فرانك سيناترا... عذوبة أصوات القرن العشرين

استمع على ساوندكلاود 🎧

ولدَ فرانسيس ألبرت سيناترا في الـ 12 من كانون الأوّل عام 1915 في "هوبوكين- نيو جرسي"، وهو الولدُ الوحيدْ لعائلةٍ صقليّةٍ مهاجرةِ. تأثّر سيناترا بما كان يُشاهدهُ من أداء "بينغ كروسبي" في منتصفِ الثلاثينيّات، فقررَ أن يبدأَ مِشوارهُ الغنائيّ الذي كانت بدايتُه في النّوادي المحليّة. وفي إِحدى الأمسيات الغنائيّة، أدّى ظهورهُ على الراديو إلى كسْبِ اهتمامِ عازفِ الترومبون "هاري جيمس" الذي كان قائداً لفرقة موسيقيّة آنذاك، فتوطّدت العلاقة بينهما واستفادَ منه سيناترا كثيراً خاصةً من حيث تعلّم التحكّم بالتنفس، ثمّ سجّل عندهُ سيناترا عدّة أغانٍ منها All or Nothing at All.

وفي العام 1940 قام "تومي دورسي" بدعوة سيناترا ليشارك في فرقتهِ لتسجيل أغنية I'll Never Smile Again، والتّي كانت اللَبِنة الأولى في سلسلة من الأغاني التي احتلّت المرتبةَ الأولى خمسَ عشرةَ مرّةً ضمنَ قائمةِ أفضلِ 10 أغانٍ أسبوعية في الولايات المتّحدة الأمريكيّة خلال عامين على التوالي (1940-1941)، ليقرر سيناترا بعد ذلك أن يبدأ بشقّ طريقه منفرداً. وبالفعل كان له ما أراد، إذ ازدهرَ مشوارُ سيناترا كمغنٍّ فردي ما بين عاميّ 1943 و1946، وبدأتْ حشودُ الجماهيرِ تميلُ إلى صوتهِ العذب ملقبةً إياه بـ "الصوت The voice" و"سلطانُ النشوةِ The Sultan of swoon".

بدأَ سيناترا مسيرتَه التمثيلية عام 1943 مُشاركاً بِفيلمينِ هما "Reveille With Beverley" و"Higher and Higher"، ليعودَ ويتألق في هذا المجالِ ويفوزَ في عام 1945 بجائزةٍ أكاديميةٍ خاصّةً عن فيلمٍ قصير مدته 10 دقائق بعنوان "The House I Live In" يتحدّثُ عن التّسامحِ العرقيّ والدينيّ.

مالتْ شعبيةُ سيناترا إلى الانخفاضِ بعدَ ذلك، لكنّه سُرعانَ ما قامَ بضَربتهِ السّاحقةِ في عام 1953 ليعود إِلى السّاحة ويفوز بجائزةِ أوسكار عن دَورهِ في فيلم "From Here To Eternity" الذي مثّل فيه دورَ جنديٍّ ايطاليٍّ أمريكيّ في الحَربِ العالميّةِ الثانيةِ، والّذي كانَ أوّلَ دورٍ غيرِ غنائيٍ لسيناترا.

في نفس العام، وقّعَ سيناترا عقدَ تَسجيلٍ مع شركةَ "Capital Records"، كما تلقّى جائزتي أوسكار عن أَدائِهِ في فيلمين هما "The Man With The Golden Arm" و"The Manchurian Candidate" واستَمرّ في تَصدُّرهِ قوائمَ أفضل الأغاني، إلا أن المبيعات بدأتْ تتراجعُ في أَواخِرِ الخمسينات، مما أدى إلى ترك سيناترا لشركة "Capitol Records" لينشئَ شركة "Reprise" ويبدأَ بإنتاجِ تَسجيلاته الخاصّة، وبالتعاون مع شركةُ ".Warner Bros" أنشأ سيناترا شركته الخاصة لإنتاج الأفلام "Artanis".

لم يطُلْ الانتظارُ حتى عادَ سيناترا إِلى الصّدارةِ، إذ نال جائزة "غرامي" في العام 1965 ثمّ انضَمَّ إِلى مَجموعةِ "The Rat Pack" الّتي صَنعتْ عدداً مِنَ الأفلام التي شارَكَ بِها سيناترا. وفي العامِ التالي عادَ سيناترا بِضربةٍ غنائيّةٍ جديدةٍ احتلّتِ المرتبةَ الأُولى في تَرتيبِ الأَغاني الأَفضلْ في الولاياتِ المتّحدةِ وهي أغنيةُ "Strangers in The Night" التي فازَت بِجائزة "غرامي" لأفضلِ تَسجيلٍ موسيقيٍ. كما سجَّلَ في السّنةِ الّتي تَليها أغنيةً مع ابنته نانسي تُدعى "Something Stupid"، والتي احتلت أيضاً المرْتَبةَ الأولى لأربعِ أسابيعَ متتالية في ربيعِ العام 1967. وكلّل سيناترا نهاية ذلكَ العقد بأُغنيةِ "My Way" المأخوذةِ عن لحنٍ فرنسي والتي كانت علامةً فارقةً أُخرى في مَسيرتِه الفنيّة.

تزوَّجَ سيناترا ثلاثَ مرّاتٍ لم يكتب لأيّ منها الاستمرار، حتى التقى بزوجتِه الرّابِعةِ "Barbara Blakely Marx" عامَ 1976 والتي ظلّتْ بجانبِه أكثر من عشرين عاماً حتى وافته المَنِيّة بأزمةٍ قلبيّةٍ في كاليفورنيا متمّماً الـ82 ربيعاً وتاركاً وراءَه إرثاً عمره أكثرَ من خمسينَ عاماً. وكانت آخر حفلاتِه في العام 1995 قبلَ ثلاثِ سنواتٍ منْ وفاتِهَ.

مقتطفات من أغانيه:

المصادر:

هنا