الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

هل لنوع المواد الدسمة التي تتناولها دور في صحة عيونك؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعد موضوع علاقة الأغذية بصحة العين وسلامتها أمراً شائعاً، وكثيراً ما يُنصح بتناول أنواعٍ محددةٍ من الأغذية لتقوية النظر وتحسين الرؤية؛ وعادةً ما تتميز هذه الأغذية باحتوائها على الكاروتينوئيدات Carotenoids والتي تعد مصدراً لفيتامين A.

ولكن وبالإضافة لنوع الأغذية الحاوية على هذه المركبات الغذائية الهامة تلعب المواد الغذائية المرافقة لها في الوجبات دوراً هاماً في زيادة أو تقليل نسبة الاستفادة منها؛ وهذا ما بينته دراسةٌ نُشرت نتائجها في مجلة Food Research International دَرَسَت دور الأنواع المختلفة من الزيوت في تحسين امتصاصية الجسم للوتين lutein.

ويعد اللوتين (أحد أنواع الكاروتينوئيدات) مركباً هاماً للحفاظ على صحة العين مع تقدم العمر؛ حيث قام الباحثُ Vallikannan Baskaran ومجموعةٌ من زملائه العاملين في مركز أبحاث تكنولوجيا الأغذية في الهندCentral Food Technological Research Institute (India)، بإجراء دراسةٍ لتحديد دور الدسم الغذائية في تحسين امتصاص اللوتين في الجسم وبالتالي زيادة توافره الحيوي. طُبِّق البحث على الفئران حيث تمت دراسة تأثير زيوت كل من الزيتون وجوز الهند والصويا وعباد الشمس ونخالة الأرز والذرة والفول السوداني والسمك، عبر تغذية مجموعات هذه الفئران على خليطٍ من بتلات نبتة القطيفة marigold petals الحاوية على 200 ميكرومول من اللوتين مع نوعٍ معينٍ من أنواع الزيوت السابقة لمدة خمسةَ عشَر يوماً، بعدها تم قياس التراكيز البلازمية للوتين فوُجد أنها كانت أعلى عند استهلاكها مع زيت الزيتون (82%) وزيت جوز الهند (68%).

وتُبيِّن نتائج هذه الدراسة وجودَ علاقةٍ واضحةٍ بين تركيز الشحوم الثلاثية ونوعي الكولسترول LDL وHDL مع التراكيز البلازمية والنسيجية للوتين، مما يؤكد دور هذه المواد في نقل اللوتين الممتص إلى الأنسجة المختلفة في الجسم؛ كما تبين أن تراكم اللوتين في الكبد والعيون يكون أعلى لدى استهلاكه مع زيت الزيتون (120% في الكبد و 117% في العين) ومع زيت جوز الهند (105% في الكبد و109% في العين) بالمقارنة مع بقية أنواع الزيوت.

ولتفسير هذه النتائج فإنه من المهم توضيح آلية امتصاص اللوتين في الجسم والتي تتم عبر ثلاث خطوات رئيسية، تبدأ أولاً بتحرره من المادة الغذائية وانتقاله إلى المذيلات (البنية الخيطية المسيلية Micelles) المتشكلة خلال عملية الهضم في الأمعاء، ومن ثم يتم التقاطه في بطانة الأمعاء intestinal lining عبر الخلايا المعوية enterocytes؛ والتي تنقله وتحمله على جزيئات الكيلوميكرون Chylomicrons وهي جزيئاتُ بروتيناتٍ دسمةٍ تمر عبر الأوعية اللمفاوية من الأمعاء إلى الدورة الدموية.

ويعتقد الباحثون أنَّ اختلافَ آلية تأثير الزيوت المستهلكة يعود لاختلاف تأثيرها في الليباز lipase وهو الإنزيم الذي يعمل على تحطيم المواد الدسمة إلى أحماضٍ دسمةٍ مما يؤدي إلى تحسن انحلال وامتزاج اللوتين مع الحموض الدسمة في لمعة الأمعاء. كما أن طبيعةَ هذه الحموض الدسمة تؤثر على امتصاص اللوتين عبر الأمعاء، كذلك فهي تؤثر على اختلاف تدفق الشحوم الثلاثية والكولسترول من الكبد إلى الأنسجة المختلفة وبالتالي انتقالِ اللوتين من الكبد إلى الأنسجة المحيطية مثلِ العين.

مما سبق نجد أنه من الهام التركيز على اختيار المادة الدسمة الغذائية المناسبة (كزيت الزيتون بشكلٍ رئيسيٍ) والتي تسمح بتحسين التوافر الحيوي للوتين في الجسم وبالتالي الوقاية من اضطرابات العين الناتجة عن التقدم بالعمر والسَّادِ العيني.

المصدر: هنا