منوعات علمية > العلم الزائف

الأرض المجوفة .. هل هي موجودة حقاً ؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

تقول هذه النظرية بأن الأرض ليست بِكُرةٍ بيضويةٍ صلبة، بل هي مجوفة وتحتوي على مدخلَين في كلٍّ من القطبين، وأن حضارة الأغارثا Agartha تعيش هناك، التي تحتوي على معلِّمينَ روحيين وتِقَنيِّين يُغادرونها أحياناً إلى الفضاء بصحونهم الطائرة!.

افترض الفلكيُّ إدموند هالي Edmund Halley في بدايات القرن السّابع عشر وجود أربعِ طبقاتٍ مركزيةٍ للأرض، كما افترض أيضاً أن جوف الأرض يضجُّ بالحياة ويستمدُّ ضوءَهُ من غلافٍ مُضيءٍ، واعتقدَ أن الشَّفَقَ القُطبيَّ يستمدُ ضوءه من إنبعاثات هذا الغاز عبر قشرة الأرض في القطبين.

نشر ويليام ريد William Reed خلال العام 1906، كتاب The Phantom of the Poles أي " شبح القطبين " حيث ادّعى في كتاباته بأنه لم يتمكّن أحدٌ من إيجاد القطب الشمالي أو الجنوبي لأن لا وجود لهم من الأساس، بل كل منهما هو مدخل لتجويف الأرض. ونَشَرَ مارشال ب. غاردنر Marshall B. Gardner بشكلٍ خاصٍ كتاباً بعنوان " Journey to the Earth interior " أي "رحلةٌ إلى جوف الأرض"، حيث رفض نظرية الطبقاتِ المركزيّة، لكنّه أقسم بوجود شمسٍ على بُعد 600 كيلومتر في قُطر الأرض، كما وأقسم بوجود حفرتينِ كبيرتينِ في كلٍّ من القطبين. حلّق ويليام فوق القطب الشمالي في عام 1926 وفوق القطب الجنوبي في عام 1929، إلّا أنّه لم يجد أيًّ من المداخل لعوالمَ أخرى!

كان لنظرية الأرض المجوفة أيضاً أصداءٌ خلال الحقبة النازية، حيث تدّعي إحدى الأساطير أن هتلر قد قام بالهرب عبر فتحةٍ إلى القطب الجنوبي. كما نشر رايموند دبليو. برنارد Raymond W. Bernard في عام 1964 الإكتشاف الجغرافي الأعظم في التاريخ الذي قام بكتابته اللواء ريتشارد إي. بايرد Richard E. Byrd بعنوان The Hollow Earth والذي يقوم بدعم نفس الفكرة، بالإضافة لكثيرٍ من الأمثلة الأخرى.

حسناً، يجب علينا أيضاً ألّا نستعين بصورِ الأقمار الصِّناعيةِ التي لا تستطيعُ إلتقاطَ أيٍّ مِنْ هذه الحُفَرِ، وذلك بسببِ وجود مؤامرةٍ حكوميةٍ تمنعُ وصولَ هذه المعلومات، كما يدّعي داعمي نظرية الأرض المجوفة. لكن دعونا نتعرف وبشكل موجز على حقيقةِ الأشياء التي توجد تحت أقدامنا.

نستطيع تشبيه الأرض بثمرة الخوخ فعند قطعها نستطيع إيجاد ثلاثة طبقات:

- الطبقة الخارجية (القشرة الأرضية).

- الطبقة الوسطى (الوشاح).

- الطبقة الداخلية (اللُّب).

1- القشرة الأرضية:

يوجد هناك نوعان من القشرة الأرضية، الأول المحيطي وهو الذي يُبطن قاعَ المحيطات، والنوع الثاني القارّيُّ وهوالأثخن والذي يبطن قاع القارات، ويتألف كلٌّ منهما من أنواعٍ خاصةٍ من الصخور. يتألف النوع الأول بشكلٍ أساسيٍّ من صخور البازلت أما الثاني فيتألف من صخور الغرانيت. وتنقسم القشرة الأرضية إلى عدّة صفائحَ تطفو على الوشاح، والتي تتحرك بشكل دائم؛ تبلغ مسافةُ حركتها بحجم نمو ظفر إصبعك. وتحدثُ الزلازل عندما تَحْتكُّ الصفائح ببعضها البعض، وتتكون الجبال عندما تصطدم ببعضها، والوديان عندما تنزلق إحداها أسفلَ الأخرى، وهذه ما تدعى بنظرية الصفائح التكتونيَّة.

2- الوشاح:

يُعتقد أن الوشاح يتألفُ بشكلٍ رئيسيٍّ من الصخور الجيريّة الغنيّة بالمغنيزيوم والحديد. ترتفع الصخور القريبة من النواة بسبب الحرارة الشديدة، ومن ثم تتعرض لعملية التبريد تدريجياً لابتعادها عن مصدر الحرارة لتعود باتجاه النواة، يعتقد العلماء أن هذه العملية هي سبب تحرك الصفائح التكتونية، لتتعرف ما هي هذه الصفائح انقرهنا

عندما يقوم الوشاح بالضّغط على القشرة الأرضية، فإنّه يعبرُ خلالها ويخرجُ إلى سطح الأرض، وهذا ما يُعرف لدينا بالبراكين.

3- نواةُ الأرض:

كما يبدو من اسمها فهي تقع في مركز الأرض، وتحتوي على جزئين: أولهما القسم الصلب الدّاخلي المكوّن من الحديد حيث يبلغ قطره تقريبيّاً مسافة 1220 كيلومتر، يقوم هذا الجزء بالدوران بسرعة مختلفة عن باقي أقسام الكرة الأرضية، وهذا ما يُعتَقد أنّه المسبب للحقل المغناطيسي الأرضي. القسم الخارجي وهو ثانيهما، وهو عبارة عن سائلٍ مكوّنٍ من خليطة النيكل والحديد ويبلغُ قطره حوالي 2180 كيلومتر.

إن نواة الأرض هي المركز الحراريّ للقسم الداخلي من الكرة الأرضية بسبب إحتواءها على موادَ مُشعّة والتي تقوم بنشرِ الحرارة عند تحوُّلها إلى موادَ أكثر استقراراً.

حسناً، لا بد من العلم أن يقوم مجدداً بإفساد مُتعتنا وإلغاء رحلاتنا إلى القُطبين ومركز الأرض، لكن علينا دائماً تتبُع الحقيقة العلمية لكي لا ننتقل إلى عالم الوهم، وليس من الخطأ التخيُّل فالخيال هو بداية الإكتشاف، فلنجعل خيالنا بدايةً، وإكتشافنا العلمي نهايةً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا