الهندسة والآليات > الطابعات ثلاثية الأبعاد

الطابعات ثلاثية الأبعاد في سباق السرعة

استمع على ساوندكلاود 🎧

إن كنت متابعاً لأخبار التكنولوجيا في العالم من دون شك قد وصل إلى مسمعك الطفرة التكنولوجية والعملية التي أحدثتها الطابعات ثلاثية الأبعاد. فالعالم الآن يسعى لاستخدام هذه التقنية بنهمٍ شديد في كل شيء تقريباً بدءًا من بناء المنازل إلى طباعة أحذية مخصصة تلائم انحناءات أقدام كل منا، مروراً بتصنيع قطع السيارات والطائرات مما يخفف من وزنها مع الاحتفاظ بمتانتها مما يساهم في تقليل استهلاك الوقود، انتهاءً بطباعة أعضاء بشرية للذين يحتاجونها. ولكن هل تظن أن الطباعة ثلاثية الأبعاد بتقنياتها الحالية كفيلة بسد احتياجات العالم من هذه القطع الخفيفة المتينة؟ تابعوا معنا...

على الرغم من مرونة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد إلا أنها لازالت غير قادرة على منافسة طرق التشكيل التقليدية المعتمدة على الحقن من حيث إنتاج كميات كبيرة من الوحدات البلاستيكية القوية المتينة. ولكن شركة (HP) تعد بتغيير هذه الحقيقة عبر طابعاتها الجديدة.

إذن ما المميز يا ترى في هذه الطابعات التي يبدأ سعرها ب 130.000 دولار أمريكي؟

ما يميزها هو التقنية الجديدة التي تتم بها طباعة الوحدات وهي عملية الطباعة بالانصهار (Jet Fusion) بدلاً من تقنية التلبد بالليزر التي يستخدم فيها شعاع ليزر لتسخين حبيبات من مسحوق البوليمر وصهرها لتشكيل الوحدات المطلوبة طبقة تلو الأخرى. تنتج هذه التقنية وحدات ذات قوة كبيرة ولكنها تستغرق وقتاً طويلاً جداً لأنها تعتمد على شعاع ليزر مُرَّكز وحيد. ولهذا السبب فهي جيدة فقط في حال تشكيل النماذج أو الوحدات قليلة العدد معقدة التفاصيل.

ماهي إذن التقنية الجديدة التي ستجعل الطابعات ثلاثية الأبعاد أسرع ب 10 مرات طبقا لتصريحات شركة (HP)؟

استخدمت الشركة تقنية مستوحاة من الطابعات النفاثة للحبر، حيث يحتوي رأس الطابعة فوهات تنفث نوعين من مسحوق البوليمرات الحرارية، أحدهما معالج بمادة مساعدة على الانصهار (fusion agent)، والآخر معالج بمادة لا تتأثر بالحرارة وتُستَخدم لتحديد التفاصيل في المنتج (detailing agent) . يقوم رأس الطابعة بنفث المسحوقين حسب شكل التصميم المطلوب بسرعة ودقة على سطح تشكيل المنتج، ثم يُعرَّض لمصدر ضوء عال الكثافة يمر فوقه بالكامل فيستجيب له المسحوق المعالج بالمادة المساعدة على الانصهار (fusion agent) فقط لتنصهر، والمسحوق المعالج بالمادة التي لا تتأثر بالحرارة (detailing agent) لا يتأثر و يمكن إعادة تدويره.

إن كنت تتساءل عن مدى كفاءة هذه الطابعة اقتصادياً يطمئننا (Alex Monino)أليكس مدير التسويق والمبيعات للطابعات ثلاثية الأبعاد لدى شركة (HP) في تصريح له أن هذه العملية يمكنها توفير ما يقرب نصف تكلفة الطباعة ثلاثية الأبعاد بالتقنيات الموجودة حالياً.

و في الوقت نفسه، يبتكر مبدعو عدة شركات منتجة للطابعات ثلاثية الأبعاد تقنيات جديدة تهدف لجعل الطباعة ثلاثية الأبعاد قادرة على منافسة التشكيل التقليدية.

مثلاً هناك شركة كاربون (Carbon) التي كشفت الحجاب مؤخراً عن تقنية جديدة تستخدم مصدر ضوئي أيضاً ولكن الجديد هنا في تطوير واستخدام نوع جديد من البوليمرات الضوئية وهي مواد تتغير خواصها عند تعرضها للضوء ويتميز باحتفاظه بقوته ومتانته بشكل أفضل من الأنواع الأخرى التي تميل للتحلل بمرور الوقت.

وهكذا فإننا نشهد الآن سباقاً بين الشركات المنتجة للطابعات ثلاثية الأبعاد لجعل طابعاتها أسرع وأكثر كفاءةً وإيفاءً بمتطلبات السوق المُصَنع والمستهلك، ولعلنا نرى في المستقبل القريب اليوم الذي نجد منتجات مطبوعة في بيوتنا و شوارعنا.

تابعوا معنا هذا الفيديو الذي يشرح هذه التقنية:

و لمعرفة المزيد عن هذا التقنية المذهلة، طلع على مقالاتنا السابقة عنها:

هنا

المصدر: هنا