الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

سلسلة كيف يعمل جسم الانسان؟ - الجهاز الهضمي: اللسان

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُعتبَر اللسان كتلةً عضليةً مُغطاة بشكلٍ كاملٍ تقريباً بغشاءٍ مخاطي ويَشغَل معظمَ حيزِ التجويف الفموي والبلعوم الفموي. يُعرف اللسان بدورِه في التذوق، ولكنه يساعد أيضاً في عمليات المضغ والبلع والكلام والتنظيف الفموي. تساهم خمسةُ أعصابٍ قحفيةٍ في التعصيبِ المُعقَّد لهذا العضو مُتعدِّد الوظائف.

تَظهَر الأصولُ الجنينيةُ للسان في الأسبوعِ الرابع الحملي، حيث يُشتَق جسم اللسان من القوسِ الغلصمية الأولى، بينما تشكل أجزاءٌ من الأقواسِ الغلصميةِ الثانية والثالثة والرابعة قاعدةَ اللسان، وتعطي الجُسيدَاتُ القَذَالية الخلايا المُولدةَ للعضل التي تشكل البنيةَ العضليةَ الداخليةَ للسان.

التشريح العياني:

يتكونُ اللسانُ من الأمام للخلف من ثلاثة أقسام: قمةٌ وجسمٌ وقاعدة.

قمةُ اللسانِ (Tip) هي الجزءُ الأماميُّ المتحرك من اللسان، وإلى الخلف منها يقع جسم اللسان (Body) وله سطحان علويٌّ وسفليّ.

يقسِم الثلمُ المتوسط (Median sulcus) جسمَ اللسان إلى نصفين أيمنَ وأيسر، أما الثلمُ الانتهائيُّ (Terminal sulcus) فله شكلُ حرف V، ويفصل بين جسمِ اللسان وقاعدتِه. وعلى قمة هذا الثلم توجد الثقبةُ العوراءُ "بقايا من القناة الدرقية اللسانية الدانية الموجودة في المرحلة الجنينية". تحتوي قاعدة اللسان (Base) على اللوزاتِ اللسانيةِ التي تشكل جزءاً من حلقة فالداير.

كما يمكن أن يُقسَم إلى جزءين هما: الجزء الفموي: ويشكله الثلثان الأماميان، وهو الجزء المتحرك من اللسان. الجزء البلعومي: ويشكله الثلث الخلفي (قاعدة اللسان).

الحُليمات اللسانية:

ينجم المظهرُ المميَّزُ لسطح جسمِ اللسانِ عن وجودِ الحليمات اللسانية – التي هي انتباذاتٌ من الصفيحةِ المخصوصةِ مُغطاةٌ بالظهارة - والتي تُقسَم إلى أربعةِ أنواع: الكأسية، الورقية، الخيطية والكمئية (الفطرية).

الحليمات الكأسية (vallate papillae): بارزةٌ مُسطَّحةُ الشكل ومُحاطَة بأجواف. يتواجد لدى الإنسان 8-12 حليمةً كأسية، تتوضع مباشرةً أمام الثلمِ الانتهائي، وتحتوي كلُّ حليمةٍ على 250 برعمٍ ذوقي (tastebuds). تصب مُفرَزات قنواتِ الغدد اللعابية اللسانية (غدد فون ايبنر) الحاويةُ على الليباز اللساني على الأجوافِ المحيطة بالحليمات، حيث تبدأ المرحلة الأولى من عملية هضم الدسم.

الحليمات الورقية (foliate papillae): يبلغ عدد البراعم الذوقيةِ فيها 1000 برعم، وهي ثنياتٌ صغيرةٌ من المُخاطية متوضِّعَة على الوجه الوحشيّ من اللسان.

الحليمات الخيطية (filiform papillae): رفيعةٌ وطويلةٌ وهي الأكثر عدداً، تتوضع على كامل ظهرِ اللسان، ولكنها لا تتدخل في حاسة التذوق.

الحليمات الكمئية (fungiform papillae): تأخذ شكلَ الفطرِ وتتوزع بشكلٍ كثيفٍ على طولِ قمة اللسان وعلى السطوح الوحشية للسان، يمتلك الإنسان 200-300 حليمةٍ كمئية وكل حليمة تحوي 1600 برعمٍ ذوقي. يُعَصَّبُ كل برعم ذوقي بعدة ألياف عصبية، ويمكن لجميع البراعم الذوقية لدى الإنسان تمييزُ أنواعِ الطعومِ الخمسةِ: المالح، الحلو، المر، الحامض والأومامي (والذي يعبر عن طعم الغلوتامات).

يتكون كلُّ برعمٍ ذوقي من خلايا مستقبِلة ذوقيةٍ وخلايا قاعدية وطرفية. عندما ترتبط جزيئةُ الطعمِ على مُستقبِل الطعم يزولُ استقطابُ خلايا المستقبل مسببةً تدفق شوارد الكالسيوم، مما يؤدي إلى تحرير ناقلٍ عصبي غيرِ معروف.

ويعتمد الطريق العصبي الذي تسلكه السيالة بعد ذلك على موقع البرعم الذوقي الذي تمت استثارته، حيث يُثار عصب حبل الطبل وهو فرعٌ من العصبِ الوجهي في الثلثين الأماميين من اللسان، أما الثلث الخلفي فتُنقل منه المعلومات الذوقية عن طريق الفرع اللوزي اللساني من العصب البلعومي اللساني.

البنية العضلية للسان:

يمتلك اللسان أربعَ عضلاتٍ ذاتِ منشأ خارجيّ، حيث تنشأ خارجَ اللسانِ وترتكز عليه، وأربعَ عضلاتٍ ذات منشأ داخليّ من داخلِ اللسانِ ولاترتكز على أيّ عظمٍ. ولا تعمل هذه العضلات بمعزلٍ عن بعضها، حيثُ تقوم العضلاتُ الداخلية بتغييرِ شكلِ اللسان بينما تقومُ العضلات الخارجية بتغيير موقعهِ. تكون العضلات على كل جانب من اللسان مفصولةً بحاجز ليفي لساني.

وفي الجدول التالي شرح مفصل عن هذه العضلات:

التروية الدموية:

تتم ترويةُ اللسان، كما معظمُ منطقةِ الرأس والعنق، من الشريان السباتي الظاهر (External carotid artery) حيث يتفرع منه الشريان اللساني (Lingual artery). يتفرع الشريان اللسانيُّ داخلَ اللسان إلى ثلاثة فروعٍ رئيسية: اللساني الظهري (Dorsal lingual a.)، اللساني العميق (Deep lingual a.) والشرايين تحت اللسانية (Sublingual arteries).

يُغذي الشريانُ اللسانيُّ الظهريُّ قاعدةَ اللسانِ، في حين يمرُّ الشريانُ اللسانيُّ العميقُ على السطح السفليّ للسانِ ويصلُ إلى القمة، ويسمى الشريان المتفرِّع إلى الغدة تحت اللسان وأرضية الفم بالشريان تحت اللسان.

تكون الأوردةُ موازيةً بمسيرها لمسيرِ الفروع الشريانية. يبدأ الوريدُ اللساني العميق في مقدمة اللسان ويسير باتجاه الخلف ليصب في الوريد تحت اللسان، ثم يصبان في الوريد اللساني الظهري الذي يرافق الشريان اللساني. ويصب هذا الوريد بشكل مباشر أو غير مباشر في الوريد الوداجي الباطن (Internal jugular vein).

التعصيب:

يأتي التعصيبُ الحركيُّ لكلِّ عضلاتِ اللسانِ من العصبِ تحت اللسان (Hypoglossal nerve)، باستثناء العضلة الحنكية اللسانية التي يأتي تعصيبها من الضفيرة البلعومية (Pharyngeal plexus).

يقوم العصبُ اللسانيُّ (Lingual nerve) "الفرعُ الانتهائيُّ من القسم الثالث من العصبِ ثلاثي التوائم (Trigeminal nerve)" بالتعصيبِ الحسيِّ العام للثلثين الأماميين من اللسان، بينما يأتي التعصيبُ الذوقيُّ لهذا القسم من اللسان من عصب حبل الطبل (Chorda tympani) المُتفرِّع عن العصبِ الوجهي (Facial nerve).

أما التعصيبُ الحسيُّ العام والتعصيب الذوقيُّ للثلثِ الخلفيِّ من اللسان فيعتمد على الفرعِ اللوزيِّ اللسانيِّ من العصبِ اللساني البلعومي (Glossopharyngeal nerve).

التصفية اللمفاوية:

تُعتبَر التصفيةُ اللمفاوية للسان معقدةً؛ حيث يصب لمفُ مقدمة اللسان في العقدِ اللمفيةِ تحت الذقن، بينما يصب لمفُ الثلثين الأماميين الأنسيين للسان ولمفُ قاعدة اللسان في العقد اللمفية الرقبية العميقة، أما لمفُ القسم الأمامي الوحشي من اللسان فينزحُ إلى العقد تحت الفك.

لمحة عن حالات مرضية:

كالتصاقِ اللسانِ (انعقادُ اللسان) الذي يسببه قصرٌ غيرُ طبيعيٍّ في لجامِ اللسان، مما يؤدي إلى منعِ حركته، كما يمكن أن يُصاب اللسانُ بضخامةٍ منذ الولادة (اللسان العرطل) أو يُصاب بالصغر أو الانعدام، وهي حالاتٌ نادرة وغالباً ما تترافقُ مع شذوذات الأطراف.

تُشخَّص حالةُ اللسانِ الجغرافي في حالِ وجود بقعةٍ أو عدة بقعٍ حمراءَ مع حوافٍ بيضاءَ أو رماديةٍ، وتكون هذه البقعُ حميدةً وغيرَ عرضيةٍ عادةً، ولمعلوماتٍ مفصَّلة عن هذه الحالة يمكنكم الاطلاع على مقالنا على الرابط التالي: هنا

بينما يتم تشخيصُ اللسانِ المشقَّق (اللسان صَفنِي) بوجودِ عددٍ كبير من الأخاديد أو الأتلام على السطح الظهري للسان.

في حالة اللسان الأسود المشعري، فإن فرطَ التنسج الذي تُصاب به الحليمات الخيطية يقود إلى تراكم البكتيريا والأصبغة، كما يمكن أن يؤدي توسفُ خلايا اللسان إلى تلونه بلونٍ داكن.

لقراءة مقالاتنا الأخرى ضمن سلسلة كيف يعمل جسم الانسان: هنا

المصدر:

هنا