسوأ، أو أنَّه إذا توقفَ المريضُ عن تناول السكر فإنَّ السرطانَ سينكمش ويضمحل.

ومع ذلك، قد يسهمُ اتباعُ نظام غذائي عالي السكر في زيادة الوزن، وترتبط السمنةُ بدورها بتزايد خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان.

3. هل تسببُ المُحلّيات الصناعية السرطان؟

أجرى الباحثون دراساتٍ على سلامة المُحلّياتِ الصناعية (بدائل السكر) مثل saccharin ، cyclamate،aspartame ، acesulfame potassium، sucralose وneotame ، ولم يجدوا أيَّ دليلٍ على أنَّها تسببُ السرطانَ عند البشر، وقد وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية على كلِّ هذه المحليات الصناعية- ماعدا الـ Cyclamate ـ وسمحت ببيعها في الولايات المتحدة.

4. هل السرطان معدٍ؟

بشكلٍ عام لا، السرطان ليس مرضاً معدياً ينتشرُ بسهولة من شخص إلى آخر، والحالة الوحيدة التي قد ينتشر فيها السرطان من إنسان إلى آخر هي زرعُ الأعضاء والأنسجة. فالشخصُ الذي يتلقَّى عضواً أو نسيجاً من المُتبرع الذي كان يُعاني من سرطان في الماضي، قد يكونُ مُعرضاً للإصابة بسرطان مرتبط بالزرع في المستقبل. ومع ذلك، فإنَّ هذا الاحتمالَ نادرٌ بالفعل فهو يُشكلُ نحو حالتين من السرطان من بين كل 10000 حالة زرع. ويتجنب الأطباء استخدام أعضاءٍ أو أنسجةٍ من المتبرعين الذين يملكون تاريخاً مع السرطان.

في بعض الحالات، قد تُسببُ فيروساتٌ معينةٌ السرطانَ عند بعض الأشخاص (كبعض أنواع فيروس الورم الحُليمي البشري Human papillomavirus أو HPV) والبكتريا (مثل Helicobacter pylori). وبينما يُمكن للفيروس أو البكتريا أن ينتقلا من شخص إلى آخر، لا يُمكن للسرطان الذي يسببانه أحياناً أن ينتقلَ من شخص إلى آخر.

5. هل يمكنُ للسلوكيات - الإيجابية أو السلبية - أن تزيدَ خطرَ الإصابة بالسرطان أو احتمالَ الشفاء منه؟

حتى الآن، لا يوجدُ أيُّ دليل علمي مُقنعٍ يربِطُ سلوكَ الشخص بخطر الإصابة أو الموت من السرطان، فمن الطبيعي لمريض السرطان أن يشعرَ بالحزن، والغضب، أو بالإحباط أحياناً، وأن يكونَ إيجابياً ومتفائلاً في أحيان أخرى.

قد يكون الأشخاصُ ذوي السلوكياتِ الإيجابية أكثرَ قدرةً على الحفاظ على نشاطاتهم وروابطهم الاجتماعية، كما أنَّ المحافظةَ على النشاط البدني والدعمَ العاطفي قد يساعدا على مقاومة السرطان والتعامل معه.

6. هل يُمكنُ لجراحةِ السرطان أو الخزعة أن تسببَ انتشارَ السرطان في الجسم؟

إنَّ احتماليةَ انتشار السرطان إلى أماكنَ أخرى في الجسم بسببِ جراحة السرطان ضعيفةٌ جداً. ووفقاً للإجراءات القياسية، يستخدم الجرَّاحون أساليبَ خاصةً ويتخذون العديدَ من الخَطوات لمنعِ الخلايا السرطانية من الانتشار خلال أخذ الخزعات أو عند إجراء جراحةِ لاستئصال الأورام، فعلى سبيل المثال: إذا وجبت إزالةُ الأنسجة من مناطقَ معينةٍ في الجسم، فإنَّهم يستخدمون أدواتٍ جراحيةً مختلفةً لكل منطقة.

7. هل يزدادُ السرطان سوءاً في حال تعرُّضه للهواء؟

لا، فتعرُّضُ الأورام للهواء لن يجعلَها تنمو بشكلٍ أسرع، ولن يتسبَّب في انتشار السرطان من مكان إلى آخرَ في الجسم.

8. هل تُسبّب الهواتفُ المحمولة الإصابةَ بالسرطان؟

ليس وفقاً لأفضل الدراسات المنجزة حتى الآن؛ فسببُ السرطان طفراتٌ وراثية، وإنَّ الطاقةَ المنبعثةَ من الهواتف المحمولة ذاتُ تردُّد منخفض لا تضرُّ بالمورثات.

9. هل تسببُ خطوطُ الطاقة الإصابة بالسرطان؟

وفقاً لأفضل الدراسات المنجزة حتى الآن: لا؛ فخطوطُ الطاقة تضمُّ كلاً من الطاقة الكهربائية والمغناطيسية: الطاقةُ الكهرَبائيةُ المنبعثةُ من خطوط الطاقة هي طاقةٌ مُخفَّفةٌ أو ضعيفةٌ بسبب مرورها عبر الجدران والأشياء الأخرى، في حين أنَّ الطاقةَ المغناطيسيةَ المنبعثةَ من خطوط الطاقة ذاتُ تردُّد منخفضٍ ولا تضرُّ بالمورثات.

10. هل هناك منتجاتٌ عشبية يُمكن أن تَشفيَ السرطان؟

لا، على الرَّغم من أنَّ بعض الدراسات تشير إلى أنَّ العلاجاتِ البديلةَ أو المُكمّلةَ -بما في ذلك بعضُ الأعشاب- قد تساعدُ المريضَ على التعاملُ مع الآثار السلبية لعلاج السرطان، إلا أنَّه لم يَثبُت وجودُ منتجاتٍ عشبيةٍ فعّالة لعلاج الخباثات، بل قد تكونُ بعضُ المنتجاتِ العشبيةِ ضارةً في حال استخدامها أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لأنَّها قد تتداخلُ أو تتعارضُ مع هذه العلاجات. وينبغي للمصابين إخبارُ أطبائهم عن المنتجات العشبية التي قد يستخدمونها بما في ذلك الفيتامينات والمكمّلات العشبية.

11. إذا كان في عائلة الإنسان شخصٌ مصاب بالسرطان، فهل سيكون غالباً عرضةً للإصابة أيضاً؟

ليس بالضرورة؛ إذ ينشأ السرطانُ نتيجةَ حصول طفرات في المورثات، في حين أنَّ نحو 5 – 10% فقط من السرطان يحدث نتيجةَ طفراتٍ ضارة موروثة من الأبوين. ومن الجدير بالذكر أنَّه في العائلاتِ التي لديها طفراتٌ مُسببةٌ للسرطان، غالباً ما يُصابُ عددٌ من أفرادها بنفس نوع السرطان، وتُسمَّى هذه الحالةُ بالسرطانات العائلية أو الوراثية.

أما نسبةُ 90 – 95% الباقية التي تنشأُ نتيجةَ الطفراتِ التي تحدث خلال حياة الإنسان كنتيجة طبيعية للتقدُّم في السن والتعرُّض للعوامل البيئية مثل دخان التبغ والإشعاع، فتسمَّى السرطاناتِ غيرَ الوراثية أو التلقائية.

12. إذا لم يكن في عائلة الإنسان أيُّ شخص أصيب بالسرطان، فهل يعني هذا أنَّه بأمان من خطر الإصابة؟

لا، فاستناداً إلى البيانات الأخيرة، سيُشخَّصُ نحو 40% من الرجال والنساء بالسرطان خلال إحدى مراحل حياتهم.

معظمُ السرطانات تحدث خلال حياة الإنسان كنتيجة طبيعية لتقدُّم السن والتعرُّض للعوامل الطبيعية كالتبغ والإشعاع كما ذٌكر سابقاً، بالإضافة إلى عواملَ أخرى يمكنُ أن تلعبَ دوراً مؤثراً كنوع وكمية الطعام اللذين يتناولهما الشخص، وممارسته للتمارين الرياضية.

13. هل تسببُ مضاداتُ التعرُّق أو مزيلاتُ العرق سرطانَ الثدي؟

لم تجد أفضل الدراسات حتى الآن أيَّ دليل يربطُ بين المواد الكيميائية التي توجد عادةً في مضاداتِ التعرق ومزيلاتِ العرق، والتغيرُّاتِ الحاصلة في أنسجة الثدي.

14. هل يزيدُ استخدام صِبغة الشعر خطرَ الإصابة بالسرطان؟

لا يوجدُ أيُّ دليلٍ علمي مُقنع على أنَّ استخدامَ صِبغة الشعر يزيدُ خطرَ الإصابة بالسرطان، ومع ذلك، تشيرُ بعض الدراسات إلى أنَّ مصففي الشعر الذين يتعرَّضون بانتظامٍ إلى كميات كبيرة من صِباغ الشعر والمواد الكيميائية الأخرى قد يكونوا مُعرَّضين أكثرَ لخطر الإصابة بسرطان المثانة.

المصدر المصحح:

هنا

لمزيد من المعلومات الأولية عن السرطان:

هنا

هنا

للمزيد عن دور الطفرات الجينية:

هنا

للمزيد عن علاقة السمنة بالسرطان:

هنا

للمزيد عن علاقة التغذية بالسرطان:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

للمزيد عن علاقة التبغ بالسرطان:

هنا

للمزيد عن علاقة الالتهاب المزمن بالسرطان:

هنا