الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

الجهاز الحركي - عضلاتُ الوجهِ التعبيرية وعضلاتُ المضغ

استمع على ساوندكلاود 🎧

يومياً، نستخدم تعابيرَ وجوهِنا كطريقةٍ للتواصلِ فيما بيننا. فعندما تبتسمُ، تضحكُ، أو تغضبُ، فإنَّ تعابيرَ وجهِك ستبدو مختلفةً من حالةٍ لأخرى. ولكن، لكي يحدثَ هذا التنوعُ فإنك بحاجةٍ إلى العديدِ من العضلاتِ التي تعملُ بتناسقٍ فيما بينها لتمنحَك العديدَ من التعبيرات، وهناك مجموعةٌ أخرى من عضلاتِ الوجهِ مسؤولةٌ عن المضغِ وتحريكِ الفمِ عند الكلام. سيكون مقالُنا اليومَ حولَ كلِّ هذه العضلاتِ وكيفيةِ عملِها ... تابعوا معنا:

عضلاتُ الوجهِ التعبيرية وعضلاتُ المضغ:

عضلاتُ الوجهِ التعبيريةُ هي مجموعةٌ مكونةٌ من 20 عضلةً إراديةً مسطحة، تتوضع تحتَ جلدِ الوجهِ، وبشكلٍ رئيسيٍ حولَ الفتحاتِ في الوجهِ (الفمِ والعينِ والأنفِ والأذنِ) أو تمتدّ نحوَ العنقِ والجمجمةِ.

ولكن على عكسِ عضلاتِ الجسمِ التي تربطُ بين العظامِ فإنَّ معظمَ عضلاتِ الوجهِ تنشأ من الجمجمةِ أو من البنى الليفيةِ، وترتكز على الجلد من خلال وترٍ مرنٍ.

تختلف هذه العضلاتُ أيضاً عن العضلاتِ الهيكليةِ الأخرى بأنها غيرُ محاطةٍ بلفافٍة Fascia (باستثناء العضلة المبوَّقةِ) وذلك تسهيلاً لحركة الجلدِ لإعطاء التعابير المختلفة.

لمحة جنينة:

تُشتقُ هذه العضلاتُ جميعهُا جنينياً من القوسِ البلعوميِ الثاني وتُعصَّبُ بالعصبِ الوجهيِ، تكونُ هذه العضلاتُ في البداية على شكلِ عضلةٍ مسطحةٍ وحيدةٍ ولكنَّها تتجزأُ إلى عدةِ عضلاتٍ أثناءَ التطور الجنيني، أما العضلاتُ الماضغةُ وهي أربعُ عضلاتٍ مزدوجةٍ على جانبيِ الفكِ، فتُشتقُ من القوسِ البلعوميِّة الأولى.

إليكم قائمةً بأسماء هذه العضلات كلٍّ منها واسمِها اللاتيني (مع مزيد من التوضيح ضمن الصور):

ت1- عضلاتُ الوجهِ التعبيريةِ:

عضلاتُ الفمِ

• العضلةُ الدّويريةُ الفمويةُ (Orbicularis oris): تحيطُ بالفمِ.

• العضلةُ المبوَّقةُ (Buccinator muscle): تنشأ من الفكِّ العلويِّ والفكِّ السفليِّ، وترتكز على زاويةِ الفمِ، مشكلةً الجزءَ العضليَ من الخد.

• العضلة رافعةُ الشَفَةِ العُلويّة (Levatorlabiisuperioris muscle)

• العضلة خافضةُ الشَفَةِ السفليةِ (Depressor labiiinferioris muscle)

• العضلة رافعةُ الشَفَةِ العُلويّة وجناحِ الأنفِ (Levatorlabiisuperiorisalaequenasi muscle)

• العضلة الذقنية (Mentalis muscle): تشكل الثلمَ بين الذقنِ والشفةِ السفلية.

• العضلة الضاحكة (Risorius): تنشأ من الخد وترتكزُ على زاويةِ الفم.

• العضلة رافعةُ الصِّوارِ (زاويةِ الفمِ) (Levatorangulioris muscle):

• العضلة خافضةُ الصِّوارِ (Depressor angulioris muscle):

• العضلتان الوجنيةُ الصغيرةُ والكبيرةُZygomaticus major and minor muscles).

عضلاتُ الأنف:

العضلةُ الأنفيةُ (Nasalis muscle)

العضلةُ الناحلةُ (Procerus muscle)

عضلاتُ الأجفان:

• العضلةُ الدّويرية العينيّة (Orbicularis oculi muscle): تحيطُ بالعين.

• العضلةُ الخافضةُ للحاجبِ (Depressor supercilii muscle)

• العضلةُ المغضنةُ للحاجبِ :(Corrugator supercilii muscle)تنشأ من فوقِ جذر ِالأنفِ وترتكزُ على جلدِ الحاجبِ.

عضلاتُ الأذنِ الخارجية:

العضلةُ الأذنيةُ (Auricular muscles):

العضلاتُ الماضغةُ:

• العضلةُ الصدغيةُ (the temporalis muscle).

• العضلةُ الماضغةُ (the masseter muscle).

• العضلةُ الجناحيةُ الوحشيةُ (the lateralpterygoid muscle).

• العضلةُ الجناحيةُ المتوسطةُ (the medial pterygoid muscle).

.مزيد من الصور للتوضيح :

- وبعد أن تعرفنا على هذه العضلاتِ إليكم ملخصاً قصيراً عن وظائفِها الأساسيةِ (مع صورة لمزيد من التوضيح):

تختلف العضلاتُ الوجهيةُ عن باقي العضلاتِ الهيكليةِ في الوظيفةِ فهي لا تحركُ عظاماً ومفاصلَ، بل تحرك الجلدَ.

• عضلاتُ الفمِ مسؤولةٌ بشكلٍ رئيسيٍ عن رفعِ وخفضِ صوارِ الفمِ والشفتين العلويةِ والسفليةِ، وعن فتحِ وإغلاقِ الفمِ أيضاً.

• العضلةُ رافعةُ الشفةِ العلويةِ وجناحِ الأنفِ مسؤولةٌ عن رفعِ المنخرِ وتوسيعِ فتحتي الأنف.

• العضلةُ الضاحكةُ والوجنيتان الصغيرةُ والكبيرةُ هي العضلاتُ المسؤولةُ عن الضحكِ بشكلٍ رئيسيٍ.

• عضلاتُ الأنفِ تقومُ بتجعيدِ الأنفِ وتضييقِ فتحتيه.

• العضلةُ الدويريةُ العينيةُ تقومُ بإغلاقِ الأجفانِ وتساعدُ على جريانِ الدمعِ، أما تقلُّصُ عضلتي الأجفانِ المتبقيتين فيؤدي إلى خفضِ الحاجبين وتجعيدِ الجبهة.

• إنَّ تقلصَ عضلةِ الشواةِ يؤدي إلى رفعِ الحاجبين والأذن.

• العضلةُ الجلديةُ للعنقِ تشدُ زاويةَ الفمِ نحوَ الأسفلِ والخارجِ (الوحشي) وتشدُ البشرةَ.

• أما عضلاتُ الأذنِ فليس لها عملٌ مهمٌ عند الإنسان، فقليلٌ من الناس فقط قادرون على تحريكِ آذانِهم إرادياً.

إن دورَ عضلاتِ الوجهِ هذهِ لا يقتصرُ فقط على تغييرِ مكانِ وتوسيعِ وتضييقِ الفتحاتِ الوجهيةِ، فهي تجعلُ الوجهَ مليئاً بالتعابيرِ التي تعكسُ حالةَ الفردِ النفسيةِ من سعادةٍ وحزنٍ وغيرِها، ويلعبُ هذا الأمرُ دوراً أساسياً في التواصلِ بين الناس.

يُعدُّالابتسامُ عمليةً معقدةً تتدخلُ فيها العضلاتُ التالية:

العضلتان الوجنيتان الصغيرةُ والكبيرةُ، والعضلة الدويريةُ العينيةُ، والعضلة رافعةُ الشفةِ العلويةِ، ورافعةُ صِوارِ الفمِ، والضاحكة.

أما العبوسُ، فتتدخَّل فيه العضلات التالية:

العضلةُ الدويريةُ العينيةُ، والعضلةُ الجلديةُ العنقيةُ، والمغضنةُ للحاجبين، والناحلة، والعضلة الدويريةُ الفمويةُ، والعضلةُ خافضةُ صِوارِ الفمِ، والعضلة الذقنيةُ.

بالمحصلةِ، فإنَّ العضلاتِ المستخدمةَ للابتسامِ أقلُ من المستخدمةِ للعبوسِ، لذا ابتسم دائما فالابتسام أسهل...

أما العضلاتُ الماضغةُ، فمسؤولةٌ عن تحريكِ الفكِ السفليِ والمفصلِ الفكيِ الصدغيِ، وبذلك فهي مسؤولةٌ عن مضغِ الطعامِ و طحنِه وتحريكِ الفكِ السفليِ جانبياً، كما تلعبُ دوراً في الكلام.

مشاكلُ عضلاتِ الوجه:

أكثرُ مشاكلِ العضلاتِ الوجهيةِ شيوعاً هو عدمُ القدرةِ على تحريكِها. يدلُ هذاالعَرَضُ على شللِ العصبِ الوجهيِ، وهناك نوعان لشللِ العصبِ الوجهيِ: محيطيٌ ومركزي، ويمكنُ التمييزُ بينَ النوعين سريرياً (أي من خلالِ الأعراض)، ففي شللِ العصبِ الوجهيِ المحيطيِ تكونُ العضلاتُ في الجهةِ المصابةِ مشلولةً بشكلٍ كاملٍ، وعندما يحاولُ المريضُ أن يغلقَ جفنَ عينِه، تدورُ كرةُ العين إلى الأعلى (ظاهرة بيل)، أما في شللِ العصبِ الوجهيِ المركزيِ،فيستطيعُ المريضُ أن يجعّدَ جبهَته في كلا الجهتين المصابةِ والسليمةِ.

وفي كلا النوعين من شللِ العصبِ الوجهيِ تضعفُ قدرةُ المريضِ على المضغِ والكلامِ كما تضعفُ تعابيرُه الوجهيةُ، وبحسب موقعِ الإصابةِ فإنَّ المريضَ يعاني من اضطراباتٍ أخرى في إفرازِ الدمعِ واللعابِ أو في السمعِ أو الذوقِ.

هناك العديدُ من الأسبابِ لشللِ العصبِ الوجهيِ ومن بينِها الالتهاباتُ (الإنتانُ بفيروسِ الحلأ النطاقيِ مثلاً)، والصدمةُ وكسورُ العظمِ الصخريِ والأورامُ (شوانوما العصب الدهليزي)، ولكن في معظم الحالاتِ يبقى سببُ شللِ العصبِ الوجهيِّ مجهولاً (شللُ العصبِ الوجهيِ مجهولُ السببِ أو شللُ بيل).

تقترحُ الدراساتُ الحاليةُ أنَّ الإنتانَ بالنمطِ الأولِ من فيروسِ الحلأ البسيطِ وغيرِه من الفيروسات الأقلِ خطورةً قد تكون مسؤولةً عن شللِ بيل.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا