الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

جهاز القلب والدوران - مكوّنات الدمّ

استمع على ساوندكلاود 🎧

تشكُّل الدَّم:

في المرحلةِ الجنينية: يبدأ تشكّلُ الدَّم في الشهرين الأوَّلين، من الخلايا المُتحرّكة للوريقةِ المتوسطةِ في الكيسِ المُحي، ثم يتولّى الطحالُ تصنيعَ الدَّم حتى الشَّهرِ الخامسِ، أمَّا الكبدُ ونِقْيُ العظمِ فينتِجان الدَّمَ حتى الشهرِ السَّابعِ وقد يستمرَّان حتى الولادة، وبعدَ الولادةِ يُصبحُ نِقْيُ العظمِ المسؤولَ الوحيدَ عن إنتاجِ خلايا الدَّم، ويُعدُّ أيُّ إنتاجٍ لكرياتِ الدَّم من الكبدِ والطحالِ خلال الحياةِ الطبيعية دلالةً مرضية.

تتشكلُ خلايا الدَّم في نِقْي العظمِ وتتطوّرُ من الخلايا الجذعية المكوّنةِ للدم، فالخلايا الجذعيةُ المُكوِّنةُ للدم قادرةٌ على التمايزِ إمَّا إلى خلايا حمراءَ أو خلايا بيضاءَ أو صُفيحاتٍ دموية.

فأرومةُ النُّواء تتمايزُ إلى صُفيحاتٍ، والأرومةُ اللمفاويةُ تتمايزُ إلى لمفاوياتٍ، والأرومةُ الوحيدةُ تتمايزُ إلى وحيداتِ النُّوى، والأرومةُ النِقْوية تتمايزُ إلى كرياتٍ بيضاءَ محبّبةٍ، والأرومةُ الحمراءُ تتمايزُ إلى كرياتٍ حمراء.

الدَّم:

سائلٌ لزجٌ ذو طعمٍ مالحٍ يملأُ الأوعيةَ الدَّموية، ويبلغُ حجمُه في جسمِ الإنسانِ حوالي 5 ليترات، يشكّلُ 7-8% من وزنِ الجسم.

ويتكوّنُ من أربعةِ عناصرَ رئيسيةٍ هي: الكُريَّات الحمراءُ RBC، والكُريَّاتُ البيضاءWBC ، والبلازما Plasma، والصُفيحاتُ الدَّموية PLT.

وظائفُ الدَّم:

● نقلُ الأوكسجين والعناصرِ المغذيةِ إلى الرئتين وأنسجةِ الجسم.

● تشكيلُ خَثراتٍ لإيقافِ النزفِ.

● نقلُ الخلايا والأجسامِ المُضادةِ لمحاربةِ الكائناتِ الغريبة التي تُسبّب العدوى.

● نقلُ الفضلاتِ إلى الكبدِ والكليتين لتتمَّ تصفيتُها وتنقيةُ الدَّم ومن ثَمَّ طرحُها خارجَ الجسم.

● تنظيمُ حرارةِ الجسم.

البلازما Plasma:

عبارةٌ عن سائلٍ يُشكّلُ حوالي 60 % من حجمِ الدَّم، يحوي الماءَ على نحوٍ رئيسي، إضافةً إلى عدّةِ موادّ مُهمةٍ مثل: البروتيناتُ (وتشملُ الألبومين، وعواملَ التخثر، والأجسامَ المُضادَّة، والأنزيماتِ، والهرمونات) والسكرياتُ (كالغلوكوز) والدُّهون.

مَهمَّتُها الأساسية: نقلُ خلايا الدَّم إلى كافةِ أنحاءِ الجسمِ مع الأغذيةِ والفضلاتِ وعواملِ التخثُّر والهرموناتِ والأجسامِ المُضادةِ والبروتيناتِ التي تساعدُ على الحفاظِ على توازنِ السوائلِ في الجسم.

كرياتُ الدَّم الحمراء: (Red Blood Cells (RBC

• لونُها أحمرُ فاتحٌ، وتشكّلُ 40% تقريباً من حجمِ الدَّم في الجسمِ، وشكلُها قُرصي مقعّرُ الوجهين، ويبلغُ متوسّطُ حجمِ الكُريَّة الحمراءِ الناضجة 7 µm ميكرون .

• تنشأُ كرياتُ الدَّم الحمراءِ من الأرومةِ الحمراءِ فتنقسِمُ وتعطي الخلايا الشبكيّةَ Reticulocyte))، تخرجُ الشبكياتُ إلى الدَّم المحيطيّ لتتحوّلَ بعد يومين إلى كرياتٍ حمراءَ ناضجةٍErythrocyte) ).

• يُنظّمُ عمليةَ إنتاجِ الكُريَّات الحمراء هرمون تُنتِجهُ الكليةُ يُسمّى الإريثروبيوتين (erythropoietin). تنشأُ كرياتُ الدَّمِ الحمراءِ في نِقي العظم وتكونُ غيرَ ناضجةٍ،ولكنْ بعدَ سبعةِ أيامٍ، تنضجُ وتدخلُ مجرى الدَّم، وبسببِ عدمِ احتوائها نواةٍ؛ تستطيعُ تغييرَ شكلِها بسهولةٍ، ما يجعلُها أكثرَ مرونةً لدخولِ الأوعيةِ الدَّموية المُختلفة بسهولة.

• متوسطُ عمر خلايا الدَّم الحمراء 120 يوماً، ويُتَخلّصُ من الكُريَّاتِ التالفةِ والكهلة في الكبد والطحال (تتحطَّمُ حوالي 1% من الكُريَّات الحمراء يومياً).

• تحتوي كرياتُ الدَّمِ على بروتين يُسمّى الهيموغلوبين (Hemoglobin)، وهو الذي يُعطي الدَّمَ لونَه الأحمرَ، يتكوّنُ الهيموغلوبين من: (الهِيم+غلوبيولين). الهِيم: عبارةٌ عن حلقاتٍ من الحديدِ، والغلوبيولين: عبارةٌ عن أربعةِ بروتينات، (ألفا وبيتا) تتكوَّنُ من أحماضٍ أمينية

(كلُّ مجموعةِ هيمٍ تحوي ذرةَ حديدٍ مرتبطةً بذرةِ أوكسجين، ولأنَّ كلَّ جزيء من الهيموغلوبين يحوي 4 غلوبيولينات، فإنَّ بإمكانه حملَ أربعِ ذراتِ أوكسجين)

وللهيموغلوبين دورٌ مُهم؛ فهو يُساعدُ الكُريَّاتِ على حملِ الأوكسجين من الرئتين إلى أنحاء الجسم كافةً وإعادةِ غاز ثاني أوكسيد الكربون من أنحاءِ الجسم كافةً إلى الرئتين، ومن ثَمَّ طرحِه خارجَ الجسمِ عن طريق الزفير.

• تتراوحُ القيمُ الطبيعيةُ للكُريَّات الحمراء بين: 4-6 مليون/ملم3،

وفي حالِ انخفاضِ عددِ الكُريَّاتِ الحمراء عن المعدّلِ الطبيعيّ، فإنَّ ذلك يؤدّي إلى الإصابةِ بفَقرِ دمٍ (Anemia) يترافقُ مع انخفاضِ نسبةِ الخِضاب (الهيموغلوبين)، وأمَّا ارتفاعُ عددِ الكُريَّاتِ الحمراء عن المُعدَّلِ الطبيعي، فيدُّلُ على وجودِ أمراضِ القلب.

كريات الدَّم البيضاء White blood cells (WBC):

وتُسمّى أيضاً (Leukocytes)، تمثّل الكُريَّاتُ البيضاءُ 1% من حجم الدَّم، وتؤدي دوراً مُهماً في الاستجابة المناعية، وتُقسمُ إلى ثلاثةِ أنواع:

1- اللمفاوياتLymphocytes) ): تشكّلُ 20-40% من الكُريَّات البيضاء وتُقسَم إلى قسمين:

اللمفاويات البائية (B Lymphocytes): تُنتِجُ الأجسامَ المُضادَّةَ والغلوبيوليناتِ المناعية.

واللمفاويات التائية (T Lymphocytes): تدخلُ في الاستجابةِ المناعيةِ الخَلويةِ وتُقسَم إلى أربعةِ أنواعٍ: الخلايا التائيةُ المساعدة، والخلايا التائيةُ المثبِّطة، والخلايا القاتلةُ الطبيعية، وخلايا الذاكرة.

هذا ويبلغُ متوسطُ حياةِ اللمفاويات 3-4 أيام.

2- وحيدات الخلية ( :(Monocytesهي أكبرُ الكُريَّاتِ البيضاءِ حجماً، وتُميّزُها نواتُها الكبيرةُ التي تشبهُ حبةَ الفاصولياء. وتُسمَّى أيضاً البالعات Macrophage)) لأنّها تبتلعُ الأجسامَ الغريبةَ التي تُهاجِمُ الجسمَ وتهضمُ العواملَ المُمرِضة، كما تُزيلُ الكُريَّاتِ الحمراءَ الكَهلةَ والتالفةَ من الدَّوران الدَّموي، وتنقُلُها إلى الكبدِ والطحال. وتُشكل حوالي 3-7% من الكُريَّات البيضاء.

3- الخلايا المُحبَّبة (Granulocytes):

تنشأ من الخلايا النِقْوية ((Mylocyte، وهي خليةٌ كبيرةُ الحجمِ تحوي عدّةَ نُويّاتٍ وكروماتين، وتُقسم إلى ثلاثةِ أنواع:

● المُعتدلات ((Neutrophils: هي خلايا الاستجابةِ الفوريّة، وتكون صغيرةَ الحجمِ، ذاتَ نواةٍ مُفصَّصَةٍ (3-4 فُصوص)، تعيش لمدّة ثلاثةِ أيامٍ فقط، وتُشكّلُ 40-60% من الكُريَّاتِ البيضاء.

● الحامضيات ((Eosinophils: تتميّزُ بنواتِها ذاتِ الفَصين، وتحوي حبيباتٍ مفيدةً في مهاجمةِ العدوى الناتجة عن الطفيليات، تُشكل حوالي 1-3% من الكُريَّاتِ البيضاء.

● الأساسيات (Basophils): تحوي حبيباتِ الهيستامين المُهمّة في الارتكاس(ردّ الفعل) التحسُّسي، وتشكّلُ 1% من الكُريَّات البيضاء.

تبلغُ القيمُ الطبيعيةُ لكّريَّاتِ الدَّم البيضاء: 4000 - 11000 كُريَّة/ملم3، وارتفاعُ عددِ الكُريَّاتِ البيضاء يدُّلُ على حدوثِ التهاب أو عدوى جرثومية، أو أمراضِ المناعة الذاتية أو السَّرطان أو اضطراباتٍ في نِقْي العظم أو ردّ فعلٍ دوائيّ، أمَّا انخفاضُ عددِها فيدُّلُ على أمراضِ المناعةِ الذاتيةِ أو السَّرطان أو اضطرابٍ في نِقْي العظم.

الشكل التالي يوضّح أشكالِ الخلايا:

الصُّفيحات الدَّمويةPlatelets (PLT):

• تنشأ الصُّفيحاتُ من خليةٍ كبيرةِ الحجمِ هي الخليةُ النوّاءة (Megakaryocyte)، المُسمَّاةُ أيضاً (Thrombocytes)، وهي خلايا صغيرةُ الحجمِ تُساعدُ في عمليةِ التخثّر، إذ تتجمّعُ في مكانِ الإصابةِ وتلتصقُ على جدارِ الأوعيةِ الدَّموية للجرح، فتتشكَّلُ طبقةٌ تُساعدُ على تشكُّلِ عَلَقةٍ (جلطة) من خيوطِ الفِيبرين تُغطّي الجُرحَ وتمنعُ تسرّبَ الدَّم، كما تُشكّلُ خيوطُ الفِيبرين دعاماتٍ أوليةً تستندُ عليها الأنسجةُ الجديدةُ لتساعدَ الجُرحَ على الشّفاء.

تشاهدون في هذا الفيديو التوضيحي آليةَ عملِ الصُّفيحات وكيفيةَ شفاءِ الجروح:

هنا

• يبلغُ متوسطُ حياةِ الصُّفيحاتِ حوالي سبعةَ أيام. وتتراوحُ القيمُ الطبيعيةُ للصُّفيحات بين: 150000- 450000 صفيحة/ملم3، وارتفاعُ عددِ الصُّفيحاتِ في الدَّم يؤدي إلى تشكُّلِ الخثراتِ الذي يؤدي بدوره إلى حدوثِ سَكتاتٍ دماغيةٍ أو نوباتٍ قلبية، أمَّا انخفاضُ عددِها، فيؤدي إلى حدوثِ نزفٍ شديد.

نشاهدُ في الفيديو التالي عناصرَ الدَّم ووظائفَه الفيزيولوجية:

هنا

الزمر الدَّموية (Blood Groups):

مقالٌ مفصّلٌ عن الزمر الدَّموية على موقعنا:

هنا

ويُمكنكم أيضاً قراءةَ مقالنا التالي عن التبرع بالدَّم:

هنا

وأيضاً المقالَ الخاصَّ بنقل الدَّم:

هنا

انفوغرافيك عن الزمرِ الدَّموية على موقعنا:

هنا

من الأمراض الدَّموية الشائعة:

• الأمراضُ التي تصيبُ الكُريَّةَ الحمراء:

- فقرُ الدَّم: هو انخفاضُ عددِ الكُريَّات الحمراء في الدَّم أو انخفاضُ تركيزِ الهيموغلوبين ضمنَ الكُريَّة الحمراء.

يُمكن أن يكونَ سببُ فَقر الدَّم عوزياً (نقصٌ بالعناصر المُكوّنة للهيموغلوبين والكُريَّةِ الحمراء كفقرِ الدَّم بعوزِ الحديد وعوز فيتامين B12 وغيرها) أو انحلالياً (يتخرَّبُ الدَّمُ لأسبابٍ وراثيةٍ أو بيئيةٍ كفقرِ الدَّم المِنجلي والتالاسيميا والفُوال) أو ؤبسببِ مرضٍ مُزمنٍ كالقصور الكلوي أو الكبدي أو بسببِ نقصِ تصنيعِ الكُريَّات الحمراء على مستوى نقي العظام (فقرُ الدَّم اللامُصنَّع لسببٍ فيروسيّ أو خَلقيّ أو دوائيّ، أو اللوكيميا) أو بسببِ خسارةِ الدَّم (النزف).

• يمكنكم التعرفَ أكثر على فَقر الدَّم بعوز الحديد من خلال هذا المقال:

هنا

وعلى مصادرَ وأعراضِ نَقصِ أو فرطِ فيتامين B1 من خلال هذين المقالين:

هنا

هنا

كما يُمكنكم التعرفَ أكثر على مرضِ الفوال من خلال هذا المقال:

هنا

وعلى فقر الدَّم المنجلي من خلال المقالين التاليين:

هنا

هنا

ولمن يرغب بمعرفةِ المزيدِ عن التالاسيميا، يُمكنه قراءة مقالنا السّابق:

هنا

أمَّا لمعرفةِ المزيدِ عن اللوكيميا، فإليكم هذا المقال:

هنا

• وأمّا بالنسبةِ للأمراضِ التي تُصيبُ الكُريَّاتِ البيضاء، فتُعدُّ اللمفوما واللوكيميا من أشيعِها، ويُمكنكم التعرُّفَ أكثر على اللمفوما من خلال المقال التالي:

هنا

• الأمراضُ التي تُصيبُ الصُّفيحات:

نقصُ الصُّفيحاتِ الأساسيّ هو أشيعُ سببٍ لنقصِ الصُّفيحاتِ، وأسبابُه مجهولة، كما يُعدُّ السَّببُ الدوائيّ من أهمِ أسبابِ نَقصِها (كاستخدامِ مُميعاتِ الدَّم وخاصةً الهيبارين).

• الأمراضُ التي تصيبُ بلازما الدَّم:

يأتي الإنتانُ على رأسِ الأمراضِ التي قد تُصيب البلازما، إذ إنَّ أيَّ إنتانٍ في أيّ مكانٍ في الجسمِ يُمكن أن ينتقلَ إلى بلازما الدَّم، ومنها إلى أيّ مكانٍ آخرَ في الجسم، كما يُعدُّ النّاعورُ من الأمراضِ التي تُصيبُ عواملَ التخثرِ الموجودة في بلازما الدَّم بالنقص، ولمعرفة المزيد عن هذا المرضِ، إليكم المقالَ التالي:

هنا

ومن الأمراضِ التي تُصيبُ بلازما الدَّم أيضاً، مرضُ فون ويلبراند والتخثُّرُ المنتشرُ ضمنَ الأوعية DIC.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا