الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

الجهاز الهضمي العلوي Upper GI tract

استمع على ساوندكلاود 🎧

لقراءة مقالاتنا الأخرى ضمن سلسلة كيف يعمل جسم الانسان: هنا

يمتدّ الجهازُ الهضميُ من الفمِ حتى فَتحةِ الشرج.

ليس هناك حدودٌ واضحة تقسمُ الجهازَ الهضميَ إلى عُلويٍ وسفلي، فعلى الصعيدِ الجنيني؛ يجب أن يُقسمَ الجهازُ الهضمي إلى علويٍ (من الفمِ إلى العَفَجDuodenum) ومتوسطٍ (من العفجِ إلى الكولونِ المعترض) وسفلي (من الكولونِ المعترض إلى فتحة الشرج) بناءً على المنشأ الجنيني لهذه الأقسام من المعيِ الأمامي والأوسطِ والسفلي على التوالي.

اصطلاحياً؛ يُقسم الجهازُ الهضمي إلى علوي (من الفمِ إلى اللفَائفي Ileum) وسفلي (من الأعورِ إلى فتحةِ الشرج Anus).

أمّا من حيث النزفِ الهضمي؛ فالحدُ الفاصلُ بين القسمين العلوي والسفلي هوالاتصالُ العَفَجيُ الصائميDuodenojejunal Flexure، يعتبر النزفُ فوقَ هذا الاتصال نزفاً هضمياً علوياً، ويسمّى نزفاً هضمياً سفلياً إذا حدثَ تحت مستوى الاتصال.

تشريحياً:

 الشفاه Lips:

تتكون من ثلاثةِ أقسام:

الجلدُ (نفسُ الجلدِ الذي يغطي الوجه) والحدُّ الأحمرُ والطبقةُ المخاطيةُ للفم.

يحتوي الجلدُ على بُصيلاتِ شعرٍ بينما تغيبُ هذه البصيلات في الحدّ الأحمر، وكلاهما يتكونُ من طبقةٍ مُتقرّنةٍ من خلايا حُرشفية. وتتكون الطبقة المخاطية من طبقةٍ غير متقرنة وخلايا حرشفية وغدد مخاطية.

 تجويف الفم Oral cavityوالبلعوم Pharynx:

يسمّى الفراغُ بين الشفاهِ وباطنِ الخدّين واللَثّةِ والأسنانِ بالدِّهليز.

يقعُ التجويفُ الفمويُ الرئيسي بين شِراع الحنكِ الصلبِ والرخوفي الأعلى واللسان والأسنان في الأسفل.

يوجدُ بعدَ الجوفِ الفموي الحَلْقThroatثمّ البلعوم الذي يحوي على اللَوزتين.Tonsils

يمتدُ البلعومُ من قاعدةِ الجمجمة في الأعلى إلى الحنجرة في الأسفل.

وسيتم الحديثُ عن الأسنان Teeth واللسان Tongue في مقالات منفصلة ضمن هذه السلسلة.

 الغدد اللعابية Salivary glands:

يوجد ثلاثُ غددٍ رئيسية وهي الغدةُ النكفيةُ والغددُ تحت اللسان والغددُ تحت الفك.

تفرزُ اللعابَ عبرَ أقنيةٍ مفرزة تصبّ في تجويفِ الفم.

بالإضافة لهذه الغددِ الرئيسية هناك العديدُ من الغددِ المصلية والمخاطية الصغيرة متوزعةً في الطبقة المخاطية وتحت المخاطية المبطنة لجوف الفم.

 المريء Esophagus:

يمرّالمريء عبرَ ثلاثِ مناطقَ مختلفةٍ في الجسم والتي هي الرقبة والصدر والبطن، وبالتالي يُقسم لثلاثةِ أقسام: رقبي وصدري وبطني.

يبلغُ طولُه حوالي ٢٥ سنتيمتراً، وهو أنبوبٌ عضليٌ يتوضع خلف الرغامى والقلب وأمامَ الحبل الشوكي. يلتقي ضمنَ جوفِ البطن مع المعدة بعد عبورِه الحجاب الحاجز بـ ٢-٣ سنتيمتراً، ويسمى مكانُ الالتقاء بالفؤادCardia أو الوصلِ المريئي المعدي The esophagogastric junction.

يتكوّنُ من طبقةٍ عضلية خارجية مسؤولةٍ عن البلعِ وتبطّنه طبقةٌ من الخلايا المخاطيةِ وطبقةٌ تحت مخاطية وغددٌ مريئية.

للمريء مصرّتان، علويةٌ وسفلية:

المصرّة المريئية العلوية The upper esophageal sphincter (UES):

هي حزمةٌ عضليةٌ في بداية المريء، يتم التحكّم بها إرادياً أثناء التنفسِ والأكلِ والتجشّؤِ والاقياء. وظيفتُها منعُ الطعام والمفرزات من الخروج من المريء والمرور إلى الرغامى.

المصرّة المريئية السفليّة The lower esophageal sphincter (LES):

هي حزمةٌ عضليةٌ تتوضع في النهاية السفلّية للمريء، عند التقائه بالمعدة. تعملُ بشكل لا إرادي. وظيفتُها التقلّص من أجل منعِ ارتداد محتويات المعدة إلى المري (أي منع القلس المعدي المريئي GERD) والذي يحدثُ عند ارتخاء هذه المَصرّة، ويتسبب بحرقةٍ وألمٍ خلفَ القص Sternum والذي يتسببُ بالتهابِ الطبقة المحاطية في حال إزمانه والتي تعتبر حالة مؤهبة للسرطان Barrett's esophagus. أمّا في حال تقلّص (تشنّج) المصرّة غيرِ المناسب يؤدي ذلك لما يُسمّى بالأكالازيا Achalasia والتي تشكّل عائقاً أمامَ الطعام القادم من الفم مروراً بالمريء باتجاه المعدة ممّا يسبب ألماً خلف القص وصعوبةً في البلع وارتجاعَ الطعام.

هناك أوردةٌ كبيرةٌ في جدار المريء تدعى الأوردةُ المريئيةُ التي قد تتوسّع بسبب تشمعِ الكبد وتتشكّل فيها الدوالي المريئية فيها وعندها تحملُ خطرَ النزف. بالنسبة لتعصيبِ المري فهناكَ ضفيرةٌ عصبية تتحكم بحركة المريء لتسّهل عمليةَ البلع غيرِ الإرادية تدعى ضفيرة أورباخ.

بعض الأمراض الشائعة التي تصيبُ الجهاز الهضمي العلوي:

 داء الجَزر المعدي المريئيهنا

 القرحة الهضميةهنا

 التهاب المريء.

 تشنج المريهنا

 دوالي المري: وهي احتقانُ وانتفاخ الأوردة المريئية عند مرضى التشمّع الكبدي، قد تكون سبباً لنزيفٍ هضمي مهددٍ للحياة.

 فَتق الحجاب الحاجزهنا

 سرطان المري هنا

 متلازمة مالوري وايس: وهي حدوثُ جَرح أوخدش في بطانة المريء بعد عدّةِ إقياءاتٍ عنيفةٍ مسبباً نزفاً يتسرّب إلى المعدة ثم يتظاهر فيما بعد بإقياءٍ مدمى، يشفى الجرحُ عفوياً وقد يحتاجُ لعلاج عرضي فقط.

تنتجُ العديدُ من الأمراض الهضمية التي تتضمن إصابةَ البطانة التابعة للأنبوب الهضمي عن التعرضِ المستمر للعصارات المعدية والحموض الصفراوية المفرَزة من الكبد، أوعن طريقِ الاستعمالِ طويلِ الأمد للأدوية التي تخرّش هذه البطانة أو عن طريق التهابِ هذه البطانة بتعرضها لجرثومةِ الهليكوباكترH. Pyloriأو شربِ الكحول أوالتدخين.

بعض الأعراض والعلامات التي تدّلك على وجود مشاكلَ في الجهاز الهضمي العلوي وعليكَ عندها مراجعة الطبيب:

• الاقياءُ المدمى.

• ألمٌ أعلى البطن مع نفخة.

• مشاكلٌ في البلع.

• إقياءاتٌ متكررةٌ وغثيان.

• نقصُ الوزن غير المفسر.

• حرقةُ المعدة والشعورُ بالحموضة وارتجاع الأطعمة للمريء وإلى الفم أحياناً.

يُنصح بإجراءِ تنظيرٍ هضمي علوي في الحالات التالية:

 بعدَ التعرضِ لمخرّش كيميائي أو مادةٍ سامة في الطعام أوالشراب بشكلِ إسعافي.

 لأخذِ بعض الخَزعات وفحصها مخبرياً.

 لإزالة السلائلِ (البوليبات)؛ وهونموٌغيرُ طبيعي للبطانة قد يتحول إلى سرطان.

 لمعالجةِ النزف الهضمي العلوي الذي قد يسبب فقر الدم.

 لإزالة أيّ جسم أجنبي مُبتلَع.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا