الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

خمسة أسئلة ستساعدك على تحويل شغفك إلى مصدر دخل

استمع على ساوندكلاود 🎧

"افعل ما تحب، وسيكون النجاح حليفك". كانت هذه نصيحة وجهها لي أحد المستشارين منذ أكثر من ثماني سنوات. حينها كنت متشككاً بعض الشيء ولم أكن واثقاً من مدى صحتها، ولكنني أردت حقاً أن أصدقها، أردت أن أصدق أنني إذا لاحقت شغفي وناضلت لتحويل الشيء الذي أحبه إلى عمل ومصدر رزق فسأحصد النجاح. فهل كان هذا صحيحاً؟ في الحقيقة الجواب الذي اكتشفته بنفسي هو: "نعم" .

أحد الفصول في كتابي "عقول غنية، نتائج مثمرة" يدعى " افعل ما تحب، وسيكون النجاح حليفك". قد لا يحدث هذا بين ليلة وضحاها، ولكنه سيحدث بالتأكيد في التوقيت المناسب.

ماهو الشيئ الذي تحبه وترغب في جعله مهنتك ومصدر رزقك؟ إن أكثر النتائج التي ستحصل عليها متعة عند ممارسة العمل الذي تحب هو الشعور بالرضا والسعادة، ولكن سأقوم اليوم بطرح خمسة أسئلة يجب تؤخذ بعين الاعتبار إذا أردتم تحويل الأشياء التي تحبون القيام بها إلى وسائل لكسب المال.

فالعديد من الناس يعرفون ما هو شغفهم، ولكنهم يواجهون الإحباط عند محاولتهم تحويله إلى مهنة رابحة. سواء كنت تدير شركتك الخاصة أو تؤسس لعمل جديد، أو ربما كنت موظفاً يسعى لنيل الترقية، فإن الإجابة على هذه الأسئلة الخمسة ستساعدك في زيادة العوائد المادية لممارسة الأشياء التي تحبها.

1.ماهو الفرق الذي تحب أن تحدثه في حياة الآخرين؟

لاحظ أنني لم أسألك ماهي الأشياء التي تستهويك، فبدلاً من ذلك أريدك أن تحدد الهدف من حبك لعمل ما: وهو أن يكون لك تأثير إيجابي على العالم. هذا النوع من التفكير يقود إلى النجاح، ولزيادة عروض التوظيف، كما أنه يفتح آفاقا جديدة للعمل. لتحويل شغفك إلى عمل رابح يجب أن يكون هذا العمل ملبياً لحاجات ومتطلبات الناس. للأسف إن الشركات والناس على حد سواء لا يهتمون كثيراً لكونك تعمل ما تحب (أي أن تعيش شغفك)، لكنهم ينفقون المال على البضائع والأشخاص والخدمات التي تلبي رغباتهم واحتياجاتهم هم. فعندما تحدد الأشياء التي تحبها وتجيد عملها، ثم تجد وسيلة لربطها باحتياجات الناس (أو متطلبات السوق) تكون حينها قد توصلت لمعادلة النجاح.

2.هل تخصصت في موهبتك؟ أو هل دعمت موهبتك بالدراسة والاطلاع؟

الموهبة وحدها لا تكفي، بل عليك أن تستغل موهبتك وتحولها لدافع لك لتتعلم أكثر عن مجال عملك، ولتحسن مهاراتك وتوسع ثقافتك. فأولئك الذين ينمون موهبتهم بالدراسة يتفوقون على زملائهم، فهم يقدمون طرقاً جديدة للقيام بالأشياء، ويشكلون مصدراً إلهام، فضلاً غن أنهم يفتحون آفاقاً جديدة للآخرين.

3.هل أنت شخص يعمل وفقاً لشغفه أم لزيادة أرباحه؟

عندما تكون متحمساً للعمل الذي تقوم به فإنك ستعطيه أكثر من طاقتك، كما أن أولئك الذين تلقى مهاراتهم رواجاً كبيراً هم غالباً من يتمتعون بموهبة تخلق منتجاً يحتاجه الناس. حيث أن شغفهم بعملهم يخلق الإبداع والمواظبة والتميز، ولا يمكن أبداً تجاهل دور الشغف في توليد التميز والمثابرة، وهما عنصران أساسيان في سعيك لتحقيق الربح من موهبتك. يكون النجاح حليفاً لأولئك الذين يركزون على طريقهم بالرغم من كل المحن والتحديات والتشتيت.

4. هل تعرف كيفية كسب المال؟

إذا كنت تهدف لزيادة دخلك، فعليك أن تثقف نفسك حول أفضل الطرق للقيام بذلك، إذ يفشل العديد من الناس في كسب المزيد من المال لأنهم لا يولون الثقافة المالية الأهمية الكافية. فبينما يشكل الشغف والموهبة المفتاح الرئيسي لتحقيق الربح، فإن زيادة هذا الربح تتطلب أشياء أخرى كتعلم العيش ضمن قدراتك المالية، وأن تقدر أهمية ما تقدمه، و تعلم الاستثمار والإنفاق بحكمة. و إذا كنت تدير عملك الخاص فالثقافة المالية تتضمن أيضا أن تتعلم توظيف الأشخاص أصحاب الكفاءة العالية (مستشارين ماليين وقانونين وموظفين)، وتتعلم فن التسويق وضغط النفقات. سجل نفسك في دورات تعليمية واقرأ الكتب المالية.

وأخيراً تعلم من تجارب الأشخاص الناجحين في مجالك والذين تطمح للوصول إلى حيث هم موجودون الآن.

5.هل أنت مستعد للتحلي بالثقة والجرأة؟

الخوف هو العقبة الكبرى في طريق أحلامك. فيصر العديد من الناس أن ما يعيقهم هو قلة الوقت أو المال أو الموارد، ولكن غالباً ما يكون عائقهم هو الخوف.

قد يكون الخوف من الفشل، أو من الرفض، أو حتى الخوف من النجاح نفسه هو ما يمنعهم من التقدم. فكر بالشيئ الذي تحلم بتحقيقه ولازلت متردداً بشأنه، تقدم نحو حلمك ولو بخطوات صغيرة، ولكن كن مصراً على الوصول للثقة اللازمة لاستغلال قدراتك ومواهبك التي تبرع بها. إذا بدأت بالقيام بما تحب بصبر ومثابرة فإنك بالتأكيد ستحصد النجاح.

المصادر

هنا