الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

لحماية المشيمة والجنين.. ابتعدي عن الفركتوز

استمع على ساوندكلاود 🎧

تبيَّن من خلال بحث تمَّ في جامعة واشنطن أنَّ اتباعَ نظامٍ غذائيٍّ عالي الفركتوز خلال فترة الحمل قد يؤدي إلى حدوث عيوب في المشيمة والحدّ من نمو الجنين، مما قد يؤدي إلى إصابةِ الطفل بمشاكلَ استقلابيةٍ في المستقبل.. وقد تم تأكيدُ هذه النتائج في دراسات على الفئران أولاً ثمّ على البشر..

يُعدّ الفركتوز من أهمّ السكريات التي تنتشر في وسط مُصَنِّعي الأغذية، حيث شاعَ استخدامُه على شكلِ شراب الذرة عالي الفركتوز HFCS لتحليةِ العديد من المنتجاتِ الغذائية والمشروبات. إلا أنّ الأبحاث الحديثة قد أشارت إلى ارتباطِ هذا السكرِ المكرر مع العديدِ من الأمراض المزمنة كالبدانة والسكري، خاصةً وأنّه يشكّل أكثرَ من 50% من السكريات المستخدمة في الصناعات الغذائية. إضافةً إلى وجوده بشكلٍ طبيعي في العسل والفواكه.

يُذكر أنَّ الجسمَ لا يقومُ باستقلاب ومعالجةِ الفركتوز بشكلٍ مشابهٍ للسكريات الأخرى، بل يتمّ تحويلُه في خلايا الكبد إلى غليسيريدات ثلاثية (وهي عبارة عن ثلاثةِ أحماضٍ دهنيةٍ مرتبطةٍ مع بعضها بجسم من الغليسيرول)، مما ينعكس على إنتاج كمياتٍ أكبرَ من حمض البولة الذي يُعتبرُ ناتجاً ثانوياً لهذه العملية، ويؤدي بدوره إلى اضطرابٍ في الاستقلاب وزيادةِ خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني والبدانة.

هدفَت الدراسةُ إلى معرفةِ تأثيرِ اتباع حميةٍ مرتفعةِ المحتوى من الفركتوز على المشيمة وتطور الجنين خلال الحمل. كما تمّت إضافةُ خطوةٍ أخرى على التجربةِ المُجْراةِ على الفئران، تمّ فيها إعطاؤهم عَقَار Allopurinol الذي يوصف عادةً من أجل معالجة حصى الكلى و داء النقرس.

وُجد في مجموعةِ الفئران أنّ مستوياتِ حمضِ البولة والغليسريدات الثلاثية قد ارتفعت عند تغذيتها على حميةٍ مرتفعةِ الفركتوز، كما وَضعت الفئرانُ الحواملُ أجنّةً صغيرة مقارنةً بالفئران التي تمّت تغذيتُها على الأطعمةِ المعتادةِ للقوارض، كما لُوحظَ أن المشيمةَ كانت أكبرَ حجماً من المعتاد أيضاً.

يترافقُ التأثير السلبي لارتفاع حمض البولة والغليسيريدات الثلاثية مع زياد احتمال إصابةِ الأم الحامل بالتسمم الحملي، والذي يشملُ ارتفاع كلٍّ من ضغط الدم، ومستويات البروتين في البول، إضافةً إلى حدوث التورُّم والإصابةِ بالسكر الحملي.

أمّا في الجزء الثاني من التجربة، فقد وُجدَ أنّ إعطاءَ العقَار للفئران قد خفّف من الآثار السلبية التي قد تحصل لكلٍ من الأم والجنين، وهذا يعني أنّه من الممكن أن يتم إجراءُ اختبارٍ للتحري عن المؤشرات المذكورة قبل الولادة، مما يتيحُ وضعَ خطةٍ علاجيةٍ للنساء الحوامل اللواتي لديهن مستوىً مرتفع من الفركتوز.

وعند تقييمِ علاقةِ هذه البيانات مع الأبحاثِ لدى البشر وُجد أن ارتفاع الفركتوز قد أدى إلى حدوث نفس التأثيرات المتمثّلةِ لارتفاع حمض البولة والغليسيريدات الثلاثية. كما وُجد أن استخدام عَقَار Allopurinol قد ساهم في التقليل من الأثرِ السلبي للفركتوز، مما يجعل استخدامه للحدّ من هذه المشكلة أمراً محتملاً وقابلاً للتطبيق.

يُذكر أن هذا العَقَار يعتبر آمناً على الأمِّ الحاملِ، ويُسمح بتناولِه في النصفين الثاني والثالث من الحمل، وهو من العقاقيرِ التي يُعرف عنها عبورُها للمشيمةِ دونَ التسبب بأي أثرٍ سلبي على الجنين.

وبشكل عام، تُنصحُ الأم الحامل بالحدّ من تناول سكر الفركتوز في النظام الغذائي، والاعتماد على الأغذية الطبيعية غيرِ المكرّرة لضمان سيرِ الحمل بشكل صحّي وطبيعي قدرَ الإمكان.