الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

سلسلة كيف يعمل جسم الانسان؟ - الأذن

استمع على ساوندكلاود 🎧

لقراءة مقالاتنا الأخرى ضمن سلسلة كيف يعمل جسم الانسان: هنا

تشكّل أعضاءُ الحسِّ إحدى أجزاءِ سلسلتنا عن الأعضاءِ ووظائفها، ومقال اليومِ سيكون عن الأذن، وهي العضو المسؤولُ عن السمعِ والتوازنِ، حيث تعد جهازَ الوصلِ بين الجملة العصبية المركزية من جهة، والرأس والعنق من جهة أخرى. تابعو معنا..

تتألف الأذنُ من ثلاثةِ أقسامٍ، الأذن الخارجيةُ، الأذن الوسطى، والأذن الداخلية. سنبدأ رحلتنا من الخارجِ ثم نتعمقُ داخلين أجزاءَ الأذن لنذكر أهمَّ صفاتِها التشريحيّة، وكيفيةَ مساهمتها في إنجاز وظيفة الأذن.

الأذن الخارجية: يتمثل دورُها بتجميعِ الاهتزازاتِ الصوتية من الوسط المحيط والمساهمةِ في تضخيمها ومن ثم نقلها إلى الأذن الوسطى، و تتألف من (من الخارج إلى الداخل):

الصيوان:

يحيطُ بمدخلِ مجرى السمع الخارجي، وهو عبارةٌ عن غضروفٍ مستورٍ بالجلد، وله شكل مميز (انظر الصورة جانباً) ويحتوي الأجزاء التالية: الحتار helix، ساق الحتار crus of helix، مقابل الحتار anti helix، الحفرة الزورقية scaphoid fossa، الحفرة المثلثية tringular fossa ،الزنمة tragus، مقابل الزنمة anti tragus، الفصيص (شحمة الأذن)lobule.

مجرى السمع الخارجي:

عبارةٌ عن قناةٍ بطولِ 4سم تقريباً. يتألف من قسمٍ غضروفيّ وآخرَ عظمي يأخذ شكل حرف S وينتهي بغشاء الطبل. تمر عبرَهُ الاهتزازات وله دورٌ في حماية الأذن الوسطى والداخلية من العوامل الخارجية.

غشاء الطبل:

غشاءٌ رقيقٌ شفافٌ بلونٍ أبيضَ صدفيٍّ، يفصل بين الأذن الخارجية والوسطى، يتألف من قسم رخوٍ، وقسم مشدود تفصل بينهما السرة، وتستند عليه قبضة المطرقة (لذلك له دور مهم في إحداث الاهتزازِ بالعظيمات السمعية كما سنرى تباعاً).

الأذن الوسطى:

تُسمى أيضاً جوفَ الطبل، وهي عبارةٌ عن مكعب بستةِ وجوهٍ بين غشاءِ الطبلِ والأذنِ الداخليةِ، وبداخلهِ العظيماتُ السمعيّةُ الثلاثة (المطرقةُ والسندانُ والرُّكَاب) ، وتنقل هذه العظيمات الاهتزازاتِ الصوتيةَ من غشاء الطبل (ترتكز قبضة المطرقة على غشاء الطبل) إلى الأذن الداخلية (تلمس قاعدة الركابة بالنافذة البيضية للأذن الداخلية)، وتُساهم في تضخيم الصوت حوالي 10 أضعاف.

قناة نفير أوستاش: أنبوبٌ من قسمٍ عظميٍّ وآخرَ غشائيّ، يصل بين البلعوم الأنفي وجوف الطبل، وتتجلى وظيفته بموازنةِ الضغطِ على جانبيّ غشاء الطبل. إلا أنه يسببُ بعضَ المشكلاتِ كانتقالِ الالتهابات من البلعوم للأذن الوسطى وبالعكس.

كما تحتوي الأذن الوسطى عضلتينِ هما عضلةُ الركابةِ المسؤولةُ عن المُنعكَسُ الركابي وتتلقى تعصيبها من العصب الوجهي، والعضلة الموترة للطبل، التي ترتكز على قبضة المطرقة، ويعصبها مثلث التوائم (العصب القحفي الخامس).

وتلعب هذه العضلاتُ دوراً مهماً في حمايةِ الأذنِ الداخليةِ من الأصواتِ المرتفعةِ، حيث تعملُ على تخفيفِ انتقال الترددات العاليةِ عن طريق التحكم بعظيمات الأذن الوسطى.

الأذن الداخلية:

تستلم المهمةَ الأخيرةَ في إيصال الصوتِ إلى الجملة العصبية عن طريق تحويل الاهتزازات الصوتية (طاقة ميكانيكية) إلى سيالة عصبية (طاقة كهربائية)، ومن ثم إلى العصب السمعي. كما تلعب دوراً في التوازنِ عن طريق الدهليز، حيث تتألف بشكل أساسي من التيهِ الغشائيِّ الذي يتوضع داخلَ التيهِ العظميِّ، حيث يحيط اللمفُ الخارجيُّ بالتيهِ الغشائي، وبداخله اللمف الداخلي.

التيه العظمي: وهو عبارةٌ عن ثلاثة أقسام (الحلزون، الدهليز، القنوات الثلاثة نصف الدائرية):

الحلزون: العضو الأساسيُّ للسمعِ بشكل قوقعة الحلزون، يتكون تشريحياً من ثلاثِ حجراتٍ وهي:

1. الصقالةُ الدهليزيةُ: وفيها لمفٌ خارجي، تفتح عليها النافذة البيضية ويفصلها غشاء مايسنر عن الحجرة الثانية

2. الصقالةَ المتوسطة: وتحوي لمفاً داخلياً، وفيها عضو كورتي المؤلف من 4 صفوف من الخلايا المشعرة المستندة على الغشاء القاعدي، وتحته الحجرة الثالثة

3. الصقالة الطبلية: وفيها لمفٌ خارجيٌّ، وتتصلُ مع النافذة المدوَّرة.

الدهليز: وهو القسمُ المركزيُّ من التيه العظمي، يقع إلى الأنسيّ (أقرب إلى خط منتصف الجسم) من الجوف الطبليّ وأمامَ القنوات الثلاثة، وإلى الخلف من الحلزون. تقع الفتحةُ البيضيةُ في جداره.

آلية العمل:

تنقلُ الركابةُ الاهتزازَ إلى الدهليزِ عن طريقِ الفتحةِ البيضية، مما يؤدي إلى تحريك السائل الداخلي perilimph، ومع تحركِ السائلِ يتحرك قسمٌ من قوقعةِ الأذن (الغشاء القاعدي وجهاز كورتي) فتستشعرُ الآلاف من خلايا الشعر؟ الحركةَ عبرَ أهدابٍ ساكنةٍ، وتقوم بتحويلها إلى إشاراتٍ كهربائيةٍ يتم نقلها عبر الناقلات العصبية إلى عدةِ آلافٍ من الخلايا العصبية. هذه الخلايا العصبية السمعية تقوم بتحويل الإشارات إلى نبضاتٍ كهروكيميائية تُنقَل عن طريق العصب السمعي إلى الدماغ.

لمزيد من التوضيح يرجى مشاهدة الفيديو:

هنا

أما عن الدورِ المهمِ في حسِّ الوضعةِ والتوازنِ فهذه مسؤوليةُ القنوات الثلاثة نصف الدائرية: العلوية والخلفية والوحشية، والتي تنفتح على الدهليزِ بواسطةِ انتفاخٍ في نهايتها يدعى المِجَلّ، ووظيفتها هي تحديدُ سرعة الدوران (التسارع الزاوي) في الاتجاهاتِ الثلاثةِ عن طريق مستقبلات ميكانيكية في المجلّ تتحسّس لتغيرِ حركةِ جريان اللمفِ الداخلي، وبالتالي تنشأ سيالةٌ عصبيةٌ تنتقل بالعصب الدهليزي، ولهذا لها دور مهم في تحقيق التوازن.

مختصر آلية السمع:

يجمع الصيوانُ الاهتزازاتِ الصوتيةَ وتدخل عبر مجرى السمع، لتصلَ إلى غشاءِ الطبل الذي يهتز وتهتزّ معهُ المطرقةُ دافعةً السندانَ إلى الوحشيّ، وتتحرك قاعدة الركابة فتدخلُ الموجةُ من النافذة البيضيةِ عبر الدهليز من جهة قاعدة الحلزون، وتصلُ للصقالة الدهليزية فيتحرك اللمفُ الخارجيُّ داخلَها ومنه إلى اللمف الخارجي في الصقالة الطبلية، حيث تؤدي حركة اللمفِ إلى اهتزاز الغشاء القاعدي، ومنه للخلايا المشعرة لعضو كورتي ثم على شكل سيالة عصبية بالعصب القوقعيِّ، وأخيراً إلى المخ حيث تتم ترجمة الإشارات وإدراكها على شكل صوت.

أهم الأمراض التي تصيب الأذن:

• التهابُ الأذنِ الوسطى بنوعيه المصلي والقيحي: ينتجُ المصليُّ عن أي سببٍ يؤدي لإغلاق نفير أوستاش، وهو شائع جداً عند الأطفال، أما القيحي فينتج عن البكتيريا.

• أذن السباح: أو التهاب الأذن الخارجية، وهي حالةٌ إنتانيةٌ أو التهابية، الشكل الحادُّ منها ناتجٌ عن خمجٍ، أما المزمن فيكون على شكلِ التهابِ جلد.

• السدادة الصملاخية.

• داء منيير: مجهول السبب، يصيب الأذن الداخليةَ في جهةٍ واحدة، ويتظاهر بدوار وطنين وألم أحياناً..

لمعرفة المزيد عن طنين الأذن وداء منيير

هنا

• دوار الوضعة السليم: اضطرابٌ في الأذنِ الداخلية يسبب سلسلة من الدوار، وهي ليست حالةً خطيرة.

لمعرفة المزيد عن دوار الوضعة السليم :

هنا

• تمزق غشاء الطبل: بعض العوامل قد تؤدي إلى تمزق الغشاء كالأصوات العالية جداً، التغير المفاجئ بالضغط، الانتانات، والأجسام الأجنبية، ولحسن الحظ فإن الثقب الصغير يشفى تلقائياً خلال بضعة أسابيع أما الحالات الجادة فقد تستلزم عملية جراحية.

• الورم الكولستريني(الكولستاتوما): وهو مرض سليم، ذو سير خبيث، حيث يتجمع فيه نسيج ليفي أو قشور في الأذن الوسطى وحول العظم، يتظاهرغالباً بسيلان كريه الرائحة، ونقص سمع.

المصادر:

هنا

هنا